للخوض في تحديد المواقف لا بد لموقف الانسان أن ينسجم مع ضميره الانساني ولذلك لا بد من خلفية لموقفي الشخصي حتى قبل ١٥ ابريل أذكر حينها كان الناطق الرسمي لقوات الدعم السريع ضابط منتدب من الجيش العقيد جمال جمعة الذي يقاتل الان في صفوف القوات المسلحة هذا الرجل يفهم في الاعلام بعمق أذكر دعا مدراء تحرير الصحف الورقية للقاء وصفه بالمهم وحينها كنت مديرا لتحرير صحيفة الوطن وأذكر بأن الحضور كان حوالي عشرين صحفي فابتدر جمعة حديثه قائلا : بأن الدعوة ليس لطرح أمر للنشر بل نريد تحسين صورة هذه القوة الوطنية أي الدعم السريع امام الرأي العام وتقدموا لنا النصح ماذا نفعل انتهى كلام جمال..وكان ذلك عقب فض الاعتصام وأثناء ما كان يتحدث قلت في قرارة نفسي لا بد من انتهز الفرصة الاولى حتى لا يتحدث واحد من ” كسارين التلج ” ويوجه اللقاء للمدح والمجاملات وبالفعل كنت اول الناصحين فقلت في ما قلت تعرضت للانتهاكات التي ارتكبت في فض الاعتصام سواء كان القتل والاغتصاب أو الدوس على رؤوس الشباب بالبوت امام القيادة العامة ثم الان قوات الدعم السريع في المؤسسات الحكومية مثل القصر الجمهوري تغسل ملابسها بما فيها الداخلية وتجدها مشرورة على اسوار المؤسسات السيادية فهذه التصرفات محتاجة لعمل كبير لمعالجتها ثم سألت سؤال جرئ قلت لجمعة انتم تتحدثون بأن الجيش والدعم السريع مؤسسة واحدة فلماذا انت ناطق رسمي والجيش لديه ناطق رسمي لماذا لسانين فقال : هذه تقديرات القيادة واثناء ما انا اتحدث نظرت للتوتر اصاب معظم الحضور بسبب هذه الجرأة التي تحدثت بها وحينها أي كلمة تمس الدعم السريع يتصدى لك الجيش قبل الدعم السريع فاعقبني عطاف محمد مختار وتحدث في نفس الموضوع وبقوة وايدني بشدة ويذكر بأن اغلب الحضور كانوا من المقربين جدا للدعم السريع من ذوي الحظوة في سفريات الدعم السريع وجلسات قادته الان جلهم في صف ” البلابسة ” كان رد جمال جمعة صادما للذين امتعضوا من حديثي اولا أقر بهذه التصرفات المرفوضة وقال بالحرف الواحد اسوأ ما نعاني منه نحن في الدعم السريع بأن منسوبي الدعم الدعم السريع الواحد فيهم عندما يرتكب مثل هذه الانتهاكات يصور نفسه بموبايله أي يثبت الجريمة على نفسه بل لا يترك لنا مجالا للدفاع عنه وقال نبهناهم بعدم ارتكاب ما يسئ لسمعتنا وعدم استخدام الهواتف الذكية لتصوير تصرفاتهم وختم حديثه بأنهم سيستفيدوا من نصحنا في مستقبل هذه القوات وليتهم فعلوا ولم يتكرر اللقاء أو تتم دعوتي الا لمؤتمر صحفي عام هذه الواقعة تثبت بأنني اول من قدم الشجب والادانة للانتهاكات داخل ” عش الدبابير ” والذين صمتوا عن هذه الانتهاكات في حينها استدركوا الان أهمية هذه الادانة دون مزيدا او تحقيق مٱرب أخرى..
اما الٱن الصدمة النفسية والاجتماعية التي تسببت فيها فظاعات حرب ١٥ ابريل أعتقد بأن أي صاحب ضمير حي ينظر للإدانة والشجب لهذه التصرفات فعل قاصر ولا يتناسب مع هذا الجرح الغاير، لكن المتابع عن كثب يدرك بأن موضوع الشجب والٱدانة أستخدم للمزايدات السياسية والتصنيف أكثر من أن يكون لردع من ارتكب هذه الانتهاكات، فٱذا كان الدعم السريع نفسه أدان هذه الافعال وشكل لها لجنة محاسبة فكيف لا ادينها انا بل مدانة من صاحب كل ضمير حي ومرفوضة بل ويجب محاسبة وعقاب كل من ارتكب او اشترك او أمر بهذه الانتهاكات.. اذن الادانة متفق عليها لكن ” ينط ” لك ٱخر يقول لك انت ما بتكتب ” مليشيا ” الدعم السريع فاذا قلت مليشيا انت ما بتقول حرب الكرامة فاذا قلت حرب كرامة لماذا لا تقول انك داعم الاستنفار حتى يصل الأمر بأن تصبح الدعوة لوقف الحرب جريمة والدعوة للحكم المدني فجور وعصيان وعمالة وعدم وطنية.. كما انك تكون أكبر عميل وخاين اذا تجرأت وحاولت ترجع للتاريخ القريب حتى قبل ١٥ ابريل بيوم واحد حتى تكون وطني لا تذكر موقف قيادة الجيش من الدعم السريع ولا تذكر أي جريمة ارتكبت في حق الشعب والجيش طرف فيها واذا ارتكب افراد من الجيش أو منسوبين له جريمة حتى لو تم الاقرار بها يجب تنظر لها بأنها فعل معزول ولا يمثل المؤسسة وأي تصرف من الطرف الٱخر يتم اسقاطها وتوظيفها ضد مليشيا الدعم السريع.. طبعا للحقيقة والتاريخ الاعتزاز بقوات الشعب المسلحة وجيش واحد شعب واحد هذه شعارات وجدانية ارتبطت بكل انسان رضع من ثدي هذا الوطن ومن منا لا يريد ان تكون قوات شعبه أي جيش بلده رمز للوفاء ومفخرة بين الدول واحترام رموزه هو احترام سيادة هذا الوطن.. ولكن أن تختزل هذه المؤسسة لفئة محددة وتدعي الوطنية لتعزل فئة أخرى هذه هي الاساءة بعينها لهذه المؤسسة العريقة.. وللحقيقة والتاريخ موقفنا الثابت هو رفض هذه الحرب رفضا قاطعا والمطالبة بوقف هذه الحرب موقف ينسجم والضمير الانساني وندين بأشد العبارات أي انتهاك ارتكب من قبل قوات الدعم السريع وكذلك ندين بأشد العبارات انتهاكات الجيش التي ارتكبت ضد المدنيين وهو المسؤل الاول عن حماية الشعب وتتحمل قيادته كل الاخطاء التي قادت البلاد لهذا الدرك والٱدانة لدرجة العار لانحراف هذه الحرب وحد القرف والاشمئزاز أن يظهر في بلدي من يأكلون لحم بعضهم بعضا فعلا وليس مجازا وهو فعل تجاوز اسوأ ما توقعه العقل البشري من جرائم ممكن تقع بل مرفوض في كل الشرائع السماوية فاذا كان الحديث الشريف وصف النميمة من يفعلها كٱكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه وعليه يصبح اكل لحم بني ادم مثلك اسوأ جريمة يرتكبها الانسان ، يا للحسرة والندامة لحم الميت اصبح للتلذذ والتشفي.. و” ٱن الشاة لا يأثرها السلخ بعد الذبح فهذا الفعل لا يؤثر في الميت لكنه ألحق الأذى بالبشرية كافة داخل السودان وخارجه وسيظل عار يلاحق من ارتكبه وأيده وهذا لا يكفي إنكاره والتبروء منه لا بد من أن تتحمله جهة محددة ويجب أن يكون اول مهام لجان التحقيق المحايدة اذا قدر لها ان تقوم وأن يلحق العار والعقاب على من ارتكب هذا الفعل الشنيع ونبرئ شعبنا المسالم من هذه الافعال التي لا تتناسب والضمير الانساني والله المستعان..
• من وصايا سيدنا ابوبكر الصديق لجيش أسامة بن زيد
“لا تخونوا، ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثّلوا، ولا تقتلوا طفلاً صغيراً، ولا شيخاً كبيراً، ولا إمرأة، ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمأكلة، وسوف تمرّون بأقوام قد فرّغوا أنفسهم في الصوامع، فدعوهم وما فرّغوا أنفسهم له”