اعمدة

عبدالباقي جبارة.. يكتب.. ” فزع الحروف ” .. ” كبش يا…. “!

 

 

   

 

 

  من الصدف الغريبة بينما كنت أفكر في ما ٱل إليه وطننا وصنف القادة الذين أعتلوا سدة الحكم فيه ، أستمعت لمقطع فيديو يتحدث فيه أحد الأئمة المصريين وهو يعظ الحاضرين فقال في ما قال ” في العام ١٩٥٥م ذهب وفد سوداني لبريطانيا بغرض حسم أمر استقلال السودان وفي يوم لقاء الملكة اليزابيث أعدت القاعة بالمراسم الملكية وقبل أن تحضر الملكة تقدم رئيس الوفد السوداني الزعيم اسماعيل الأزهري طيب الله ثراه فجلس على كرسي الملكة وسط ذهول كل من في القاعة وهرع نحوه موظفو المراسم حيث أعتقدوا بأنه جلس عن جهل ب”البرتكولات” فقالوا له هذا كرسي الملكة يا سعادة الرئيس فقال لهم أعلم ذلك فأنتم أيها الأنجليز جثمتم على صدرنا خمسة وخمسون عاما ” هي فترة الاستعمار والٱن لم تتحملوا دقيقتين تمس سيادتكم؟! وكان ذلك بلغة انجليزية مبسطة وواضحة فصفق جميع من في القاعة وأولهم الانجليز قبل العرب لهذه الرسالة البليغة من زعيم أسترد كرامة شعب السودان ولو لدقيقتين فقط .. صراحة هذا الامام وهو يروي هذه القصة يتحدث عن الصالحين في الارض كما واصل في الحديث عن الأزهري وقال بأن الازهري كان يبحث عن من يستلف منه بعض الدراهم ليقضي بعض حوائجه وهو رئيس وزراء.. وأنا استمع لهذا الشرف الباذخ وتاريخنا الناصع وما زالت الكلمات السوقية تصم الاذان التي يباهي بها الرجل الثالث في الدولة الفريق ياسر العطا وهو يغازل الرجل الثاني في الدولة الفريق كباشي ويقول ” كبش يا قوة كبش يا حديد ” ليرضي الرجل الاول في الدولة الفريق البرهان صاحب العبارات النابئة حرفيا وحركيا صراحة حرفيا لا استطيع أكتبها ولا أعتقد كل من له أسرة تطالع ما يكتب أو فيه ذرة حياء لا يمكن يردد مثل هذه الكلمات النابئة التي قالها رمز السيادة الوطنية وعلى الهواء مباشرة، أما حركيا معروفة لدي ” الشماسة ” قبضت اليد ورفعها في وجه الٱخرين تعني إيه وهي علامة مميزة للبرهان ظل يمارسها في وجه شعبه منذ أن أعتلى كرسي السلطة بوضع اليد وخاصة في وجه الثوار ويبدو أن قبضة اليد هذه فيها الكلمة السر التي سيقضي بها البرهان على ٱخر احلام شعبنا وهو لا يأبه كثيرا بما يؤول له وضع الشعب السوداني منذ أن كانت المطالب حرية، سلام وعدالة حتى أنحدر الوضع والشعب والعالم جميعه يترجا البرهان ويتوسل له بأن يدع ما تبقى من شعبه يعيش لكنه سادر في غيه ولم يتخذ خطوة واحدة نحو السلام، بلاش حرية بلاش عدالة . ومن سخرية القدر يعتبر كل ممارساته هذه ” كرامة ” أو كما يزين له ذلك ” الطمبارة ” أي كرامة تعني يا هذا؟!! الثأر لمواطني الجزيرة الذين تمددت الحرب اليهم بسبب تعنتك وكان بإمكانك ايقاف الحرب في شهرها الاول عبر منبر جدة ، لكنك تبحث عن كرامة معسكرات النازحين في اطراف الولايات الذين كل أمنياتهم أن لا يطالهم قصف الطيران أو شظايا المدافع أم كرامة عشرات الالاف من النساء والاطفال في دول الجوار الذين ضاقت بهم مفوضيات شئون اللاجئين وأصبح الحصول على كرت الحماية الدولية مثل الحصول على عقد عمل في دول الخليج أو زيارة سياحية لجزر المالديف..
هكذا يا سادة أنحدر الشعب السوداني للهوة السحيقة من قمة الرؤساء وزعيم الزعماء اسماعيل الأزهري لقادة يسحقون شعبهم سحقا وباسمهم ينعق الهتيفة الكرامة الكرامة الكرامة.. والابواق والقونات وانصاف الاعلاميين والمتصوحفيين يجزمون بأنه كل ذلك بأمر الشعب ، فالشعب الحقيقي المكتوي بهذه الفظاعات لا صوت له بل هو في رحمة جرعة ماء تبل ريقه أو لقمة تسد رمقه ومعظم الشعب رجع للعصور الوسطى وأختفت عنده كل مظاهر التقدم لا موبايل لا شبكة نت لا كهرباء لا دواء واختفى عند المواطن حتى الراديو الذي ظهر في السودان من ما يقارب المئة عام هذا هو الشعب السوداني الحقيقي الذي يسرق البعض لسانه وهم في الشقق الفندقية فيجزمون بأن كل الشعب مع هذه الحرب حتى يثأر لكرامته ونحن ندعو ليل ونهار بأن اوقفوا هذا الموت المجاني فلا انتصار لأي طرف على جثث الضحايا ورفاة الذين قضوا قهرا وستلاحقكم روح واحدة برئية ازهقت بلا ذنب فما بالكم بالالاف وما زال الحبل على الجرار ” ما كان الله معذبهم وانت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ” حسبنا الله ونعم الوكيل….

زر الذهاب إلى الأعلى