عبد الباقي جبارة.. يكتب.. ” فزع الحروف ” .. ” ملولحة ” .. والعنوان ” الثورة ” !
ترددت كثيرا في الكتابة عن هذا الروائي الشاب الذي تفوق على سني عمره الغض عمقا ادبيا وتعبيرا جزلا ومفردة تشدك شدا للغوص في سرده الروائي ، لتعيشه واقعا مهما اجتهد خياله الأدبي في البعد عن ذلك ، هو ذاك الفتى الاتحادي القح نسبا ودما وفكرا بالاصالة لا إنتماءا عابرا ، هو الروائي محمد الامين مصطفى ” ملولحة ” نسبة لمنطقة ملولحة التاريخية بالاقليم بالاوسط بالسودان والذي أعتبر فوزه بجائزة العملاق الطيب صالح للأدب ما هي إلا قطرة من غيث جوائز ستنهمر عليه إذا قدر له بأن يخرج كل ما في كنانته من ابداع. واقول ترددت في الكتابة عنه كثيرا لأنني أعتبر شهادتي فيه مجروحه لا لأي صلة قربى سواء إنني شاهد على هذه البذرة الصالحة تنمو ولا سيما يجمعنا حب شهيد المنافي مرعب الدكتاتورين والشموليين حيا وهو في عليين ولا اقول ميتا، لأن مثله لا يطلق عليه ميتا ومبادئه تمشي بين الناس هدى ونبراسا.. وإن كان لي تحفظ واحد على ملولحة هو امنيتي أن أمحو إسمه من قائمة مجموعة محددة من الاتحاديين، ليس قدحا فيهم بل لأنني وددت أن يكون ملولحة موردا قوميا تنهل منه كل الفرق لعل الله يجعل فيه سرا يوحدهم، ثم السبب الثاني هو أن الأديب هو ضمير الانسانية ولسان شعبه وحالهم لا حزب له ولا قبيلة، وهكذا أرى في الكاتب الباتع محمد الأمين مصطفى ملولحة..
إذن لماذا أكتب عنه الٱن هو العنوان الثورة أعلاه وأعني به روايته السيرة الذاتية للرجل الوطن سمح السيرة والمسيرة ” الشريف حسين الهندي.. الهجرة الى الحبشة ” نعم لم أختر الكتابة عن سلسلة ابداعات ملولحة ” العنتيل ، عكاكيز ومال قلبي ” قلبه هو طبعا ونحن ملنا معه بالتأكيد..
يا سادة.. يا ايها الاتحاديين الذين تفرقتم شذرا تنشودون مٱربكم وتسعون لأهدافكم ومطامعكم الذاتية هذا الكتابة ثورة متجددة ثورة وطنية متجردة من الأنا ومتجردة من الدونية رسمها الرجل الأمة الشريف حسين الهندي وايقظها حفيده ملولحة في كتابه الهجرة الى الحبشة يا ايها السادة الأشقاء هذا الفتى مهذب لدرجة لا يريد مواجتهكم بالحقيقة ويقول لكم بأنكم ترددون شعارات ” نحن الاتحاديون نأكل صوابعنا ولا نأكل مبادئنا ولكن للأسف أكلتم مبادئكم وصوابكم ندما حين غاصت في موائد الدكتاتوريين والشموليين، وأتخذتم حرية الفرد للتفرقة تلعنون بعضكم بعضا وحكم المؤسسة ٱل الى البندقية وأنتم لها تهللون والديمقراطية هي ما يوصلكم لكرسي يتفضل لكم به حزب شمولي أو حركة مسلحة .. لم توعظ ضمائركم دماء شعبكم السالت ولا ركائز وطنكم الضاعت وتتنازلوا عن نوازع انفسكم الأمارة بالسوء من أجل وحدة ولو مؤقتة تنقذ البلاد والعباد من براثن القتلة وسفاكو الدماء.. والمبادئ الاتحادية وضعت قولا فصل لا حل عبر افواه البنادق وليس منا من يوال حكم العسكر وانتم تتهافتون وتقدمون القرابين للقتلة وتتنافسون أيهم أقرب مودة لهم منكم والأكثر هتافا.
في هذا الكتاب واطلقت عليه ثورة تبدوا إنها ثورة ناعمة لكنها أكثر مضيا من الأسلحة الفتاكة وقد يضع الله سره في رواية تذكركم بافعال الرجال اماجد ونساء ماجدات من الاتحاديين الذين رسموا لكم الطريق وضللتم عنه، هذا الكتاب يذكركم بموقف الحسين حين ذاع نميري البيان الاول وحينما ظهر الشيوعيين خلف الانقلاب العسكري ناهضه حتى مات واقفا وكان أمامه فرصة المصالحة الوطنية ١٩٧٧م لينجو بنفسه ويتغلغل بالاتحاديبن في مؤسسات الدولة ليحكم الى ما شاء الله بالشمولية كما فعل الترابي، وقد مضى الشريف حسين الى ربه وكذلك مضى الترابي فأي الصفاحات وضاءة وأي الصفحات وضاعة فأقراوا ما شئتم وكل يختر لنفسه مسلكا..
لله درك ايها الفتى ملولحة وأنت تأتي من عمق التاريخ بالموعظة رواية والأدب هداية والله يهدي الى سواء السبيل..