ما من شك بأن أي انسان وطني غيور يوقر مؤسسة القوات المسلحة حامي حمى وطنه وحارس شعبه ، حتى وقت قريب كنا نؤمن بأن جيشنا السوداني خط احمر وتناول شأنه الداخلي سلبا أو ايجابا ما من حق كائن من كان مهما كانت مكانته ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه من بدد هذه القناعات وزعزع هذه الثقة بين الشعب وجيشه حتى اصبح يخطط وينظر له ” اليسوى والذي لا يسوى ” حقيقة هذه القناعات أهتزت نتاج ضربات قوية عنيفة وسلسلة مؤامرات تاريخية عميقة حولت هذه المؤسسة لمطية لايدلوجيات يسارية ويمينية منذ سبعينيات القرن الماضي ، والمجال هنا لا يسمح لهذه السرديات لكن دعونا نقف عند القاسم المشترك الذي جعل من اين تأكل كتف هذه المؤسسة ، والحقيقة هم ابناء هذه المؤسسة انفسهم سواء الضباط المغامرون قادة الانقلابات الذين تواطوء مع الساسة المدنيين وحنثوا بالقسم أو الضباط الحانقين الذين وجدوا انفسهم خارج اسوار مؤسسة الجيش وتحولوا اما لساسة أو سماسرة سوق ينظرون ، تسندهم خلفيتهم العسكرية ويتاجرون بشرف الجندية خارج الميدان ..
هذه المقدمة اسوقها بمناسبة التسجيل الصوتي الموزع في ” قروبات الواتساب ” بصوت اللواء ركن بحري صلاح الدين محمد احمد كرار الذي يتهم فيه البرهان ويصفه بالخائن ونسى أو تناسى أنه هو شريك الخيانة الكبرى التي اسست لهذا الخراب والدمار انقلاب الجبهة الاسلامية المشؤوم بقيادة العميد المغمور حينها عمر البشير الذي شهد اكبر كذبة في تاربخ الحكم في السودان الحديث التي تباهى بها عراب ذاك الانقلاب ١٩٨٩م الدكتور الراحل حسن الترابي ” اذهب للقصر رئيسا وساذهب للسجن حبيسا ” ، بالطبع ليس زهدا في السلطة بل مكرا وتضليلا لاعظم شعب حتى صفق جموع الشعب السوداني لخمسة عشر ضابطا حسبوهم من العظماء وانهم من طينة الضباط الاحرار وامتداد لجيل نميري والسادات وجمال عبدالناصر وآخرين ، ولكن هذا الانقلاب سريعا ما تكشفت ألاعيبه ليصبح ثورة كذوبة اول ما اكلت بنيها حين تفرق دم قادة مجلس الثورة على مختلف المؤامرات وكان اخفهم ضررا من لم يقتل وذهب لمنزله وهو يطأطئ رأسه حسرة وندامة ومنهم اللواء معاش صلاح الدين كرار الذي ظل يلاحقه لقب ” صلاح دولار ” حيث عندما كان عضو مجلس قيادة الثورة وهو ممسك بملف اللجنة الاقتصادية واتهم بأنه يتاجر بالدولار وكذلك تطارده لعنات دم مجدي محجوب الذي قتل في حقه ظلما وجورا قتله نظام الانقاذ لا لجرم سوى ليخيف به الاخرين وتنتزع اموالهم وهم صاغرين ، وظل يهتز وجدان الشعب السوداني كلما تذكر موقف والدة مجدي وهي تتسور ابواب القيادة العامة وتستجدي الطغاة لعلها تجد من يكفكف دمعها من جنرالات الدم حتى ابلغوها بأنه قضي الامر وعليها استلام جثة مجدي ، وظلت ترفع اكفها حتى رأت فيكم يا كرار يوما اسودا حين ازلوكم واهانوكم ” شفع ” في اعمار احفادكم لا يحملون ألا اكفهم واسقطوكم ب الصفقة وشيعوا جثمان والدة الشهيد مجدي محجوب وهم يهتفون ” حراية ، سلام وعدالة ، سلمية سلمية ضد الحرامية ” وشيعتكم اللعنات رغم الترسانة من الاسلحة التي ظللتم تتباهون بها ولا تدرون أنه مال السحت ومال الدم والدموع مال السرقة والنهب وازلال الشعب الذي لن يحقق انتصارا ولن يتحقق لضامري الشر .. جميع قادة الانقلاب عسكريين ومدنيين فمنهم من مات مغدورا ومنهم من مات حسرة وندامة ومنهم من مد الله في عمره حتى يرى العذاب ، يتوارون خلف المخابئ وفي غياهب السجون ولم يتعظون بعد وهم ما زالوا ينسجون المؤامرات وهنالك من يرى بأن يومهم الاسود لم يأت بعد في الدنيا قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم .. وبالعودة للمدعو صلاح كرار اذكر بأنني كصحفي ألتقيته مباشرة مرة واحدة غيرها لم اره الا في التلفزيون بزي البحرية ناصع البياض تزينه النياشين اللامعة ويوم أن سقطت وخرج كرار من السلطة بالباب واصبح يبحث عنها بالشباك حينها ألتقيته على ما أذكر عندما خرج الدكتور غازي صلاح الدين من عباءة المؤتمر الوطني مغاضبا وهو يحمل غبن اخوته في التنظيم عندما اسقطوه حينما ترشح للامانة العامة للحركة الاسلامية وفضلوا عليه الزبير احمد الحسن ووصل بهم الامر من اعداءه الاسلاميين بأن نعتوه بأنه غير سوداني فلجأ لتكوين حزب الاصلاح الآن وألتف حوله بعض شباب الاسلاميين و الضباط المتقاعدين مثل الفريق محمد بشير سليمان الناطق الرسمي الاسبق للقوات المسلحة وكذلك اللواء م صلاح كرار فذهبت لدار ذاك الحزب الجديد حزب الاصلان الآن بقيادة الدكتور غازي صلاح الدين عتباني بشارع عبيد ختم بالخرطوم فوجدت صلاح كرار وكعادة المعاشين دائما يحكون عن تاريخهم ويتباهون بالمواقف المشرفة في حياتهم وكذلك تلاحقهم عقدة الذنب بما اغترفوا من جرائم ويبحثون عن تبرير لها والرجل لم يكترث بأني صحفي او احد اعضاء حزبه الجديد وظل يحكي وما زالت تتلبسه روح السلطة وحكى في ما حكى بأنه هو من وجد مخرج لحكومة الانقاذ من أزمتها المالية في بداية حكمها وقال انهم حينما استلموا السلطة بقيادة عمر البشير وجدوا خزينة الدولة التي ورثوها من حكومة الصادق المهدي في الديمقراطية الثالثة خاوية على عروشها ، فقال كرار استعنت بكوادر الحزب الشيوعي الاقتصاديين وبعنا البواخر الرابضة في الموانئ البحرية كخردة وانعشنا خزينة الدولة “شفتوا كيف بدا التلاعب بمؤسسات الدولة القومية ” وهذا بكسر الإناء الذي اكل فيه وهو يتباهى بأنه وطني لأنه استعان بالشيوعيين المغضوب عليهم من التنظيم الحاكم الحركة الاسلامية ، ويصفهم بأنهم الاشطر في إدارة الاقتصاد وقال هذا الامر جلب له هجوم كاسح من المتشددين من الاسلاميين رغم انهم حينها كانوا يحكمون الدولة من خلف ستار ، وكذلك في ذات الجلسة انكر علاقته بمقتل مجدي محجوب ، ولكن سيظل صلاح كرار متهم بأنه عراب تدمير المؤسسات الاقتصادية السودانية وعراب تجارة الدولار باسم الحكومة وشريك في سنة قتل الابرياء في حقوقهم الى أن يتقدم لمحكمة تدينه او تبرأه أو يذهب الى ربه فيجزيه الجزاء الاوفى ونحسب أنه الى الجحيم هو وزمرته .. فمن يخون من يا كرار ؟ لكن هل هذا المقال تبرئة للبرهان الذي يطلق عليه احد زملاؤنا لقب ” الكاهن ” الذي نحسب أنه خسر دنياه وآخرته وهو قوض اعظم ثورة سودانية يشهدها التاريخ وشهد لها العالم ليفدي صلاح كرار وتنظيمه ورموز نظامه البائد الذين يتربصون المنون بالبرهان فقط ينتظرون أن ينفذ مهمته وهنالك من يرى مهمته انتهت الآن ” يعوعي وبصلتو في النار ” واول حصاد البرهان من مكافأته مقابل الانجاز العظيم اتهامه بالخيانة لأنه ترك الخونة الحقيقين في كنبة الاحتياط كثير .. واول الغبث قطرة بالاتهام بالخيانة رفاهية مقارنة بما ينتظرك من المحتمين في ظهرك يا برهااان .. ” البر لا ينسى والديان لا يموت اعمل كما شئت فكما تدين تدان ” ..
داء الكوليرا يهدد قرى البزعة شمال شرق ام روابة ووفاة طفلين خلال (24) ساعة
متابعة : محمد أحمد الدويخ انعدام الأدوية والرعاية الطبية وأتيام التوعية أبرز النواقص للحد من انتشار المرض.. الأطفال وكبار...
Read more