ايقاف الحرب ليس بالأمر الصعب ولكنه يحتاج لقرارات شجاعة من كل الأطراف. ليس من الصعب الوصول لوقف الحرب والاتفاق بين القوات المسلحة والدعم السريع والقوى المدنية الديمقراطية الرافضة للحرب على تأسيس جيش مهني قومي واحد يخضع لسلطة مدنية ديمقراطية كاملة.
في الأيام الماضية وعقب ان استبشر الناس خيراً بقرب التوصل لاتفاق وقف عدائيات في جدة يفتح الباب أمام حل سلمي، فوجيء ملايين السودانيين بخطابات قائد الجيش ومساعده التي استجابت لابتزاز عناصر النظام السابق الذين قاموا بالتجييش ضد منبر جدة وضد الحل السياسي السلمي.
هذا الأمر يجعلنا أمام سعي للإجابة على السوال الرئيسي وهو أنه هل بإمكان الجيش أن يتخلص من تأثير عناصر النظام السابق وتفكيكهم داخل المؤسسات الامنية والعسكرية؟؟ وهل تستطيع قيادة الجيش الانحياز الفعلي لخيار السلام وايقاف الحرب ومواجهة اجندة المؤتمر الوطني عوضاً عن الاستجابة لها؟
حينما اتحدث عن قيادة الجيش فإنني أقصد من ينتمون للقوات المسلحة بحق ولا يستجيبون لتأثيرات النظام السابق ويسعون لايقاف الحرب وتحقيق السلام وبناء جيش مهني قومي واحد، وليس هدفهم القتال من اجل عودة الموتمر الوطني او واجهاته.
على القوى المدنية والسياسية من قوى الثورة مواجهة الموتمر الوطني ومواجهة استغلاله لمؤسسة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الأخرى واجهزة الدولة لصالح حرب عودة الموتمر الوطني وليس حرب الكرامة كما يدعون، فبدون ذلك لن تتوقف الحرب ولن يعود السلام للسودان.