لم تشهد الساحة السياسية السودانية فراغاََ مثل الذي يحدث الآن منذ عقود طويلة حيث هناك ترهل واضح في المسار السياسي وبمبادراته المتنوعة والمختلفة الخارجية والداخلية ولم يكن العسكر على قلب رجل واحد وإن ادعو ذلك تجملاََ وكذلك لم يكن المدنيين على وفاق تام ولكن بحده الأدنى مع ملاحظة ان حِدة الإختلاف بين المدنيين أقل بكثير من العسكر حيث اصبح الخلاف بينهم صارخاََ .. بين هذا وذاك تتضح ملامح حالة اللا دولة في أكمل صورها حيث لم تكن هناك حكومة ولا مجلس وزراء لأكثر من سنة وغابت المؤسسية بسبب ذلك الإنقلاب الذي أدخل البلاد في نفق مظلم ليس له أول ولا آخر بعد أن بدأنا في الطريق الصحيح واصبحنا نشعر بالتعافي ولو لم يحدث هذا الإنقلاب المشؤوم لقطعنا اليوم شوطا كبيرا ََ في مجال التنمية والإصلاح .. في ظل هذا الفراغ تحدث كثير من التكهنات من واقع الضبابية في الرؤية السياسية وتنشط الشائعات وغيرها وينشغل الناس بالتفاصيل وربما تخرج من اصحاب الشأن المعنيين بالفشل السياسي انفسهم من داخل مركزهم المعدم من ادوات الحلول والفعل ولذلك تجد السواد الاعظم من الناس يستجيب لهذه المسرحيات المفتعلة والتي تتبلور في نهاية المطاف الى شخصنة الشأن السياسي العام والذي لايخدم القضية ولا هم الوطن والمواطن وذلك مثل ما حدث من إنشغال الناس بإختلاف البرهان وحميدتي !! هذا شأن يخص المنظومة الحاكمة تسلطا وقهرا وجبروتا وإن كانت إسقاطاته ستتأثر بها العملية السياسية سلبا او إيجابا .. هذا الإختلاف البيِّن والذي درج اطرافه على النفي بإستمرار وهذا النفي المتكرر يؤكد حقيقة وجوده لأنه كما يقال (نفي النفي إثبات) وليس هناك شاهداََ على ذلك اكثر من تصريح حميدتي وندامته على المشاركة في الإنقلاب ويبدو ان ممارسة البرهان لهوايته المحببة وهى نقض العهود لن تمر مرور الكرام هذه المرة إذ أصبحت النقطة المفصلية للخلاف حول الإتفاق الإطاري حيث ربط البرهان ذلك بدمج الدعم السريع وتوسيع دائرة المشاركة السياسية وهذا ما لم يرد في الإتفاق الإطاري مع ملاحظة دعم حميدتي للإتفاق الإطاري النسخة الأصلية بينما البرهان يتحدث عن إتفاق إطاري آخر لأن الإتفاق الإطاري التي تم التوقيع عليه معلوم الأطراف بما فيهم البرهان نفسه .. هناك أمر في غاية الأهمية ويجب الإنتباه له وهو ضرورة إتفاق الجيش والدعم السريع لبناء جيش وطني موحد ومستقل وعدم الدخول في صراع بينهم لأن ذلك سيكون خصماََ على التحول المدني الديمقراطي وهذا هدف إستراتيجي في حد ذاته ولكن يظل المفصل الأهم لنا هو الضغط في اتجاه التحول الديمقراطي وبكل الوسائل .. في مثل هذه المنعطفات التاريخية الخطيرة يكثر الصراخ والتصريحات والسباب والتخوين وتبادل الإتهامات لأنها محكومة بمقولة (إني ارى جعجعة ولا أرى طحيناََ) .. وفي ظل هذا الصخب يكون هناك طرف يعمل بصمت وترتيب مستفيداََ من هذا الهرج والمرج وإختلاط الحابل بالنابل حتى يظهر بقوة وبفعل على الأرض مغيرا كل موازين التوقع ويحسم الأمر وهذا ما أسميه قانون الصدمة ……
ومضة:
هى روح مُتعبة بفوضى الجسد مُنهكة بفكر العقل ووعي السؤال ….
داء الكوليرا يهدد قرى البزعة شمال شرق ام روابة ووفاة طفلين خلال (24) ساعة
متابعة : محمد أحمد الدويخ انعدام الأدوية والرعاية الطبية وأتيام التوعية أبرز النواقص للحد من انتشار المرض.. الأطفال وكبار...
Read more