ربما هي اخر الاوراق، ورقة “القبائل”، التي رمي بها مارد السلطان القابع هنا، لبضع عقود بين تضاعيف وشعاب الدولة العميقة.
وبطبعها فإن ورقة القبائل، ورقة سريعة الاشتعال، يصعب التحكم، في مدى ونطاق حريقها، ومالاتها الأخيرة.
إذ ان اللجوء للعب ورقة جمة المخاطر، كورقة القبائل، في مثل هذه الظروف الدقيقة الحرجة، التي تمر بها البلاد، يعد بحد ذاته، دليلا على اليأس والتوهان، وفقدان الأعصاب، بل وعلى انعدام المسئولية بالكامل.
وبدا كأن اناسا يعيشون (فوبيا) حبل المشنقة الذي يتدلى في الفراغ.
باتوا يفعلون ما يظنون أنه يمكن أن ينجيهم من عذاب واقع لا محالة.
فاخراج “قنبلة القبائل” الفتاكة، إخوانية الصنع، من مستودعها، ومحل اختراعها، في تسعينات القرن الماضي، “وزارة التخطيط الاجتماعي”، ليتم نزع صاعق تفجيرها المدمر اليوم، بوجه سكان ابرياء آمنين، غرر بهم، يعتبر هذا الفعل غير المبرر.. بكل المقاييس جريمة أخلاقية، يندي لها جبين الأسوياء.
فالقتل على الهوية الذي مورس، بنواحي الرصيرص والدمازين، لن تفارق صورته الاذهان الي وقت بعيد.
بل اتصور ان اسلوب الصدمة والرعب الذي اتبع في هذا المكان، كان جزء اصيلا، لا يتجزأ من سيناريو الخطة “باء”.
وهي خطة تقوم بالاساس على نظرية تهدف لشل الاذهان عن التفكير، باشاعة موجة رعب تطغى على كل شيء.
لكنها خطة تضع البلاد برمتها على حافة الهاوية، تضعها على كف عفريت نَزِق في النهاية.
لام.. الف
سنصيرُ شعباً
إن أَردنا
حين نعلم أَننا لسنا ملائكةً
وأَنَّ الشرَّ ليس من إختصاص الآخرينْ
سنصير شعباً حين ننسى ما تقولُ لنا القبيلة
“محمود درويش”
حالتي
اشهد الا انتماء الان
الا انني في الآن لا
.