واليوم أيضا يخرجون.. من كل المحطات البعيدة يخرجون.. من “باشدار”، و”سبعة”، إلى “ستين” ونيف، ومن “سنادة اربعين” الي رأس شيطان “البرلمان” مرتع رماة قنص الابرياء الواعدين، ومن “مؤسسة” بحري العنيدة الي “كلس” “الجحفان” المراوغ.
على كل خطوط السير ظلوا يركضون على قدم وساق.. حفاة حالقين وراجلين، ميممين شطر قصر عنيد تحاصره الحاويات، وارتال التاتشرات، ومدرعات من عجائب الدنيا، تتقيأ مياه ملونة قذرة.
قصر تنافح دونه اليوم “كتائب ظل” نعرفها وتعرفنا.. تقنص ازاهير الشباب في الشوارع، كما يرمي الصيادون القساوة بنبالهم العصافير الجميلة من على اوكارها واكنتها.
المهم رغم البطش والدهس والقنص وكل الموبقات.. انهم لا محالة خارجون.. من كل فج عميق سيخرجون، ومن اطوارهم المعتادة ايضا سيخرجون خروجا سلميا.. زاهيا سمحا، وانيقا بهيا يغيظ قوما غواة باغين وسادرين.
تصور ان “جيل النخبة” هذا.. الذي تقلب بين الاصلاب وتخلق في الارحام جيلا بعد جيل الي ان بلغ النصاب فخرج للناس والعالمين، في أبهى صورة تسر الناظرين، الهمت العرب والعجم بل وغير الناطقين.
تصور كيف نحت هذا الجيل الخميس الماضي أحلامه الكبيرة في قالب جمل قصيرة، وكلمات بسيطة، صاغوها في جلالات يرددونها وهم متشابكون في سلسلة بشرية تضرب الأرض. تخب خبا تتلاحم.. كتفا بكتف، وساعدا بساعد، على إيقاعها يرددون:
هوي ما في كلل
هوي ما في ملل
مهما كان مشوارنا نصل
لا بنكل.. لا بنمل
راكبين رأس
من جيل لي جيل
وما بنعرف مستحيل
دقوا دوشكا
ودماءنا تسيل
ما بنعرف مستحيل
دقوا رصاص
ودماءنا تسيل
ما بنعرف مستحيل
دقوا بمبان
ودماءنا تسيل
ما بنعرف مستحيل
لام.. الف
كل ارض ولها ميلادها
كل فجر وله موعد ثائر
محمود درويش
حالتي
اشهد الا انتماء الان
الا انني في الآن لا