كما معلوم للجميع عندما أستوت ثورة ١٩ ديسمبر ٢٠١٩م وكان رأس الرمح فيها الشباب وأغلبهم غير منتمي لأي تنظيم أو حزب .. وعندما أيقنت القوة السياسية بأن سيل المواكب بالغ مرامه بالتأكيد شباب الاحزاب كان عظم هذا الحراك وسط تردد قادة الاحزاب الكبار .
حينها تداعت القوة السياسية باحزابها وحركاتها وجماعاتها المطلبية ووقعت ميثاق قوى إعلان الحرية والتغيير بدار حزب الامة القومي ، هذا الميثاق إن لم تخن الذاكرة تضمن ثلاث موجهات اولها إسقاط نظام الانقاذ البغيض ثم إدارة الفترة الانتقالية وأخيرا الوصول لانتخابات حرة ونزيهة عبر الاستحقاقات المعروفة ابتداءا من تحقيق السلام مرور بإزالة آثار النظام البائد ووصولا لمؤتمر دستوري يحسم كثيرا من القضايا المعلقة منذ استقلال البلاد في ١٩٥٦م ابرزها الهوية وكيف يحكم السودان وإدارة هذا التعدد الذي تتميز به البلاد .
المرور السريع أعلاه بالتأكيد معلوم للجميع لكننا حاولنا ننعش الذاكرة قليلا ..
اولا ميثاق الحرية والتغيير حقق هدفه الاول بامتياز ألا وهو إسقاط النظام رغم بأن ” جثة ” النظام ما زالت في مفاصل الدولة متمددة ، وأعتقد سبب وجود بقايا هذه الجثة نسبة للتشويش الكبير الذي ضرب المحور الثاني في ميثاق الحرية والتغيير ألا وهو إدارة المرحلة الانتقالية ، بالطبع أنا هنا اتحاشى الوصف بالفشل لأن ما تحقق في كثير من المحاور مثل العلاقات الخارجية أو ما تحقق من خطوات كبيرة في محور السلام يجعل الوصف بالفشل فيه تثبيط للهمم رغم وجود تحديات جسيمة ما زالت تواجه الفترة الانتقالية .. والسبب فيها بالتاكيد تقزيم حاضنة الحرية والتغيير وهذا التقزيم هنالك ثلاثة جهات لعبت فيه دور كبير ابرزها بالتأكيد ” فلول ” النظام البائد والتي استغلت القصور الاعلامي لحكومة الثورة وهي التي رسخت مفهوم بأن قوى الحرية والتغيير هي ” حفنة ” اي مجموعة قليلة لا تمثل الشعب السوداني كما استغلت مختصر تسمية قوى الحرية والتغيير ” قحت ” وانحرفت به لمعاني أخرى وتلاعب بالألفاظ والسخرية من حاضنة حكومة الثورة واصبح اغلب الشعب السوداني يرى بأن هذه الحاضنة مجموعة قليلة في حين نجد ان قوى الحرية والتغيير تمثل فيها حوالي تسعين جهة من احزاب وحركات كفاح مسلح وجماعات مطلبية ، بالتأكيد تتقدمها احزاب نداء السودان الذي يضم حزب الامة القومي وعدد من الاحزاب الاتحادية والجبهة الثورية وغير ذلك ، وايضا قوى الاجماع الوطني والتي بتقدمها الحزب الشيوعي واحزاب اليسار بشكل عام ..
السؤال الذي يطرح نفسه أين هذه القوى من حكومة الثورة أو حاضنة الحكومة .. وهنا لازم نشير للطرف الثاني الا وهو القوى التي تظهر مع التغيير لكنها ضد التحول الحقيقي لحكم مدني وهذه تضامن مع ” الفلول ” حينا وتتوارى حينا آخر ، بالتأكيد الطرف الاول والطرف الثاني الذين يعمولون ضد تحقيق اهداف الثورة الشارع استطاع يتصدى لهما ومازال يشكل حائط صد لكل من يحاول ان يرجع بالبلاد القهقري ..
لكن الخطورة تتمثل في قوى ” الاختطاف ” التي نصبت نفسها حاضنة لحكومة الثورة واختزلت التسعين جهة الموقعة على الميثاق في اشخاص بل قول ” مرافيت ” احزاب والسؤال من اين يستمد هؤلاء الافراد قوتهم ليتختطفوا ثورة بهذا الحجم ” هذا السؤال ستتم الاجابة عليه لاحقا” لكن بالتأكيد هؤلاء المختطفون استشعروا بالخطر وازعجتهم الاصوات العالية التي تنادي بضرورة اصلاح الحرية والتغيير وكذلك شعروا بخطورة الامر وأن قوى الاصلاح أصبحت تحيط بهم من كل جانب وخاصة اللجنة الفنية الموكل لها هذا الامر والتي سنشرح مهامها لاحقا ووسائلها لذلك ، لكن مناهضتها بدأت بإجتماعات ” الدغمسة ” مثلا استغلال القبول الذي يتمتع به رئيس الوزراء دكتور عبدالله حمدوك مثل أن نسمع المجلس المركزي يجتمع برئيس الوزراء دكتور عبدالله حمدوك ، أو تسمع باجتماع ضم شخصيات بارزة في احزاب كبيرة مثل اللواء معاش رئيس حزب الامة القومي المكلف فضل الله برمة ناصر .. وكل ذلك لارسال رسائل تخدير كأن الاصلاح تم وبذلك نفس الاشخاص قادة التمكين الجديد يديرون الدفة وكأنك يا ” ابوزيد ما غزيت ” لتتواصل ” الدغمسة ” .. لكن انتظرونا لنفتت هذه ال” دغمسة ” حرف حرف ونقطة نقطة .. إن شاء الله .
داء الكوليرا يهدد قرى البزعة شمال شرق ام روابة ووفاة طفلين خلال (24) ساعة
متابعة : محمد أحمد الدويخ انعدام الأدوية والرعاية الطبية وأتيام التوعية أبرز النواقص للحد من انتشار المرض.. الأطفال وكبار...
Read more