هذا البلد العظيم الذي عانى من ويلات الظلم والفساد على مر عقود من الزمن كانت بسبب سوء النظام البائد وبطانته الفاسدة من علماء السلطان والبلاط وهم يتحملون المسؤولية كاملة أمام الله وسيحفظها التاريخ في سجله الأسود كأسوأ ما يكون رجل الدين الذي ينتفع ويتاجر بدينه في سبيل رضاء الحاكم وتحقيق المكاسب على حساب الدين والشعب المكلوم .. وقد كان ذلك واضحاََََ بعد ان سحبت ثورة ديسمبر المجيدة البساط المخملي من تحت اقدامهم التي لاتقوي على الشدائد حيث ادمنت ملامسة ديباج القصور وتوسدوا ضميرهم وغيبوه هذا إذا كان لهم ضمير .. هم وليس غيرهم سبب ضنك هذا الشعب ودمار هذا الوطن .. بالأمس القريب وبعد ان تم توقيع إعلان المبادئ بين رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان وعبدالعزيز الحلو قائد الحركة الشعبية شمال برعاية دولة جنوب السودان ممثلة في رئيسها سلفاكير ميارديت وكانت مراسم توقيع الإتفاق في جوبا والذي مهَّد له رئيس مجلس الوزراء دكتور عبدالله حمدوك من قبل بلقائه القائد عبدالعزيز الحلو في اديس ابابا حيث تم التوافق على إعلان المبادئ والذي يتوافق مع الوثيقة الدستورية وطبيعة الدولة المدنية وهو خطوة مهمة في طريق السلام حيث قاربت حلقاته على الإكتمال ليكون بدراََ في سماء هذه البلاد التي عانت من ويلات الحروب والإبادة ومع ذلك وبمجرد إعلان المبادئ ظهر علماء السلطان المنتفعين يتباكون ويؤلبون البسطاء بخطورة العلمانية على الشريعة الإسلامية !!! هذه هى المتاجرة بالدين .. متى تم تطبيق الشريعة الإسلامية في السودان؟! واهم من ظن ذلك وواهم اكثر من ظن انه يستطيع أن يغبِّش وعي المواطن في عهد ثورة الوعي والإستنارة والتي ترتكز على مبدأ المواطنة كأس للتوافق والتراضي المجتمعي .. هذا البلد تم حكمه اكثر من نصف قرن من قبل التاج البريطاني ولم يؤثر في العقيدة ولا في السلوك .. الدين هو متجذِّر في أعماق المجتمع منهجاََ وسلوكاََ ولا يحتاج إلى طرحه عبر بورصة تجار الدين المنتفعين .. وهل كانت تجربة الإسلام السياسي في ظل العهد البائد هي تطبيقا للشريعة الإسلامية؟!
مسألة الحكم في ظل العهد الديمقراطي تحكمها قواعد القواسم المشتركة لكل اطياف الشعب السوداني والتي تتواضع على مبدأ المواطنة كأساس مهم في فهم علاقة الحقوق والواجبات مع حرية الإعتقاد وهنا يكمن الفهم الصحيح للدولة المدنية .. ونحن شعب متدين بالفطرة ويظهر ذلك في جميع تفاصيل حياتنا وسلوكنا حتى مواعيدنا نربطها بمواعيد الصلوات وانا اكتب في هذا المقال وعندي اجتماع مهم تم تحديده بعد صلاة المغرب فالدين نعيشه في ابسط تفاصيل حياتنا ولايحتاج الى مزايدتنا المنتفعين اصحاب الغرض حيث مازالوا في غيهم يعمهون ومازالوا يعيشون آثار الصدمة جراء رفضهم ولفظهم من قبل المجتمع بعد ان اكتشفت سوآتهم واتخاذهم الدين مطية لأغراضهم الدنيئة .. انتم من باع دينه بعرض زائل حيث كنتم تشرِّعون للطغاة او تلتزمون الصمت حين كان يتم التجاوز بإسم الدين .. ما رأيكم والرئيس المخلوع البشير يصف قانون النظام العام بأنه ضد الشريعة الإسلامية ووصفه بالعبث والذي لابد من وقفه !!! انتم من وضعتم هذا العبث بإسم الشريعة الإسلامية … أين كنتم عندما تم تفعيل فقه التحلل والذي من خلاله تمت سرقة أموال الشعب ولم تقطعوا ايادي السارقين للمال العام بل شرعنتم لهم ذلك وشجعتم الآخرين عل مزيدا من السرقة والفساد .. هل اكل أموال الناس بالباطل من الشريعة في شئ؟!!! وعندما اعترف المخلوع عمر البشير على الملأ وقال نحن سفكنا دماء اهل دارفور لأتفه الأسباب ولاحظ قال نحن وانتم في مقدمة الركب لأنكم انتم بطانته الفاسدة .. هل سفك دماء المسلمين المسالمين الأبرياء العُزَّل من الشريعة في شئ؟؟!! الا تعلمون مدى حرمة سفك الدماء في الدين؟! وعندما اعترف المخلوع بهذا الإثم العظيم في ظل إدعاء تطبيق الشريعة الإسلامية والإعتراف هو سيد الإدلة ما هو دوركم وفعلكم ؟! وحين اتهموه بقتل 300 ألف نفس وقال بل هى 10 ألف !!! أين كنتم ولماذا لم تخرجوا انتصارا لدين الله وإحقاقا لحق المظلومين الذين اريقت دمائهم ؟! في عهد بطانتكم الفاسدة فقدنا جزءا غاليا من الوطن وهو جنوبنا الحبيب وتكالب الأعداء على احتلال اراضينا .. ولم تكتفوا بل حاولتم تصدير ارهابكم خارج الحدود فدفعنا ثمنا باهظاََ وحصارا فاق ربع قرن من الزمان ذاق فيه الشعب ويلات العذاب والذل والهوان .. وبعد كل ذلك لم تكتفوا بل تذرفون الآن دموع التماسيح على الأندلس الضائع وهى دموع العزاء لأنفسكم لا تعنينا في شئ .. يا علماء الغفلة والسلطان انتم سبب كارثة هذا الوطن المغلوب على امره لأنكم ساندتم الحاكم الظالم وزينتم له سوء عمله إما تصريحاََ او تلميحاََ او بالتزامكم الصمت حتى وصل بكم الحال إجازة ابادة نصف الشعب او ثلثه وهذا بإعتراف صريح من أحد النافذين في العهد البائد والقريبين من مركز القرار !!! هل هذا من شرع الله في شئ؟! وحتى إذا ما لاح في الأفق نور او رأينا في نهاية النفق ضوء يبشر بالسلام ويحقن الدماء هرعتم الى المنابر تؤلبون البسطاء والعوام وتفعِّلون الخراب من جديد ولكن هيهات ثم هيهات لقد تجاوزكم الزمان ولفظكم المكان واصبحتم في ذاكرة الشعب بئس العلم والعلماء ..
شئ من حتى@
هذه الدولة المدنية ماضية في طريق تأسيس ثقافة السلام وحقن الدماء والاتفاق على شكل الحكم وحرية المعتقد والعبادة من خلال ترسيخ مبدأ الحريات الأساسية و كذلك تعزيز مفهوم المواطنة والذي يحكمه مبدأ تكافؤ الفرض في الحقوق والواجبات
داء الكوليرا يهدد قرى البزعة شمال شرق ام روابة ووفاة طفلين خلال (24) ساعة
متابعة : محمد أحمد الدويخ انعدام الأدوية والرعاية الطبية وأتيام التوعية أبرز النواقص للحد من انتشار المرض.. الأطفال وكبار...
Read more