كنت صادقة فـي وصـف مارس بالبركة ؛ فالعشرة الأخيرة مسك تمطر خيراً يغرقنا سعادة ، رُغم أني لست ممن يكتفي بيوم واحد للإحتفال بمن الجنة تحت أقدامها فالأيام بل كل الأعوام في وجودها أعياد ! تالله إن إحتفلنا ما حيينا حتى الممات لم ولن نوفيها مثقال ذرة من حقوقها علينا ؛ هذا لا جدال فيه !!
أتسمحين لي بتبادل الأدوار يا أمي ؟؟؟!
حسناً دعيني أتلو عليكِ الوصايا العشر التي دائماً ما توصينا بها كل يوم دون كلل وملل ، أدرك جيداً أنا لا أتقن الأدوار مثلك فأنتِ المعلم البارع وأنا التلميذ فهل نستوي ؟؟؟؟!
لكن تقبلي مني تلك المحاولة المتواضعة .. الوصية الأولى أستحلفكِ بالله يا أمي ألا تحزني أبداً فالحزن يشكل ضرراً على صِحتك ويعرضك لخطر الإصابة بالعديد من الأمراض هكذا سمعت الطبيب عبر المذياع يحكي ، أمي رجاءً هوني على قلبك فكل مُر سيمُر حتماً أبشري ؛ ألست أنتِ من ردد على مسامعنا مراراً أن اليسر يأتي بعد العسر ! يا صاحبة الأيادي البيضاء عندما تطبخين فكري ما المفضل لديكِ من الطعام لا المفضل لدينا فكل ما تعدينه يعتبر في تقديرنا ما لذ وطاب لذا لا تشغلي بالك بماذا نحب وماذا نكره ! أرجوك عندما تذهبين للتسوق إشتري لنفسك أولاً ومن ثَمّ نحنُ دعينا نأتي دائماً في المرتبة الثانية فالمقدمة لكِ وحدك ، عزيزتي عندما ترن أجراس الساعة معلنة عن تقدم الزمن وتأخر عودتنا إلى المنزل لا تقلقي علينا فنحن بخير طالما صوت دعائك مرافقنا في كل مكان و زمان ؛ كل ما عليك فعله تغطي جيداً حتى لا تصابين بوعكه صحية يعود سببها لبرودة الطقس .. وأخلدي إلى النوم راضيه مرضيه ، أمي بعد أداء الصلوات والتسبيح أدعي لنفسك أولاً ؛ تذكري أنكِ في المقدمة في كل الأوقات والحالات !
كم أخشى عليكِ يا أمي من فرط التفكير بِنا دعي عقلك يأخذ قِسطاً من الراحة وتناسي قليلاً ، عندما نمرض لا بأس شدة وتزول سنعود أقوى من جديد فلا داعي للسهر والأرق ، نقودك التي تدخرينها لأجلنا ليتك تتخلي عن تلك العادة وتأخذينها مكافأة لنفسك فلا تبالي لأمرنا فنحن لم نعد في مراحل عمرنا الأولى سنتولى تدبير أنفسنا جيداً ، إبتسمِ دائماً بل أضحكِ بملء فمِك هذه الضحكة في نظرنا تضيء العالم بما فيه ، عند سفرنا وترحالنا لا ترهقي تلك المقل بالبكاء والدموع سنعود حتماً لحضنك الوطن !!
ما رأيك أن تبحثي عن صديقاتك القدامى إذهبي وأقضي معهن أسعد الأوقات وسرد حنين الذكريات .. لا تنسي شحن بطارية هاتفك حتى نتصل عليكِ للإطمئنان في كل رأس ساعة كما تفعلين .. يا نظر عيني أوصيك أولاً ودائماً بعناية نفسك جيداً .. تذكري سُعداء لأننا بجانبك ، بل نزهر في جميع الفصول ولم نذبل لطالما وجودك يعني لنا الحياة !!
تلك عشرة كاملة من الوصايا و ربما أقل لا أدري ؛ فقد قلتها أنفاً لا أتقن الأدوار مثلك ورُغم التقصير والإخفاق أعلم جيداً سوف تصفقين بحرارة ففي نظرك نحن الأبطال الخارقين ، كما في نظرك ما زلنا صغار مدللين حتى وإن إعتلى الرأس المشيب ، في نظرك نحن أكثر جمالاً ووسامةً حتى وإن لم نكن كذلك ، كما قال المثل (( القرد في عين أمه غزال )) !
يا صاحبة العطاء بلا مقابل ليت الجميع ينظر للأمور بعينك ؛ عندها لا يكون وجود للبؤس والسواد في هذا العالم !!
هذه أمي وأم الجميع ؛ فكل الأمهات عندي أمي !!
في كل مرة أمسك فيها القلم لأجل أن أكتب فخراً وعظمةً تارة وغزلاً وحُباً تارةً أخرى ، تتبعثر الحروف وتتوارى خجلاً وتخذلني أمامهن ، عذراً (( أماتي السمحات )) جميع اللغات واللهجات تقف قزم أمام مقامكن الرفيع !!!
#أخـــــر_قـــــــــولـــي :
سوف أختم بقول أحلام مستغانمي : (( كُلما ناديت أمي تمتم قلبي في السر شاكراً لله أن أهداني نعمة لفظ هذه الكلمة عمراً كاملاً .. كم كانت اللغة ستكون يتيمه من دون هذه الأحرف الثلاثة )) !!!!
داء الكوليرا يهدد قرى البزعة شمال شرق ام روابة ووفاة طفلين خلال (24) ساعة
متابعة : محمد أحمد الدويخ انعدام الأدوية والرعاية الطبية وأتيام التوعية أبرز النواقص للحد من انتشار المرض.. الأطفال وكبار...
Read more