القُرّاء الكرام طاب وقتكم بالفل والياسمين والجوري والنرجس واللوتس والبنفسج بكل الورود ما نعرف منها وما نجهل ! أما بعد في الأيام الماضية تداول رواد السوشيال ميديا صوراً لبائعة الورد في كورنيش بورتسودان لا أخفي عليكم مدى السرور الذي غمرني بتلك الحسناء صاحبة الطله الأنيقه والإبتسامة الهادئه سرعان ما عادتني بالإيجابية والبهجة المحيطة بها وأظنها فعلت مع الأخرين ، أعتقد هنالك وجه شبه بيننا أننا نشترك في حُب هذا العالم الذي يشبه أرواحنا ! رأيت فيها ذاتنا تلك التي كانت تبتهج برقه وللطف كرقة الفراش الذي يتأرجح يمنةً و يسرةً فرحاً و حُباً في غصون الأزهار المتراقصة التي تأخذ الألوان القزحيه هذا قبل أن تذبل تلك الأرواح وتنهزم أمام الواقع المرير كما الحنظل !!
في مشهد خارج عن المألوف أعاد بريق سيرتنا الأولى وبعث إلينا سلام وحنين وشوق لأرواحنا القديمة التي كانت يشع منها النور قبل أن يطفيها الزمان ..
﴿ الورود ﴾ هو ذلك العالم الزاهي والباهي لونه وحضوره وعطره لطالما كان في نظري دائماً مصدر طاقة وإلهام ، في أي وقت تجده مشرقاً كما الصباح الباكر في رونقه و رشاقته وزغزغة العصافير التي تدندن طرباً في مشهد موسيقي يعد الأفضل والأعظم في تقديرنا ، تحظى الورود بمكانة عظيمة عند الشعراء يصفونها بـ( حلو الكلام ) كما أنها وحياً للفنانيين ومصممي الأزياء فنقلوها للوحاتهم وأقمشتهم ، و لطالما أحببت هذا العالم ستجدني أتحدث عنه دون ملل كلما سنحت الفرصة ، تمنيت أن تمتلئ الطُرقات وخاصة المستشفيات بممراتها وأركانها وحتى عنابرها طولاً وعرضاً بباقات الورود بمختلف أشكالها وألوانها ومسمياتها لما فيها من فوائد جمة يحتاجها المرضى والأصِحاء الشيب والشباب فهي كالدواء الشافي لا غنى عنه ، لا أود المبالغة لكني أرى ما لا ترون ربما !
تذكرت في يومٍ ما قادني الفضول وقمت بإجراء إستطلاع في الشارع العام حول الورود ؛ وجدت تفاعل مع الموضوع وإستغراب من البعض ووجهات نظر مختلفة بين من مؤيد لفكرة أن تكون الورود ثقافة نتناولها وبين معارض بحكم أنها عادة غريبة عن مجتمعاتنا ، ولكن جميعهم أثنوا على أنها ذات منظر جميل ومريح نفسياً !! إستحضرت من الطُرف أن أحدهم قال لي : ( إذا زول قدم لي هدية ورود المشكلة ما هنا المشكلة في إني أرجع البيت كيف شايل لي ورود الشارع كلو حايكون مركز معاي زي الكلمة الشاذة ودا كلو كوم وناس البيت والجيران وناس الشمارات كوم براااهم حاكون حديث الحِلة وأصحابي يشغلوها لي في القومه والقعده حماده زهور اها اجي راجع البيت كيف في الحاله دي ) و ضحِك الجميع حتى الإستلقاء بلا إستثناء ولا أخفي عليكم أنا أيضاً ضحكت فالمشهد كان طريفاً وفي ذات الوقت وضعنا في صورة ( أنا أتقبل ولكن المجتمع… !
كذلك أحدهم قال : ( إذا عملت فيها زول رهيب وشلت لي بوكيه ورود لي زول مريض في المستشفى حاينسى مرضه ويباغتني يقول لي كان جِبت لي دستة بُرتكان ما أخير من القش دا وبرضو أهله يقطعوا بي وراي فلان دا كان غمت ليهو حبة قريشات تحت المخده ما اخير من العواره البسوي فيها دي ) وعندها عادت مجدداً الضحكة وبنفس الوقت وضعتنا في صورة ( الفئة العملية ) لا تحبذ الأشياء التي لا يستفاد منها هذا في (( نظرهم )) ، على كلاً أحسبه مشوار كنز ذهبت لإستطلاع عمل وعُدت حامله في ذاكرتي بعض من الحكايات الطريفه التي لا تنسى ! قد تختلف وجهات النظر لكن تبقى الحقيقة التي تثبتها الدراسات العلمية والتجارب أن الورود لها تأثير نفسي في حياتنا لا تقتصر على الإستمتاع بمنظرها وتقديمها كهدايا أو إستخدامها للزينه فحسب وإنما فوائد عديدة سوف أذكرها لكم دون تفصيل وعلى سبيل المثال لا الحصر لمحدودية المساحة : كشفت دراسة علمية حديثة أن رائحة الورد تعزز الذاكرة وذلك وفقاً لتجارب أجراها فريق أبحاث من جامعة لوبيك الألمانية بالتعاون مع مركز أبيندروف الطبي في مدينة هامبورغ .. وهنالك دراسة أخرى أجريت مؤخراً بأن تلقي باقات الورود والأزهار يعزز الإحساس بالسعادة عند الإنسان ويقوي قدراته على التواصل الاجتماعي مع الآخرين ، كما أن النظر إلى باقة الورد الملونة يعطي إشارة سعادة تلقائية للدماغ فيكون الإنسان في أفضل حالاته ..!!
#أخـــر_قــــولـي :
دعونا نعبر بلغة الورود ونتناولها بمناسبة وغير مناسبة ونجعلها عادة نمارسها دائماً ؛ فنحن بحاجة لشيء مختلف يعود بالمنفعة والإيجابية علينا ..
* أما عنك عزيزي القارئ ماذا تختار بوكيه ورد أم دستة ( بُرتكان ) ؟؟؟!!!
داء الكوليرا يهدد قرى البزعة شمال شرق ام روابة ووفاة طفلين خلال (24) ساعة
متابعة : محمد أحمد الدويخ انعدام الأدوية والرعاية الطبية وأتيام التوعية أبرز النواقص للحد من انتشار المرض.. الأطفال وكبار...
Read more