تمر الذكري الثانية لثورة ديسمبرالمجيدة التي مهرت وجودها بدماء الشهداء من ابناء شعبنا المناضل، فقد اكتست هذه الثورة العملاقة التي كان الشباب راس رمحها ثله زاهيه من الإكسير والعبق المبارك الذي اندلق من عزيمة السودانيين في هبه شعبية كاسحة وجسورة لن يجود الزمان بمثلها في التاريخ المعاصر.
ثورة متفردة ازالت عن بلادنا كابوس الإنقاذ الكالح، الذي جسم علينا ثلاثين عاما، فعل مالايوصف من الدمار والانزلاق الحياتي والمعنوي والاخلاقي.
كنا نريدها ترياقا ضد الجوع والمسبغة، لكنها حولت بلادنا الي يباب ومشقة عاتية في اسكات البطون الخالية.
وكنانريدها لاكتساح آثار الكيزان فاذا بها تتلكأ في مطاردة اوكارهم بل عجزت عن تقديم اكثرهم فسادا الي ساحات العدالة، ماذا جري للقائمين علي امر الفترة الانتقالية، مالهم لايعرفون مقبض السيارة الذي يقود الي الطريق الصحيح، كيف تكون قامة هؤلاء اقصر من انتفاضة ديسمبر الرائعة واهدافها الكبيرة، هل ضاعت امنيات الشباب ومواكبهم الهادرة هباءامنثورا.
يا له من غبن وبوار وخيبة، عندما تتحول بوصلة الثورة للاتجاهات المعاكسة لاتصيب الهدف المرتجى تصبح علي شاكلة رجل ثمل يترنح في الطريق.
حريا بثورة ديسمبرالمجيدة في الذكري الثانية ان تعيد النظر في الربح والخسارة، ماذا قدمت؟ وماذاحققت من إنجازات منذ انطلاقة خطواتاتها بعد توقيع الوثيقة الدستورية والسياسية، لاشك أن الحصيلة تدمي القلوب والمشاعر بدمع الدم والحسرة، فهنالك العجز والاخفاقات علي كل المستويات في الاقتصاد والمعاش والصحة والتعليم والأداء الوزاري والعلاقة التنسيقية بين الشركاء بل حتي سلام جوبا وافرازاته.
يجب ان تكون الذكري الثانية لثورة ديسمبر سانحة من ذهب لتقليب الدفاتر وإصلاح الكوارث ومعالجة الثغرات وزراعة الامل والتفاؤل قبل الطوفان.