ابراهيم الشيخ لـ(الجريدة):
هبوط ناعم مع من ؟
التغيير الوزاري القادم سيأتي بعناصر جديدة وسيبقى ما ينفع الناس!!
لا نستطيع أن نلغي اللجنة الأمنية، لو خلعت هذه القوات بزتها العسكرية ماذا نستطيع أن نفعل بالدولة بدونهم؟
الكفاءة والمواطنة هما ميعارا تقلد الوظائف ويجب محاكمة المعتقلين أو إطلاق سراحهم!!
الهروب من مسؤولية قيادة الدولة وقذف الآخرين بالحجارة من غير وعي يهزم المشروع الوطني!!
ما نقل غير صحيح وهذا مادار في الاجتماع مع لجان المقاومة!!
أحس بوجع وأنا أشاهد اصطفاف السيارات و(مبيت) المواطنين بالطلمبات والمخابز!!
التغيير عملية كبيرة لا تتحقق بضربة لازب!!
في الحفل الشعبي، الذي أقيم بساحة الحرية في 15 نوفمبر الجاري بمناسبة وصول قيادات حركات الكفاح المسلح للخرطوم إيذانا ببدء تنفيذ اتفاق سلام جوبا ، قاطع المحتشدون كلمة عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، إبراهيم الشيخ، في إشارة لعدم رضاهم عن سياسات الائتلاف الحاكم، ولم يحفل الشيخ بالهتافات المناوئة وواصل إلقاء خطابه، لكن نائب رئيس مجلس السيادة، الفريق أول محمد حمدان حميدتي، تصدى لتلك الأصوات مغالباً دموعه بالتنويه الى أن إبراهيم الشيخ يُعد من الجناح المعتدل داخل الائتلاف الحاكم الداعم لعملية السلام، وحذر من اطلاق الأحكام الظالمة على الآخرين.
وأكد إبراهيم الشيخ على أن “المحافظة على السلام هو التحدي الأعظم على عاتق الحكومة”، موضحًا أن السلام المستدام “ليس اتفاقاً يبرم بل هو التزام دائم يرفع تمامه يومياً، ومسئولية مشتركة تحددها مصفوفة وضُعت بعناية”.
وفي المقابل أعلن الحزب الشيوعي انسحابه من قوى الحرية والتغيير وقوى الإجماع الوطني واتهم الحزب عناصر داخل الائتلاف الحاكم ــ لم يسمها ــ بعقد اتفاقيات سرية ومشبوهة داخل وخارج البلاد، إضافة لاتهامه لها بقيادة “التحالف نحو الانقلاب على الثورة والموافقة على السياسات المخالفة للمواثيق والاعلانات المتفق عليها”.
وفي السياق ذاته ما زالت هناك خلافات وجدل يكتنف تشكيل مجلس شركاء الحكم، والتشكيل الوزاري وتشكيل المجلس التشريعي الذي شهدت اجتماعات الإعداد له ملاسنات بين قيادات قوى الحرية والتغيير ولجان المقاومة ، فضلاً عن المعاناة التي ظلت تلازم المواطن السوداني نتيجة عدم توفر المحروقات حتى بعد تحريرها وندرة الخبز وغيرها من الأزمات التي تراوح مكانها والتي حملت (الجريدة) الاستفهامات المتعلقة بها وألقت بها في منضدة المتحدث باسم تنسيقية الحرية والتغيير والقيادي بالمؤتمر السوداني ابراهيم الشيخ فالي مضابط الحوار.
حوار: أشرف عبدالعزيز
*هتافات (رافضة) من الجماهير التي اصطفت محتفلة باتفاقية سلام جوبا ووصول قيادات حركات الكفاح المسلح قاطعت كلمة المتحدث بإسم تنسيقية الحرية والتغيير الأستاذ إبراهيم الشيخ بماذا تفسرها ومن يقف وراءها في تقديرك؟
– حرصنا في قوى الحرية والتغيير على المشاركة في الاحتفال باتفاقية السلام في الخرطوم إيماناً منا بقضية السلام التي ظللنا ندافع عنها ضاربين كل بقاع الدنيا بحثاً عن السلام ، والاتفاق الذي تحقق الآن لعبت فيه قوى الحرية والتغيير دوراً مهماً رغم الهنات التي شابت قضية السلام في مراحلها المختلفة ، صحيح في خلال هذه المراحل إلى حين تحقيق السلام حدثت تباينات وتشاحنات وتشاكسات بين كل محطة وأخرى ، نتج عن هذه التباينات قطيعة بين قوى الحرية والتغيير وبعض أبناء دارفور ، أضف إلى ذلك الشحن والغبن الزائد بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية فمن ضمن الهتافات (جوعتونا) في إشارة لتحمل قوى الحرية والتغيير لما يجري الآن ، وبالتالي بعض قواعد حركات الكفاح المسلح الذين حدث لهم شحن زائد في مرحلة التباينات والتشاكسات التي ذكرتها ولم يتم تنويرهم بتجاوز كل التقاطعات بين قوى الحرية والحركات المسلحة ، كذلك أيضاً الذين أرهقتهم السياسات الاقتصادية الحالية هم وراء (الهتاف) والمقاطعة لخطاب قوى الحرية والتغيير الذي قدمته في ساحة الحرية في احتفالية السلام بالخرطوم.
*ما سر التحول المفاجئ لابراهيم الشيخ من مُعارض لنهج التفاوض عبر المسارات في جوبا لدرجة الملاسنة مع حميدتي ومناوي إلى أكبر داعم للاتفاق؟
– أقول بكل صراحة أنا لدي موقف داعم لقضية السلام لتأثير الحرب على استقرار البلاد فتأثير الحرب ينسحب على الجوانب السياسية والاقتصادية والامنية بالضرورة ، واهتمامي بقضية السلام ليس وليد اليوم بل بدأ منذ أن كنا طلاباً وعرفنا أن سبب ثورة اكتوبر هو الحرب في الجنوب وظللنا نتدارس ذلك طوال تجدد الحرب في اي رقعة من البلاد خاصة وأن نتائجها كارثية على الدوام، ولذلك تجدني كنت داعماً لاتفاقية السلام الشامل في نيفاشا وبعد أن ذهب الجنوب وبدأ الإلتهاب في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان كنا في قوى الاجماع نرفض استمرار الحرب واعتقلنا مع يوسف حسين وساطع الحاج وهلال بسبب فعالية رافضة للحرب كنا بصدد تنظيمها ، هذا فضلاً عن المواقف الفردية عندما كنت على سدة رئاسة حزب المؤتمر السوداني.
*لم تجب على السؤال؟
– ما زلت أواصل ..كما أسلفت هذا هو موقفي أثناء النضال ضد النظام البائد وسياساته البائسة التي أسهمت في إشعال الحرب، أما الآن ازدادت قناعتي خاصة وأن السلام توسط شعار الثورة (القيمي) (حرية – سلام – وعدالة) ، عندما ذهبنا للمشاركة في الجولة الثالثة وجدنا أن هناك شحن زائد والجفوة بين قيادات الحركات المسلحة وقوى الحرية والتغيير ما زالت قائمة وكان هناك ممانعة من قادة الحركات لدرجة رفضهم جلوسنا في الصفوف الامامية وبعثوا خطاب لمجلس السلام طلبوا فيه عدم مشاركتنا ولكنه رفض ، وكما هو معلوم ان الجولات الاولى والثانية ترأس فيها الوفد الحكومي حميدتي وابرم اتفاقا بينه والثورية بتجميد تشكيل المجلس التشريعي والولاة وكان رأي الوفد الحكومي انه لا داعي لمواصلة التفاوض حال اصرار الجبهة الثورية على التجميد لأن ذلك يخالف الوثيقة الدستورية وكان رأينا استمرار التفاوض وأن تترك مسألة الولاة للزمن وبالفعل تحقق ذلك لاحقاً وتم تعيين الولاة ، هذه واحدة أيضاً من نقاط الخلاف لأن التزامنا بقضية السلام إلتزام قطعي ، كانت أيضاً هناك تعقيدات تواجه مسار الشرق لاعتراض بعض مكونات الشرق عليه ، ووقفنا مع دعوة نظار القبائل للاستماع لوجهة نظرهم والجدل في هذه القضية ما زال مستمراً حتى بعد توقيع الاتفاق ، هذه القضايا جعلتني يومها أخرج مغاضباً لاحساسي بحجم التشاكش الواسع والتعقيدات الضخمة ، فخرجت حتى لا أكون خميرة عكننة أمام تحقيق السلام ، وعدنا كقوى حرية وتغيير مرة أخرى بعد أن مُثلت في المجلس الاعلى للسلام ومضت الرحلة بمحطاتها المختلفة حتى توجت بالاتفاق.
*بعض قيادات الحركات المسلحة ترى أنه تم اقصائها بعد الاجتماع الذي عقد في منزل أنيس حجار؟
– هذا ليس صحيحاً اجتماع أنيس حجار لاعلاقة له باقصاء الحركات المسلحة هو كان بصدد العودة للتفاوض مع المجلس العسكري بعض مقاطعته من قوى الحرية والتغيير بسبب فض الاعتصام وبعده جاءت الوساطة الأفريقية.
*لماذا يصر قادة الحركات على أنه (القشة) التي قصمت ظهر العلاقة بين (قحت) وحركات الكفاح المسلح؟
– أكرر اللقاء كان القصد منه بشكل أساسي العودة لمنصة التفاوض بعد الغضب الذي ران على قلب الحرية والتغيير بسبب الطريقة الوحشية التي تم بها فض الاعتصام.
*واحدة من أسباب انسحاب الحزب الشيوعي من قوى الحرية وقوى الاجماع اتفاقية جوبا التي وصفها بالثنائية والتحالف بين قوى الهبوط الناعم؟
– الحزب الشيوعي ظل على طول الخط متحفظاً على مسار سلام جوبا ومضى بعيداً على توصيف ما يجري بأنه هبوط ناعم مستدعياً بذلك جولات التفاوض في اديس ابابا وألمانيا وفرنسا التي كانت تستهدف السلام ، كما أيضاً ظل متحفظاً على اللجنة الأمنية ويرى أن ما يجري مجرد محاصصات ، وهذا غير صحيح على الاطلاق ، وإن لم يشمل السلام الحلو وعبدالواحد يسعى جميع الاطراف للحاقهم به ، وهذا أيضاً لا يعني أن لا نتعاطى مع الرغبات الجامحة للوصول لسلام مع هذه المجموعات واسكات صوت بندقيتها ، خاصة وهي تتكئ على قوات كبيرة كانت تحارب النظام البائد قبل سقوطه كما في معركة قوز دنقو فقوات الهادي ادريس ومناوي والطاهر حجر وجبريل وبقية المجموعات أسهمت في اضعاف النظام البائد ، والأصوات تعالت أثناء الثورة لوقف الحرب وتحقيق السلام (ياعنصري ومغرور كل البلد دارفور)، صحيح أن مطلوبات الحلو وعبدالواحد موضوعية سواء كان بحسم قضية فصل الدين عن الدولة أو رؤية عبدالواحد للتفاوض عبر منهج يسمح بمشاركة كل النخب السودانية، لكن المجموعات الموقعة أيضاً لديها تقديرات بأنها لا تفاوض باسمها وإنما تفاوض في كل القضايا التي تتسبب في وقوع الحرب ( نزوح – لجوء) وغيرها ، وهذه وجهة نظر موضوعية قادت للتفاوض معها بذات النهج القديم لمعالجة القضايا المختلفة سواء كانت أمنية أو تمييز أو قسمة ثروة وسلطة وشمل التفاوض حتى المسارات المتحالفة مع الجبهة الثورية في الشمال والوسط والشرق وطريق السلام كما أشرت في خطابي في ساحة الحرية بأنه شاق ووعر ولابد أن ندفع فيه ثمن غال ونقدم تنازلات فالسلام لا يشترى بثمن زهيد.
*ماذا عن الحاضنة الجديدة المشكلة من قوى الهبوط الناعم؟
– الحديث عن حاضنة جديدة يعبر عن مقتضى الصراع حول السلطة وتمظهره وبروزه يعبر عن المجموعات القابضة على السلطة التي تتلبسها حالة الرفض إزاء عملية الاحلال والابدال.
*المؤتمر السوداني تحالف مع الحركات على حساب مكونات (قحت) الأخرى..أو قوى نداء السودان أصبحت جزء من قوى الهبوط الناعم الجديد في نسخته الثانية؟
-الحزب الشيوعي مؤسس لنداء السودان وكنا نشارك فيها عبر قوى الإجماع الوطني وجاءت مشاركتنا بعد تقييم واسع للتجارب الماضية بما فيها تجربة التجمع الوطني الديمقراطي والاتفاق الثنائي بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني ولم ننس حتى وصف قرنق للانتفاضة بأنها (مايو الثانية) وتفادياً لهذه الهنات رأينا الجلوس مع الإخوة حاملي السلاح وكانت لقاءاتنا الممتدة معهم حتى وقعنا (الفجر الجديد) في كمبالا وابرمنا اتفاق نداء السودان ، والحزب الشيوعي في كل هذه الخطوات كان معنا وقام بعمل دعائي جيد لنداء السودان ولكن بعد اتفاق خارطة الطريق اختار أن ينفصل بقوى الاجماع واستمرت نداء السودان في العمل ، فأي هبوط ناعم هنا ، السؤال الآن هبوط ناعم مع من؟ هبوط ناعم مع الدولة التي جاءت ممهورة بدماء الشهداء ونضالات الشعب السوداني للتحرر من الماضي ، ووقف الحروب والفساد والاستبداد وتحقيق الحرية والسلام والعدالة.
*الشيوعي يرى أن الهبوط الناعم الحالي مع اللجنة الأمنية؟
– التغيير عملية كبيرة لا تتحقق بضربة لازب، لا تستطيع أن تلغي اللجنة الامنية ( الجيش ، الدعم السريع ، الشرطة ، الأمن) هكذا ، لو خلعت هذه القوات بزتها العسكرية ماذا نستطيع أن نفعل بالدولة بدونهم؟ فهم عندما يقصرون في مهامهم الأمنية نجأر بالشكوى ونهاجمهم على الأضرار ، هذه الثورة انتصرت ولكن الانتصار لم يكن ساحقاً على كل الارث القديم ولا بد أن تستكمل ما تبقى بالحوار فالدولة السودانية تركيبتها معقدة فالجيش لاعب أساسي والحركات أيضاً والأحزاب والمهنيون والمجتمع المدني كلهم (لعيبة أساسيين) وبالتالي لا يستطيع حزب أن ينتصر لبرنامجه أو مدرسة فكرية تتسيد المشهد ، ولنعمل جميعاً للعبور بالفترة الانتقالية الى الانتخابات وذلك لن يتم الا عبر تحقيق السلام والتفرغ للتنمية ، ولنقود البلاد ككتلة تاريخية حتى نحقق اهداف الثورة (حرية – سلام وعدالة) أما النزعات الفردية والإرادات المصطرعة طبيعي أن تخرج لتقذف الآخرين بالحجارة فمهمة المعارضة سهلة جداً خاصة للناس التي عجزت أن تكون جزء من الدولة والحكم طوال تجربتها ، الهروب من مسؤولية قيادة الدولة وقذف الآخرين بالحجارة من غير وعي يهزم المشروع الوطني الذي قاتلنا من أجله سنين طويلة.
*ماذا عن الخلافات بشأن تشكيل مركز شركاء الحكم؟
– مجلس شركاء الحكم الذي أقر في المادة 80 بعد تعديل الوثيقة الدستورية لضم اتفاقية السلام أفرزته الحاجة الملحة التي جاءت نتيجة لتجربة العام الماضي حيث استحوذ العسكر على بعض الصلاحيات وفي كل مرة كنا نشكل خلية للازمة لنزع فتيلها ، فوارد جدا ان تكون هناك نزاعات في قضايا سابقة أو مستجدة مثل قضية التطبيع وخلافها فمهمة مجلس شركاء الحكم هو فض النزاعات بين الاطراف ووقف أي انحراف عن جادة الطريق، الحرية والتغيير من جانبها قدمت مشروع لائحة لهذا المجلس طرحته على شركاء السلام والاخوة في المكون العسكري واقترحت فيه أن يكون تمثيل قوى الحرية والتغيير55% وشركاء السلام 25% و5 للمكون العسكري وأن يمثل الجهاز التنفيذي بوزيرين والعدد المفترض لأعضاء المجلس من (25- 27) وما يحدث الآن هو حوار حول المقترح وليس هناك أي خلاف وسيحسم النقاش في غضون الأيام القادمة.
*ماذا عن التشكيل الوزاري؟
-سيتم تفكيك الوزارات ولن تكون 20 وزارة ، كل الوزارات المدمجة ستفكك مثل (الصناعة والتجارة ، الكهرباء والبترول والمعادن ، …الخ) .
*هذا ضد أهداف الثورة وتضخيم للإنفاق الحكومي؟
– هذه الوزارات موجودة من حيث الأصول والموظفين فقط يضاف لكل وزارة وزير ، صحيح نحن مع ضبط الإنفاق الحكومي لكن هذه الخطوة لا تؤثر قياسا بما يقدمه الوزراء الجدد فضلاً عن أصول الوزارات موجودة ولا تحتاج الى تجديد.
*لكن الانفاق سيزيد، فهناك زيادة في المجلس السيادي أيضاً؟
– هذه هي ضريبة السلام ولو حسبنا تكلفة الحرب مادياً لنجد أن المقارنة بعيدة بين تكلفة 6 وزارات أو مقاعد بالسيادي وتكلفة المواصلة في الحرب ، وأذكر أننا عندما كنا في جوبا الأيام الماضية رأينا ان البرلمان يعقد جلساته في خيمة نصبت في العراء لأن مبنى البرلمان لا يتسع للبرلمانيين بعد اتفاقية السلام في الجنوب بين الأطراف المتصارعة والغرض من ذلك هو اتساع رقعة المشاركة لتشمل الجميع ، هذا الصراع في كثير من بلدان العالم الثالث محوري ولا يمكن التعامل معه باستعلاء وتصوير الحلول بأنها مجرد محاصصات هذا تطفيف …
*تشكيل المجلس التشريعي نفسه محل خلاف وما دار في اجتماعكم مع لجان المقاومة يوضح ذلك؟
– هذه سانحة لتوضيح ما حدث في هذا الاجتماع فما تم عكسه غير صحيح ، والصحيح هو أن ممثلي لجان المقاومة في ذاك الاجتماع كانوا محتجين على دعوتهم في وقت متأخر وأنهم لم يجدوا فرصة للتشاور وخرجوا غاضبين وعاد عدد كبير منهم لقاعة المجلس التشريعي لولاية الخرطوم وطلبوا مهلة للتشاور واللقاء بعد أسبوعين ووافقنا بذلك ، وقبل أيام اجتمعنا بهم ، والتشاور بشأن المجلس التشريعي سيتم مع الأطراف المختلفة وقررنا الاستماع للجميع مع تمسكنا (حسب الوثيقة الدستورية) بضرورة ان يكون البرلمان قومياً تمثل فيه كل الولايات والمحليات لسماع صوتها والأحزاب ستمثل بـ58 مقعداً و50 لمنظمات المجتمع المدني و32 للأجسام المهنية ولا يزال الباب مفتوحاً للتشاور.
*حزب الأمة قدم رؤية للمجلس المركزي للحرية والتغيير وطالب 57 مقعداً؟
– استمعنا لرؤية حزب الأمة وحريصون على تمثيل يراعي حجمه ولكن بالطبع التمثيل في المجلس التشريعي ليس بالكتل النيابية فهو ليس مجلسا منتخباً وإنما ترميزي وبالتالي لن يكون التمثيل فيه كما تم في العام 1986.
*الامارات هي من خططت ودعمت الهبوط الناعم؟
– هذا الكلام غير صحيح ارادة الشعب السوداني هي الأولى وهو من ثار وهتف (حرية – سلام وعدالة) فالشعب عانى من ويلات الحرب وآثارها الكارثية المدمرة ، وهناك كثير من الدول التي كانت تحس الاطراف على تحقيق السلام فاجتماعات القاهرة واديس والمانيا وفرنسا ودول أخرى خير دليل، والسودان يتوسط القارة السمراء وله أهميته العالمية وكثير من الدول مهتمة بأمن البحر الأحمر.
*الامارات هي التي مولت الاتفاقية؟
– صحيح الإمارات لعبت دوراً في دعم العملية السلمية في السودان وتربطها به صلات تأريخية وعلاقات استراتيجية ، وظلت تدعو الحركات المسلحة للاستجابة لنداء السلام ومع ذلك نحن أهل مكة ونحن أدرى بشعابها.
* موقفها لا يخلو من أطماع تريد عبر الهبوط الناعم السيطرة على ميناء بورتسودان؟
– نحن دولة مستقلة ونعرف مصالحنا جيدا والسودان ليس معروضا للبيع وحريصون كل الحرص على سيادتنا والذين يقودون البلد وطنيون ، وشعبنا قادر على المدافعة ومواقفه راسخة في هذا الصدد.
*في العام الماضي زار ابراهيم الشيخ مدرسة في ودبنده وذرف الدموع على أن يد الثورة لم تمتد لتعميرها ما الذي استجد الآن وماهي انجازاتكم؟
– هذا صحيح كنت مع رئيس حزب المؤتمر السوداني في جولة سياسية بدأ ببارا ثم ام روابة ثم الأبيض مروراً بالخوي والنهود الى ودبنده ثم الفولة وبابنوسة ، وأذكر أنه في ودبنده طلب منا زيارة المدرسة وعندما رأيت حالها ذرفت الدموع بأن أيادي الثورة لم تمتد اليها بالإصلاح ، والآن ما زالت هناك تحديات وتعقيدات خصوصاً بعد جائحة كورونا التي أقعدت بالثورة بالتصدي للمهام الجسام التي تواجهها ويقيني ان اتفاقية السلام ستفتح أفقاً جديداً لنرنو بأبصارنا نحو تقديم الخدمات ، ويعز علينا أن نرى الشعب السوداني يصطف أمام المخابز، وفي الطلمبات هناك من (يبيت)، هذا وضع معيب ولابد أن يتغير الحال إلى ما هو أفضل خاصة ونحن مقبلون على تشكيل وزاري جديد يجب أن نتعهد بأن نكون خداماً للشعب الذي قدم أبناؤه التضحيات واستشهدوا في سبيل الحرية والسلام والعدالة.
*رئيس مجلس الوزراء عبدالله حمدوك ظل متفائلاً خاصة بعد فك عزلة السودان الخارجية وتحقيق السلام جزئياً؟
– طبعا قرأت أن التشاؤم والتفاؤل منحازين ولا يتكئان على أساس علمي وقيمي، فنحن محتاجون لجرد حساب لكل الاداء الذي تم في الفترة الماضية ، ونحن لم نقدم ما يستحقه الشعب السوداني، صحيح قادرين على العبور من المأزق خاصة بعد تحقيق السلام ولكن كان بالامكان تقديم أبدع مما كان ، لو تجاوزنا الأنانية وصراع السلطة ، ومع ذلك لا يزال هناك متسع من الوقت لتقديم أداء أفضل أنا غير راض عن الاداء وأحس بالوجع عندما أرى الأزمات في الشارع تراوح مكانها العربات مكدسة في صفوف البنزين والمواطنين في صفوف الخبز هذا ليس ما كنا نحلم به فبالتالي لابد من تقييم الماضي وجرد الحساب لتقديم صورة اجمل تليق بالمشهد التأريخي والصورة المعبرة التي رسمها الشعب السوداني حتى بلغت الثورة مداها وصولاً الى ساحة الاعتصام الذي كانت صورته أشد تعبيراً على تماسك الشعب السوداني ..كل ذلك مصحوباً بنضالات الشباب الذين سقطوا شهداء وفقدوا من أجل هذا الوطن الا يكفي كل ذلك بأن نعمل كفريق عمل واحد من أجل تحقيق أهدافنا.
*هذا يعني أن التغيير سيكون شاملاً؟
– دعني أقول وبشكل واضح وصريح بأن التغيير الوزاري سيأتي بعناصر جديدة وسيبقى ما ينفع الناس وكذلك سيكون هذا هو ديدننا في مجلس السيادة والمجلس التشريعي وسيعاد النظر في الوظائف القيادية في الخدمة العامة وسيكون معيار الاختيار هو الكفاءة والمواطنة وليس سواهما ولا بد أن يقدم المعتقلين للمحاكمة أو يطلق سراحهم لن نفرط في قيم الثورة (الحرية – السلام – العدالة) سنعض عليها بالنواجذ وسنسعى بكل ما أوتينا من قوة للحاق عبدالواحد بركب السلام وهذه هي مطلوبات الشارع ومهمتنا طاعة شعبنا.