منذ سنوات قليلة بدأت ماكينة كهرباء نيالا تتآكل ويقل عطاؤها المعهود ، وتوالت عمليات القطوعات والتوقف بين فترة وأخرى وكان آخرها فى نهاية فترة ولاية اللواء هاشم خالد وتمت عمليات التسكين والنقل واليوم التاريخ يعيد نفسه والشركة التركية المولدة لكهرباء مدينة نيالا تقطع التيار الكهربائى كاملا دون انذار مسبق من أى جهة غير رسالة واتساب من المهندس محمد الحافظ النور مدير شركة التوزيع اشار فيها الى ذلك لتعيش نيالا ليلة البارحة ظلاما دامسا غطى كل المدينة فى ظروف أمنية متردية من حوادث النهب والكسر للمحلات والتعدى على البيوت، مديونية الشركة التركية ليست أمرا طارئا أو غير معلوم للسلطات الولائية والمركز ، كل الأطراف تعلم بذلك وتعلم بإجراءات الشركة مسبقا والتى تلجأ لتخفيض التيار المولد او القطع الكلى وهو ما حدث ليلة “الاثنين” حيث عاشت المدينة ظلاما كاملا حتى الخطوط الساخنة كالمستشفيات تم قطع التيار الكهربائى عنها دون مراعاة للمرضى الذين يتلقون العلاجات واجهزة الأوكسجين فى الانعاش والعمليات المجدولة وعمليات الولادة الطارئة غير الحوادث ، ومن عجائب البارحة وجود حالات حوادث لم يستطع المستشفى التعليمى استقبالها وقال الوالى موسى مهدى ( اصبحت مدينة نيالا مظلمة ظلاما دامس وهناك معاناة خاصة فى المستشفيات والمياه ولم يتمكن مستشفى نيالا من استقبال حالات للحوادث حاولنا علاجها بالمستوصفات على حساب الحكومة ولكنها لا تمتلك المعينات المطلوبة لمعالجة مثل هذه الحوادث ) ومضى موسى مهدي بالقول ( الآن مدينة نيالا فى شلل تام سواء علاج المرضى او مياه الشرب ، ولمعالجة الوضع حضرنا لمقر الشركة التركية ووقفنا على معاناة الشركة فى الحصول على مطالباتها المالية المستحقة ) .
مدينة نيالا تعد ثانى مدن السودان من حيث الكثافة السكانية إلا أنها رديئة في الخدمات الضرورية مثلها مثل أى قرية فى اصقاع المعمورة ، وهنا وقف والى جنوب دارفور على عتبة لم يستطع تجاوزها الا بالاستجداء والمناشدة ويأتى حديثه المسجل والمتداول فى انكسار ويضيف ( نقول للمسئولين بالكهرباء فى الخرطوم نحن نعانى اشد المعاناة وهذه المدينة مدينة مليونية فيها تفلتات امنية وانتشار للسلاح بصورة غير عادية وفيها ظروف أمنية قاسية وصعبة وغياب الانارة يعنى الجريمة والتفلت ووقوع الحوادث والفوضى وموت المرضى والأطفال بالمستشفيات والنساء الحوامل فى عمليات التوليد ) .
استفهامات عديدة تجد طريقها فى مثل هذه المواقف .. أين الماكينات القديمة التى كانت تعمل قبل مجىء الشركة التركية وأين المهندسين السودانيين الذين يعملوا على تشغيلها وصيانتها ، وهل صحيح واحد من شروط الشركة التركية خروج الماكينات القديمة من الخدمة تماما وتوقيفها؟! ويقول موسى مهدى ( من أجل حلحلة هذه المشاكل قابلنا مدير الشركة التركية وترجيناهم لإعادة التيار الكهربائى من ناحية انسانية والمواطن يعيش هذه المعاناة ولكن للأسف الشديد تعنت وتزرع بمستحقاتهم المطلوب سدادها من حكومة السودان ).
هل بلغ الهوان بحكومة السودان ان تضع مواطنها فى مثل هذا الموقف الحرج وقطع الكهرباء حتى من المستشفيات التى يتلقى فيها العديد من المرضى العلاج وتوقف الأجهزة المنقذة للحياة ، والى متى تظل الحكومات تلو الحكومات تتلاعب بالمواطن والكهرباء مدفوعة القيمة مقدما ولا شك ان ملايين الجنيهات قد دخلت خزينة الحكومة والمواطن من حقه الاستفادة من الخدمة المدفوعة مقدما ولكن ان تقوم الشركة التركية بهكذا اجراء وقطع التيار الكهربائى من كامل المدينة دون استثناء للمستشفيات والمراكز الصحية والمستوصفات ومخازن وصيدليات الأدوية تعد جريمة فى حق انسان الولاية بتعرض بعض الادوية للتلف وفقدان صلاحية الاستخدام .
ويقول موسى مهدى ( هذا موقف صعب بالنسبة لنا ونتوقع من الخرطوم المعالجة باسرع ما يمكن والوضع لا يحتمل والمواطن لا يحتمل وستكون هناك نتائج غير مرضية فى جانب العلاج ومياه الشرب ، وارسل استغاثة لوزارة المالية الاتحادية والنظر للأمر بنظرة الجدية والمسئولية وهناك اكثر من 4 مليون نسمة يعانون من تقطعات الكهرباء) .
ثورة ديسمبر قامت من أجل تصحيح الأوضاع المتردية وجاء نجاحها بجانب ثورية الشباب ونضالاتهم الى الدوافع الحقيقية على ارض الواقع من التدهور المريع الذى انحدرت اليه البلاد وقتها ولكأن الامس قد عاد الى عشية تفجر الثورة ، ويقول موسى مهدى والى جنوب دارفور ( الآن كل مواطنى جنوب دارفور وخاصة مدينة نيالا يتأهبون “لصبه” كبيرة جدا جدا والوصول لمقر الكهرباء لتوصيل احتجاجهم ولا ندرى ما هى المآلات التى ستحدث ويمكن ان تحصل ونحن الآن قادرون بالحوار مع أهلنا فى نيالا على تفهم هذا الوضع ولكن اذا استمر على ما هو عليه سينفرط العقد وتكون هناك نتائج لا يحمد عقباها ، وخلاصة قوله طلب من وزارة المالية بالخرطوم وإدارة الكهرباء ونداء خاص للأخت هبه ان تنظر لهذا الأمر بمنظار جاد ومعالجة الأمر خلال 12 الى 24 ساعة) .
نيالا مدينة مليونية وهى حاضرة ولاية جنوب دارفور وتعد المدينة الثانية بعد الخرطوم من حيث الكثافة السكانية والصناعة ولكنها ظلت لسنوات عديدة تتردى فيها خدمات الكهرباء عاما بعد عام وترحل الى عام جديد دون الحل الجذرى لهذه المعضلة والتى استمرت لسنوات والعقد المجحف مع الشركة التركية ليكن دافع آخر للاسراع بحل المشكلة من جذورها بسداد المستحقات المطلوبة وفسخ العقد تماما او بأسس جديدة حتى ينعم ويتنعم المواطن بجنوب دارفور ومدينة نيالا خاصة بخدمة الكهرباء .