الحلقة الثانية:
( تحتاج إلى “تُرجمان” ..! )
عشية عودة السيد الصادق المهدي للسودان،فيما أسماه(تفلحون).. ذهبتُ،ضمن صحفيين(لنتحمد له السلامة)..
جلست بجواره، وقلت له(هامساً):
أبعِد من واحدة..
وإقترب من إثنين:
- لا تتعامل مع هذا النظام الإنقلابي،بأي شكل من الأشكال.. فانت سيد العارفين، َ الشمولية إلى زوال، طال الزمن أو قصر.. ولا أظنك ستربط تاريخك بالديكتاتورية البغيضة.
- عَدِل لُغتك،فالجيل الجديد،لا يهتم كثيرا،ما إذا كان(عبدالله خليل)، أمين عام حزب الأُمة،ورئيس وزراء، أم(محطة بص)في أُم درمان..!
إنك – يا زعيم – تحتاج،مع الجيل الجديد،إلى
(تُرجمان)!. - من الضروري أن تكون على تواصل مع الصحفيين والإعلاميين..فهم
- وجدانياً – ذوو روح معارضة
،وأصحاب مصلحة حقيقية،في الحرية والتعددية.
،،،،،،،
الرجل مستمع جيد.. بيد أنَّه نجح في التقُرب والتواصل مع الصحافة والصحفيين..
،،،،،،،،
و لكنه لم يهتم كثيراً- وتأدباً لا أستطيع أن أقول إنَّه فشل – في الإبتعاد
(الواضح)من الطُغمة الحاكمة المُبادة..!
فرغم أنه نافح الشمولية،بشراسة، حتى آخر رمق، ولكنه لم يقو،على كسر نزوعه نحو (التردد)..فهو(في السجن حبيساً)،بينما نجله عبدالرحمن
(في القصر مُساعداً)..!
ورغم أنَّ(السيد)، دائما ما كان يعطي الإنطباع المدعوم بالتصريحات، أن(عبدالرحمن) يتحمل مسؤولية مشاركته،وأنه لم يشجعه على ذلك.. إلا أنَّ(الإمام)عاد وقال(مؤخراً):(مشاركة عبدالرحمن
،حمتنا من شرور البشير ونظامه)..!
فمن يحمي هزاع وسنهوري..ومن يحمي نقدالله وأحمد الخير،يا حضرة الإمام؟!
،،،،،،،
الصادق المهدي يجدد في إطار التقليد..مُستخدماً خلاطة(العجكو وشوقي معهد المعلمين،وطرد الشيوعيين من البرلمان،في الستينات)..!
وهي ذات(المنصة الفكرية)التي أرغمت( الملل الدينية الأُخرى)، على الدخول في الإسلام – قسراً – أو الخروج،من السودان – أمرا ً – إبان(حكم الخليفة)..ثم
(حصرهم) أو (حشرهم)، في(المسالمة)..!
،،،،،،،،،
ولكن السودانيين، غِماراً،ظلوا على الدوام،وفي ظل كل الأنظمة(القابضة وخلافها)،
متسامين،ومتسامحين ومحصنين ومبدعين..
وهذا هو سر بقاء هذا الوطن،الشامخ العاتي:
رغم:
(دقسات السياسيين).. و(دغمسات المستبدين)..
ومنزلقات المحن..
ومنعطفات الإحن..
ورغم:
تضاؤل المزايا..
وتطاول البلايا..
،،،،،،،،
بيد أن (حي العرب)أنتج عبدالرحمن الريح وسيد عبدالعزيز ومحجوب سراج وسيف الدين الدسوقي،وغيرهم من المبدعين والفنانين..وكلهم أشعر وتغني ل
(لليهوديات):
*سرور غنى:
لي في المسالمه غزال نافر بغني عليهو..
جاهل قلبو قاسى وقلبي طائع ليهو..
مصــــــباح الظــلام الربنا معليهو..
زايد في الكمال نور الجمال جاليهو..
إن شافو الغزال مع نفرته يواليهو..
وإن شاقه القمر أنوارو تخجل ليهو..
كل من شافو قال أنا بالنفس افديهو..
هو غصن الرياض الزاهي في واديهو..
أزهار الربيع ما زى زهور خدّيهو .. وجدلات الحرير ما لينه زي يديهو..
إن جاء النسيم زى الفــرع يتنيهو.. والثمر الرطيب كـذب اليقول يجنيهو..
باللّمى والخدود يأذى العشوق يفنيهو..
الصحا والنعاس والسحر في عينيهو..
والدو معجنه وعلى فطرته مربيهو .. الفرد الوحيد في الدنيا مافى شبيهو..
يتجاهل علي وأنا حالي ما غابيهو.. سابني في نار هواي وشال قلبي يلعب بيهو..
هو أمير الهوى وقاضى الغرام مفتيهو ..
إنْ جار علي في قتلي كيف يفتيهو..
يا قلبي الحزين إنت الصبر خاتيهو..
إن جار أو عدل سيبهو اليتيه في تيهو..
،،،،،،،،
لقد ساقني الشوق والتشوق،بحثاً عن هذه(اليهودية الحسناء)التي”أبكت”عبدالرحمن الريح..!
وأبكتني..!
حين(وجدتها.. وجدتها)..
فرأيت(غزال المسالمة)،إمرأةً مُسنةً،يغطيها(جمال السنين)..ويحيطها حلو التين..
فقلت لها :(الشجر الكُبار،فوقو الصمغ)..!
تحدثنا حول(خرطوم الثلاثينات)،فحلقنا معاً في(شارع فكتوريا)..وصداقات الكنيس والكنيسة والجامع العتيق..!
بقلم /عادل سيد أحمد
tasetinews.com