الخرطوم . ترياق نيوز . تقرير _ امال الفحل
شهدت العلاقات السودانية الإثيوبية تردياً مستمراً جراء التوتر الأمني على الحدود، والتصعيد السياسي والدبلوماسي، والتراشق الإعلامي اليومي. وعلى الرغم من أنّ البعض لا يستبعد أن يقود كل ما يجري إلى حرب بين البلدين، إلا أنّ التصريحات الرسمية السياسية لا تزال تتمسك بالحوار كسبيل لحل الأزمة. وهو ما أبلغه رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، لمفوض الشراكة الدولية بالاتحاد الأوروبي، السيدة . غوتا أوربلانين، في اتصال هاتفي أكد خلاله أنّ السودان لم يتسبب في الأزمة الحدودية مع إثيوبيا، وأن الحوار هو السبيل الوحيد لحل الأزمة. وطبقاً لبيان أصدره مكتب حمدوك، اشترط رئيس الوزراء، خلال المكالمة الهاتفية، “وضع العلامات والترسيم الكامل على الأرض للحدود، التي لم تكُن يوماً محل نزاع”. كما أكد رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، بدوره، خلال جلسة في البرلمان الإثيوبي أنّ بلاده “لا تريد حرباً مع السودان”.
* تصاعد التوتر .
وكان التوتر الحدودي قد بدأ في نوفمبر وتصاعد مؤخرا وذلك عقب تمكّن الجيش السوداني من استعادة 90% من أراضي منطقتي الفشقة الكبرى والصغرى بشرق البلاد من السيطرة الإثيوبية، في عملية إعادة انتشار للجيش السوداني هي الكبرى من نوعها منذ عقود على الحدود. وحسب رواية الخرطوم، فإن منطقتي الفشقة الكبرى والصغرى هما أراض سودانية، بموجب اتفاقية تم توقيعها بين البلدين عام 1902، وتمددت فيها إثيوبيا إبان نظام الرئيس السابق عمر البشير، عبر وسيلتين مختلفتين؛ أولهما، التغول المباشر في عمق 9 إلى 22 كيلومتراً بأراضي المنطقة، بعد إخلائها في عام 1995 من قبل الجيش السوداني، الذي كان مشغولاً في ذلك الحين بعدد من الحروب الداخلية في جنوب البلاد وشرقها. أما الوسيلة الثانية، فتمثلت بدخول مئات المزارعين الإثيوبيين إلى المنطقة، وزراعتها بمحاصيل مثل الذرة والسمسم وغيرهما، وذلك باستئجار الأرض من المزارعين السودانيين، أو أخذها عنوة تحت حماية مليشيا الشفتة، شبه الرسمية والتابعة لإقليم أمهرا المتاخم للحدود السودانية.
حاول الطرفان لمرتين فقط تحريك الأدوات الدبلوماسية بينهما لاحتواء أزمة الحدود
وبعد أن أكملت إثيوبيا سيطرتها على المنطقة، بات إقليم أمهرا يعتمد عليها كلياً في غذائه، وبالتالي زاد التمسّك الإثيوبي بها.
* تصاعد الاحداث
ولم يقف التوتر بين البلدين بل تصاعدت الاحداث مؤخرا حيث استدعت وزارة الخارجية السودانية، سفيرها لدى إثيوبيا للتشاور وتحديد خيارات السودان بشأن طي النزاع في إقليم تيغراي.
وأوضحت أن التحلي بالمسؤولية واستبشاع المعاناة الإنسانية الكبيرة في إقليم تيغراي يسوغان للسودان ولكل قادر على الفعل الإيجابي أن يبذل ما في الوسع من مساعدة.
قال بيان صادر عن وزارة الخارجية السودانية، إن إيحاء إثيوبيا بلعب السودان دوراً في النزاع وادعاء الاحتلال، هو استمرارٌ لما درجت عليه إثيوبيا من تجاوز الحقائق في علاقتها بالسودان.
وأوضحت أن ذلك ترويج مزاعم لا تملك لها سنداً، ولا تقوم إلا على أطماع دوائر في الحكومة الإثيوبية لا تتورع عن الفعل الضار لتحقيقها.
وأضافت أن اهتمام السودان بحل نزاع إقليم تيغراي هو جزءٌ من التزامه بالسلام والاستقرار الإقليمي، مشيرة إلى أنه لم تتوقف جهود السودان بحكم مسؤوليته، وسيواصل الدفع باتجاه إيجاد حل للنزاع في إثيوبيا.
* استدعاء سابق
المتابع للأحداث يجد أنه لم تكن هي المرة الأولي التي تجروء فيها الخارجية السودانية لاستدعاء سفيرها لدى اثيوبيا فقد سبق ان استدعته لمزيد من التشاور الداخلي عقب عدم تقدم المباحثات بين الطرفين وتواصل المناوشات علي الحدود وانقطاع التواصل الدبلوماسي الثنايء نهائيا علي جميع المستويات وتوقف الزيارات المتبادلةوعاد السفير الأثيوبي في الخرطوم بيتال امبرو الي بلاده ويري عدد من المراقبين ان استدعاء الخرطوم لسفيرها لدى أديس ابابا بسبب رفض مبادرة السودان لنزع فتيل الازمة
ومن هنا تبرز سمة تساؤلات هل الخرطوم فقدت الثقة فى اثيوبيا ا؟واعتبرتها محايدة ؟وتداعيات سد النهضة علي العلاقات .
* استبعاد التحليل
المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية بروفيسورصلاح عبد الرحمن الدومة في حديثه ل”ترياق نيوز ” استبعد ان يكون التحليل لاستدعاء الخرطوم لسفيرها بسبب رفض مبادرة السودان لنزع فتيل الازمة واصفا التحليل بالساذج مشيرا إلى أن المبادرة والوساطة هما حلول سلمية ليس الا وقال ليس بالضرورة واحد زائدا واحد يساوى اثنين مبينا إم هذا التحليل غير صحيح وقال الدومة في حديثه أن خطوة الخرطوم لاستدعاء سفيرها ليس بالضرورة في أنها فقدت الثقة في اثيوبيا . وعن تداعيات سد النهضة قال أنها بديهية لان كل طرف له رأي يتعارض مع الآخر مما يؤدى ذلك إلي فتور في العلاقات .
* نوع من الغموض
السفير الطريفي كرمنو قال ان العلاقات السودانية الاثيوبية مصابة ببعض الافات والغموض بالرغم من الجوار خاصة في قضايا الفشقةوالتغراي والقوات الاثيوبية وعن استدعاء الخرطوم لسفيرها دون توضيح الأسباب فيه نوع من الدبلوماسية يريد به أشغال الرأي العام بالتفكير وأضاف كرمنو بأن الثقة بين الطرفين موجودة لافتا الي ان الخرطوم استدعت سفيرها لتبحث معه القضايا مباشرة دون وسيط وعن تداعيات سد النهضة علي العلاقات قال ان اثيوبيا تعمل من منطلق القوة خاصة بعد رفضها للاتفاق وتساءل كرمنو لماذا ترفض اثيوبيا الاتفاق خاصة أنها نافورة أفريقيا وختم كرمنو حديثه قائلا لابد ان توافق اثيوبيا علي الاتفاق لكي لا تضرر أكثر من مليون نسمة في السودان