حلفا الجديدة : انتصار تقلاوي
تاور: فعّلنا قانون جرائم المعلوماتية وعقوبات رادعة تصل إلى(10) سنوات لمثيري الفتن في الوسائط
وجدي صالح : أنا ابن حلفا الجديدة وهذه النزاعات غريبة على مكون حلفا المتماسك
نصر الدين مفرح : الشباب صناع التغيير وثورة ديسمبر خير شاهد ويجب تسخير طاقاتهم نحو الأجدى
والي كسلا بالإنابة : نسعى لإقامة دولة القانون ومحاسبة كل المتورطين في النزاعات القبلية
منذ ستينبات القرن الماضي عندما اقتضت الظروف تهجير أهالي مدينة حلفا القديمة (الحلفاويون) إلى الموقع الحالي لمدينة حلفا الجديدة، ارتبطت المنطقة وأهلها بدواخل إنسانية كبيرة تستدعي قبول الواقع والانفتاح نحو حياة جديدة ، ومع مر الزمان وقيام مشروع حلفا الجديدة بدأت الجماعات القبلية تتوافد إلى المنطقة شيئًا فشيئًا من كل أنحاء البلاد لتتآلف مع المكونات القبلية المتواجدة في المنطقة حتى صارت بعد مدة من الزمان لوحة شكلت سودانًا مصغرًا دون تمييز أو ذكر الانتماء إلى جهة بعينها.
وبهذا التآخي المجتمعي عاش الناس بروح السلام، ولم يحدث ما يعكر صفو المدينة نهائيًا حتى حدث ما لا يحمد عقباه إثر واقعة لا ترقى الى حد الاقتتال بين النوبة والبني عامر واتخاذها ذريعة لأن يقتل بعضهم بعضاً .
هذه الواقعة وإن تكرر مشهدها على مستوى ولايات الشرق الثلاث طرحت عددًا من الأسئلة التي لم تجد جوابًا بمعنى هل هنالك جذور وخلافات متوارثة وممتدة بين المكونين وحتى طبيعة كل طرف تختلف عن الآخر جوهريًا ما يعني أن هنالك أطرافًا أخرى أرادت الاصطياد في المياه العكرة الأمر الذي كاد أن يحدث شرخًا وسط هذا المجتمع المتماسك لولا تحكيم صوت العقل وتدخل الإدارات الأهلية والقيادات المجتمعية والجهات الرسمية والمنظومة الأمنية لاحتواء الموقف بعد سقوط قتيل وحدوث خسائر كبيرة في الممتلكات ودفعت بجهود كبيرة لرأب الصدع وصولَا الى توقيع اتفاق (القلد)، وقف العدائيات لمدة شهرين لإتاحة الفرصة لبحث دواعي الخلاف ومحاسبة المتهمين في الصراع.
وحرصًا من القيادة العليا في المجلس السيادي واهتمامها بتماسك النسيج الاجتماعي بالبلاد عامة في ظل الوضع الذي تمر به البلاد كان لابد للبروفيسور صديق تاور أن يقود وفداً من القيادات المركزية والتوجه بهم إللا محلية حلفا الجديدة ومحاولة حث أطراف النزاع للعودة إلى ما كانوا عليه في السابق، ومع المكونات الأخرى وسبق هذه الخطوة الوصول إلى اتفاق للقلد لمدة شهرين.
حلفا الجديدة : انتصار تقلاوي
قاعة كلية الزراعة والموارد الطبيعية بحلفا الجديدة كانت محلا لإقامة احتفال توقيع القلد لطي صفحة الخلاف إلى الأبد بين النوبة والبني عامر الذي وقعه ناظر عموم قبائل البني عامر علي إبراهيم دقلل والهندي عبيد أبو رئيس مجلس تنسيق قبائل النوبة بكسلا وقع عن كيان النوبة وحضور كل الإدارات الأهلية بالولايات الشرقية الثلاثة.
تاور بدوره تسلم اتفاق القلد ودعا في كلمته للحاضرين الى أهمية وضرورة نبذ القبلية والجهوية وأن يخرج الاتفاق من إطار القاعة والورق الى أرض الواقع بالتعايش والتآخي وأن تتصافى النفوس ويجلسون مع بعضهم البعض وأن يؤدي كل شخص دوره في الحفاظ على النسيج الاجتماعي، وقال: يكفينا الصراعات والاقتتال والصراع في السودان وأن نوفر الطاقات ونتمنى أن نأتى إلى حلفا الجديدة لافتتاح مشاريع تخدم المواطن.
وأعلن تاور عن دعمهم لصيانة مستشفى حلفا التعليمي ودعم الشركة السودانية للتعدين بإعادة تأهيل مركز غسيل الكلى بحلفا . وكشف تاور عن تفعيل قانون جرائم المعلوماتية ورصد مثيري الفتن في الوسائط وأن هنالك عقوبات تصل إلى عشر سنوات بالسجن لكل مدان.
وجدي ميرغني عضو الوفد الزائر إلى حلفا الجديدة القيادي بالحرية والتغيير أمن على أهمية تسخير طاقات الشباب وتوجيهها نحو خدمة المجتمع بدلًا عن الاقتتال، وقال إن مدينة حلفا الجديدة لم تشهد منذ وقت بعيد ولا قريب أي نوع من هذه الصراعات وتعتبر دخيلة على مجتمع حلفا المتعايش المتسامح. وأشاد وجدي بدور الإدارات الإهلية منذ قديم الزمان كما للشباب دور في ثورة التغيير. وقال : إننا نريد أن نبني السودان بواسطة الفكر الواحد والتعاون والتوافق وسماع بعضنا للبعض، وأضاف أن طرفي النزاع هم ضحايا لأهداف وأعداء البلاد الذين لا يريدون للبلاد أن تستقر مستخدمين الوسائط بيئة خصبة لنشر الفتن والتحريض القبلي والمتضرر الأول هو المواطن.
وأثنى على دور لجان المقاومة والتغيير الفاعل في أحداث حلفا الذي ساهم في تقليل حدة النزاع.
نصر الدين مفرح وزير الشئون الدينية والأوقاف، أشار الى أنه وبعد الاطلاع على تقرير اللجنة الأمنية أن الشباب من عمر 18 عاماً الى 30 عاماً هم ضحايا النزاعات القبلية وأن السودان في الوقت الحالي بعد نجاح ثورة ديسمبر في حاجة ماسة الى الشباب وهم مستقبل السودان. وحمل مفرح النظام البائد تكريس القبلية والجهوية والتفرقة وأن %96 من الذين راحوا ضحية الصراع في الحروب الأهلية الإنسانية من الشباب، وأضاف أننا قمنا بالثورة لنبني ونحلم ببناء دولة ديمقراطية مدنية ترعى المصالح وصنع دستور يجمع أبناء الوطن الواحد.
وقال إن الذين يثيرون المشاكل يجب نصحهم والجلوس معهم للحوار واستشهد بعدد من الآيات والأحاديث الدالة على التعايش السلمي ونبذ الجهوية والقبلية .
ممثل النوبة : علينا أن نستأصل آفة القبلية والجهوية ونبذ النعرات
ممثل قبائل النوبة قال إننا شعب متسامح وإن النزاعات التي تحدث هنا وهنا هي جديدة على مجتمعنا المتماسك ويجب علينا أن نستأصل آفة القبلية والجهوية ونبذ النعرات ونسعى لبناء دولة متماسكة، وأكد أنه لا يوجد خلاف بين النوبة والبني عامر وأن الإشكاليات في السودان انعكست على المكونين ونحن فقط نعبر عنها مشيراً إلى أن انتشار القبلية والجهوية في السودان والتفرقة على أساس اللون والعرق والدين والجغرافية لها سلبياتها . وجدد بأن الشباب هم ضحايا للتعبئة عبر الوسائط.
وأضاف أننا وقعنا اتفاق سلام مع البني عامر يعيشه أبناؤنا في المستقبل وتعهد بعدم حدوث أي خلاف مع البني عامر ما دامت هنالك عزيمة لبناء سودان موحد.
ناظر البني عامر : ليس بيننا والنوبة أي عداء ونعيش في سلام منذ سنين
علي إبراهيم دقلل ناظر عموم قبائل البني عامر وجه رسالة الى الشباب بأن يكونوا رسلاً للسلام والمحبة مشيراً الى ان الخلافات التي تظهر على السطح بين النوبة والبني عامر جديدة ولا توجد خلافات متوارثة تدعو الى هذا الصراع.
وقال إننا نعيش في سلام منذ سنين عددا وليس بيننا والنوبة عداء ونرسل وعداً لحكومة السودان والمجلس السيادي بعدم تكرار مثل هذه الأحداث، ونادى دقلل مختلف الإدارات الأهلية بأن يكون دورها لخدمة مجتمعاتها وأن تعود إلى سابق عهدها.
والي كسلا المكلف بالإنابة أرباب محمد الفضل ، طالب بمحاسبة المخالفين والضالعين في الأحداث وأن يأخذ القانون مجراه وقال إننا نسعى لإقامة دولة القانون التي يجب احترامها، مشيرًا الى أن أي شخص يريد أن ينفذ القانون إنابة عن الدولة لا يحترم القانون.
ودعا أرباب إلى التعايش بسلام وسط المجتمعات وإتاحة الفرصة للدولة لخدمة رعاياها وعدم شغلها بمثل هذه الاشكاليات وصرفها عن مهامها الأساسية وتسخير كل الجهود لحفظ الأمن.
وجدد أننا كحكومة ولاية نعمل في حفظ أمن الواطن ويجب ترك مثل هذه الإشكاليات التي لا تفيد والتي وصفها بالبشعة.