تزايد حالات الإختفاء القسري للفتيات في الخرطوم ـ بينهن قاصرات

تقرير ـ دروب : ترياق نيوز
كشف متطوعون بولاية الخرطوم عن اختفاء 16 فتاة، بـ”أمبدة وجنوب الحزام” خلال الفترة الماضية، بينهن قاصرات وسط اتهامات لقوات الدعم السريع بالتورط في خطف وإخفاء الفتيات بغرض الحصول على المال أو الاغتصاب.
وشهدت العاصمة السودانية الخرطوم في الأشهر الأخيرة تصاعدًا في حالات الاختفاء لعدد من الفتيات القاصرات، خصوصا في محلية الخرطوم، وجنوب الحزام وأمبدة، حيث تتراوح أعمار المفقودات بين 16 و18 عاما.
وأكد المتحدث الرسمي باسم غرفة طوارئ جنوب الحزام، أحمد فاروق لـ”دروب” تسجيل 11 حالة اختفاء لفتيات والنساء أغلبهن قاصرات، مبينا ان آخر حالة اختفاء كانت لمنال عبد الله 17 سنة، اختفت يوم 28 فبراير الماضي، وحتى الآن لم يتم التعرف على مكان اختفائها”.
وأشار إلى أن الوضع في جنوب الحزام يزداد سوءًا، مع تزايد حالات اختفاء الفتيات بصورة مقلقة خلال الأيام الماضية.
ويضيف فاروق “ما يحدث في جنوب الحزام ليس صدفة، وإنما هناك جهات متورطة فيه”.
وتابع: “التقارير التي وصلتنا تؤكد وجود حالات اختطاف بغرض الابتزاز، والاغتصاب وأن بعض الفتيات المحتجزات يتعرضن لاستغلال وانتهاكات خطيرة”.
وأكد أنه حتى الآن لم يتم التعرف على أماكن احتجاز الفتيات، مشيرًا إلى تواصل غرفة الطوارئ مع جھات حقوقية لكنها تأتي بنتائج ملموسة، وفق قوله.
وحذر المتحدث باسم غرفة طوارئ جنوب الحزام، الأسر من انتشار ظاهرة اختطاف الفتيات، داعيًا إلى مراقبة تحركات بناتها حتى لا يتعرضن لمحاولات اختطاف وابتزاز.
وطالب الجهات المسؤولة والمنظمات الحقوقية بالتدخل بأسرع وقت للمساعدة في إيقاف توقف الجرائم والكشف عن مصير المفقودات”.
ومنذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا لعدد من الفتيات والنساء المفقودات مرفقة بأرقام هواتف عائلاتهن.
وكانت الشبكة الإقليمية لنساء القرن الإفريقي “صيحة” قد كشفت عن تسجيل 236 حالة اختفاء لنساء وفتيات منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
اماكن احتجاز مجهولة
من جهته أكدت عضوة بالمكتب النسوي لغرفة طوارئ أمبدة لـ”دروب” تسجيل 5 حالات اختفاء في الأشهر الماضية.
وقالت العضوة التي فضلت حجب اسمها لدواعي أمنية إن المكتب عجز عن الوصول إلى الأماكن التي يتم احتجاز الفتيات فيها رغم الاتصالات المتكررة مع جهات عدة”.
وأشارت إلى أن الجهة المتهمة باختطاف الفتيات هي قوات الدعم السريع، لأنها تسيطر على المنطقة منذ اندلاع الحرب.
وخلال الفترة الماضية، لاحقت قوات الدعم السريع اتهامات بارتكاب انتهاكات واسعة في حق المدنيين في الخرطوم شملت القتل والنهب والاختفاء، وفي الأيام الماضية زادت هذه الانتهاكات بعد التقدم الذي أحرزه الجيش السوداني في أجزاء واسعة في العاصمة الخرطوم.
كذلك أكد عضو مكتب غرفة طوارئ الخرطوم عبد الرحمن درملي لـ”دروب“، وقوع عدد من حالات الاختفاء لعدد من النساء والفتيات في محلية الخرطوم.
وأشار إلى عدم وجود حصر لحالات الاختفاء في الوقت الحالي، بسبب المضايقات التي يتعرض لها أعضاء غرفة الطوارئ.
واتهم قوات الدعم السريع بالتورط في خطف وإخفاء الفتيات من أجل الحصول على المال “فدية”، أو بغرض الاغتصاب وأخذهن سبايا.
وأشار إلى تواصلهم مع الصليب الأحمر للمساعدة في إعادة الفتيات المختفيات إلى ذويهم لكنه لم تفلح في ذلك.
وكانت المجموعة السودانية لضحايا الاختفاء القسري أكدت ارتفاع حالات اختفاء الفتيات بشكل غير مسبوق خلال فترة الحرب، حيث شهد العام الأول من الحرب اختفاء 149 فتاة من بين 1,140 حالة اختفاء قسري وثّقتها المجموعة”.
كما أكدت عدة منظمات إنسانية وأممية، في تقارير سابقة أن الصراع في السودان تسبب في تزايد حالات اغتصاب نساء وفتيات، بعضهن بعمر 12 عاما، واختطافهن.
كما أشار فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، سابقا إلى وجود تقارير موثقة عن عمليات اغتصاب طالت نساء وفتيات في السودان.