استعراض ملامح عامة حول رواية ( نمر الكندو) .. للكاتبة السودانية عفاف أبو كشوة
تلخيص : رواية نِمْر الكِندو
___________
الكاتبة: عفاف أبوكَشَوَّهْ
__________
الناشر : دار عزة للنشر والتوزيع
_________
الإهداء
______
إليكُن .. نساءَ الأرضِ قاطبةً
وإلى المرأةِ السودانيَّةِ على وجه الخصوص
وإلى اللواتي اكتوينَ..
بنيران الانتهاكات
من تنمُّر، وتحرُّش، واغتصابات…
لا بُدّْ يوم باكِر.. يبقى أخَيْر…!!!
حلقت الرواية حول،المكان،الزمان،والتاريخ والحقوق وجدلية الحب والثورة.. إتساقا مع معركة الوعي عبر سلسلة محطات ومعارك، متداخلة ومتراصه، بدءا من رحيق الأمكنة ،ومرورا بعبق التاريخ ، حقوق المرأة، الحب والثورة ،معركة الوعي ،نمر الكِندو ، وإنتهاء بالنفق المظلم و بؤرة ضوء .
حكاية رواية ( نمر الكندو )، أقرب للواقع من الخيال، ومستمدة من مواقف وتحديات كثيرة، تعرضت لها المرأة السودانية، تعكس من خلالها تجاربها داخل المجتمع السوداني.
تناولت الرواية الإنتهاكات ضد المرأة والفتيات،التي واجهتها المرأة السودانية عبر التاريخ الحديث، وعالجت الصراع بين المجتمع التقليدي والمتحضر من جانب، وإزدواجية المعايير التي إنعكست في سلوكيات ومواقف بعض الناشطات اللاتي، ينتهكن حقوق رصيفاتهنّ .
إختيار عنوان الرواية تحت إسم (نمرالكندو) الذي يمثل أحد (خيوط الزار) الشهيرة وأكثرها شراسة،والتي ظلت محفورة في الذاكرة الجمعية للمجتمع السوداني عامة والنساء على وجه الخصوص،حيث يحمل العنوان إيحاءات رمزية ،تجسد رؤية نقدية في قالب ساخر تناولت أربعة حكايات مثيرة للجدل.
(بين الحقيقة والانتهاكات والطرفة).
دعونا نتعرف على حكايات أربعة نمور..
أيهما أفتك؟
وأيهما النمر الأشرس؟
النمر القابع وراء قفص الجمجمة في المخ؟
أم النمر المخفي بين الضلوع في القلب؟
أم النمر المفترس في العقل الباطن؟
أم النمر الحر الطليق في الغابة؟
أربعة نمور خطيرة، واثنان منها، لا تسمع لهما زئير ..!!
بل تسمع أنينا صامتا من فرائسهن
أربعة نمور تفتك بالمرأة دون الرجل !!.
استدعت الرواية احتدام الصراع بين الناشطات، وأسرهنّ، داخل البيوت من جانب، وعادات وتقاليد المجتمع، من جانب آخر.
تغذت وتشبعت الرواية من إبداعات المنتوج الفكري، والسياسي والأدبي، لكوكبة من القادة والمفكرين السودانيين، في مختلف ضروب الإبداع الخلاق، من الذين تركوا بصماتهم مضيئة على جدار تاريخ السودان الحديث.
وسط هذا العبق (الأمدرماني) العتيق الجميل المدوزن بأنفاس أهل أم درمان، وطيبتهم وأصالتهم .
ولدت بطلة الرواية
(أم دلال بت الخدر)، تربت وشبت عن الطوق، ونشأت بين أحضان حي الموردة العتيق ،ونمت بذرة الوعي لدى أم دلال ورصيفاتها، وتطورت تدريجيا من داخل الأسرة، وامتدت إلى المجتمع الكبير.
غاصت الرواية في أعماق العادات والتقاليد ، وعالجت بعض التناقضات مثل الثقافة الذكورية، التي تميز الرجل عن المرأة في الحقوق والواجبات، والمهام التي تبتسر حقوق المرأة الاجتماعية، وتحصرها في دور الزوجة، والأم، وربة المنزل.
وإزدواجية المعايير عند بعض الناشطات اللاتي يمارسن الإنتهاكات ضد رصيفاتهن من الناشطات.
كما عكست الرواية معركة الوعي التي خاضتها المرأة السودانية، خلال فترة الثمانينات ، وتأثير الفكر الإشتراكي التقدمي، في رفع معدلات الوعي وسط النساء والشباب والطلاب، من خلال حضور الفعاليات، والندوات وكافة الأنشطة التطوعية الإجتماعية، والثقافية المتنوعة التي يقدمها (اتحاد الشباب) و (الاتحاد النسائي السوداني) ( الجبهة الديموقراطية ) وسط الطلاب في العطلات الصيفية ، في إطار العمل المشترك بينهم بأحياء أم درمان المختلفة، والتي كانت (قبلة الأنظار)التي جذبت إليها قطاعات وشرائح واسعة من المجتمع الأمدرماني ، وجعلت معظم الفتيات والنساء يلتحقنّ بهذه المنظومات النسائية ،والشبابية والطلابية .
استعرضت الرواية بعض بنود قانون النظام العام، سيء السمعة الذي وضع على أيدي جماعة الإسلام السياسي – الأخوان المسلمين (الكيزان) في ظل نظام الإنقاذ البغيض.
الذي كبل حركة المرأة داخليا وخارجيا، وحظر نشاطها العام، وإغلق دور التنظيمات النسائية السياسية، والمنظمات الحقوقية، التي ظلت أبوابها مشرعة، لدعم ومناصرة النساء اللاتي يتعرضن للعنف من قبل شرطة النظام العام.
الكاتبة : عفاف أبوكشوه صحفية وناشطة حقوقية
ھاااام : استجابة لطلب بعض الأصدقاء والزملاء الصحفيين