ثوار السودان يتحدون افرازات الحرب ويحتفون ب 19 ديسمبر
يحتفلون بذكري 19ديسمبر عبر مواقع التواصل الاجتماعي
ديسمبر….رمزا لامل والطموح
متابعات : امتثال سليمان عبدالفضيل
في ظل الحرب الدائرة في السودان، احتفل ثوار ديسمبر بالذكرى الخامسة للثورة بطريقة رمزية وافتراضية، متجاوزين قيود الحرب والعنف، حيث لجأوا إلى منصات التواصل الاجتماعي لاحياء الذكري في 19 ديسمبر من كل عام، يقف السودانيون إجلالاً واحتراماً لذكرى إحدى أعظم المحطات في تاريخهم الحديث: ذكرى انطلاق ثورة ديسمبر المجيدة، التي جسّدت تطلعات الشعب السوداني نحو الحرية والسلام والعدالة. هذه الذكرى ليست مجرد تاريخ يُحتفى به، بل هي رمز لمرحلة فاصلة في تاريخ السودان، حيث قرر الشعب كسر قيود الظلم والاستبداد والمطالبة بحقه في بناء وطن يعبر عن طموحاته وآماله.
وفي ذلك اليوم التاريخي من عام 2018، كانت الشوارع والميادين في مدن السودان المختلفة شاهدة على الإرادة الشعبية الجبارة التي لم تعرف الخوف أو التردد. كان صوت الشعب السوداني يعلو على كل القيود والقمع، مطالباً بتغيير شامل يمحو سنوات من القهر والتهميش والفساد. قاد الشباب، بدعم من مختلف فئات المجتمع، هذه الثورة العظيمة بشعاراتهم الواضحة والقوية: حرية، سلام، وعدالة. هذه الشعارات لم تكن مجرد كلمات تُردد، بل كانت تعبيراً عن مطالب جوهرية وحلم بوطن يحترم كرامة مواطنيه ويوفر لهم الحياة التي يستحقونها
الحرب
الحرب التي اندلعت في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023 ألقت بظلالها الثقيلة على إرث ثورة ديسمبر وآمال السودانيين في بناء دولة الحرية والعدالة. هذه الحرب شكلت تحديًا جديدًا أمام تحقيق أهداف الثورة وزادت من تعقيد المشهد السياسي والإنساني في البلاد.
. تفاقم المعاناة
زادت الحرب من معاناة المواطنين، حيث ارتفعت معدلات النزوح الداخلي واللجوء إلى دول الجوار، مع انهيار الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم والخدمات الاساسية
تحقيق اهداف
امتدت الثورة السودانية لأشهر، واجه خلالها الشعب أعنف أنواع القمع، حيث قُدم الشهداء الذين روت دماؤهم الطاهرة أرض السودان، وتعرض الكثيرون للاعتقال والتعذيب. ومع ذلك، لم تتوقف المسيرة، بل كانت كل محاولة لقمع الثورة تزيدها اشتعالاً وإصراراً على تحقيق أهدافها.
اعتصام القيادة
قال الثائر ابراهبم سيد احمد ان ما يميز ثورة ديسمبر السودانية هو السلمية التي تمسّك بها الثوار رغم القمع الوحشي. كانت الهتافات تنبعث من قلوب الشعب، رافضة العنف والكراهية، ومؤكدة على قيم التعايش والسلام. ومن بين اللحظات الخالدة في هذه الثورة، اعتصام القيادة العامة في أبريل 2019، الذي أصبح رمزاً للوحدة الوطنية، حيث اجتمع السودانيون بمختلف أعمارهم وخلفياتهم في مساحة واحدة، يهتفون من أجل وطن موحد وحر.
روح الثورة
وواصل في حديثه ان اليوم، ونحن نستذكر هذه الثورة المجيدة، نتذكر التضحيات العظيمة التي قدمها الشهداء والجرحى والمفقودون، ونعاهد أنفسنا أن تظل روح الثورة حية في قلوبنا. ثورة ديسمبر ليست مجرد حدث تاريخي، بل هي درس في الصمود والتكاتف والإصرار على التغيير، درس يُلهم الأجيال الحالية والمستقبلية لبناء سودان جديد.
طريق الحرية
واضاف ابراهيم إن حنبنيهو لم تكن مجرد شعار، بل هي التزام لكل سوداني بأن العمل والتكاتف هما السبيل لبناء سودان حر وديمقراطي. ذكرى الثورة هي فرصة لتجديد العهد بأن تظل القيم التي نادت بها الثورة نبراساً في حياتنا: الحرية الحقيقية، العدالة الشاملة، والسلام المستدام.المجد للشهداء الذين رسموا طريق الحرية بدمائهم، والتحية لكل من شارك في هذه الثورة العظيمة، والتأكيد على أننا لن نتراجع حتى نحقق حلم السودان الذي يليق بشعبه العظيم.
التحديات
الثورة السودانية تواجه اختبارًا صعبًا في ظل الحرب. تحقيق أهدافها في الحرية والسلام والعدالة بات يتطلب مواجهة تحديات أعمق، أبرزها إنهاء الصراع العسكري، وإعادة بناء الدولة على أسس مدنية ديمقراطية.رغم الظروف القاسية، يظل إيمان السودانيين بثورتهم دافعًا نحو مستقبل أفضل.رغم الحرب الدامية، أثبت ثوار ديسمبر أن روح الثورة لا تزال حيّة. الاحتفال بالثورة في ظل هذه الظروف كان تعبيرًا عن التمسك بمبادئ “حرية، سلام، وعدالة”، ورسالة قوية بأن الشعب السوداني لن يتراجع عن مطالبه، حتى في أحلك الأوقات.