بورتسودان – علي الأسباط
أجبرت ظروف الحرب عدد كبير من السودانيين على الهجرة نحو رحلة الشتات، ضاربين الصحاري وتحديداً صحراء المثلث التي تربط السودان وليبيا ومصر من أجل البحث عن ملاذات جديدة في دول الجوار، خصوصاً ليبيا للانطلاق منها باتجاه الهجرة غير الشرعية إلى دول أوروبا المختلفة.
ويواجه مئات الفارين من ويلات الصراع المسلح مخاطر في رحلة فرارهم تحت قبضة شبكات تهريب البشر عبر الحدود السودانية الليبية والمصرية بحثاً عن الأمان والاستقرار.
ونتيجة لهذه الأوضاع تزايدت بصورة غير مسبوقة أعداد الوفيات، واستقبلت مشارح المستشفيات عشرات الجثامين لأشخاص لقوا حتفهم بسبب ضربات الشمس والعطش وحوادث مأسوية أثناء محاولة وصولهم إلى مصر.
أهوال الرحلة
يقول صافي الدين حسن لـ (ترياق نيوز) إن “عملية التهريب في رحلة برية شاقة قد تستغرق ما بين ثلاثة إلى أربعة أيام، لكنها قد تطول بحسب ظروف الطريق ونشاط دوريات حرس الحدود.
وأضاف : تكلف الرحلة للفرد الواحد ما بين (400 و 500 ألف جنيه سوداني، وهي أقل بقليل من قيمة تذاكر الطيران، على رغم المشقة والمخاطر الهائلة على طريق وعر وقاحل وعلى ظهر سيارات (البكاسي) المكشوفة ومن دون حماية حيث يتم ربط المسافرين بالحبال على جسم العربة لحمايتهم من السقوط أثناء الرحلة، ووسط أجواء صحراوية شديدة الحرارة مرتفعة القيظ وشمس حارقة.
وتابع : يتحرك المهربون قبل العصر بقليل ولا يتوقفون إلا بعد منتصف الليل في استراحة محددة وسط الجبال والصخور.
أهداف مستقبلية
من جهتها تقول، مواهب الأمام لـ (ترياق نيوز) : لدخول ليبيا لا بد من عبور صحراء المثلث وتضاريسها من جبال وصخور وكثبان رملية، فضلاً عن صعوبة حركة المركبات بين المرتفعات والغوص في الرمال، مما يحتم في كثير من الأحيان السير على الأرجل لمسافات طويلة، إضافة إلى أعطال السيارات.
وأضافت : الأسر في الصحراء تعاني حد الكفاف من جوع وعطش وأشعة الشمس الملتهبة، مما يؤدي إلى نصب ما يستظلون به من أمتعتهم الخاصة.
وتابعت : معظم النازحين يتحملون تلك الصعاب من أجل الوصول إلى أهدافهم بعبور البحر الأبيض المتوسط ودخول أوروبا.
مخاطر عديدة
من جهته يرى الباحث الاجتماعي منتصر عبد الجليل أن “طول أمد الحرب وعدم وجود مؤشرات لحل يوقفها أدى إلى حركة نزوح واسعة للنازحين واللاجئين لدخول دول الجوار دون ترتيبات، مما جعلهم عرضة لمخاطر عديدة.
وأضاف أن “رحلات العبور إلى دول الجوار أدخلت المواطنين في أزمة جديدة بإجبارهم على قطع الحدود البرية وقطع الصحارى وتحمل مشاق الرحلات الطويلة بحثاً عن الأمان الذي افتقدوه في وطنهم، وبات مصيرهم مجهولاً على رغم إرادتهم القوية ببلوغ هدفهم بالعبور إلى أوروبا.
وتابع : هذا الأمر سيكلفهم كثيراً حتى بالنسبة لدخول ليبيا ومن ثم عبور البحر الأبيض المتوسط، إلى جانب أن ليبيا تعاني أوضاعاً اقتصادية هشة، لذا فإن فرص العمل بها محدودة، إضافة إلى أن دول الجوار دفعت ثمن هذا التدفق.