تقارير

الأطفال يدفعون فاتورة الحرب في السودان

غرب كردفان – النهود – حسام حامد

 

 

Oplus_131072

 

   على رغم مضي “17” شهراً من اندلاع الحرب في السودان وعدم وجود أفق لحل يوقفها، أصبحت حياة جيل من الأطفال وتعليمهم ومستقبلهم على المحك نظراً إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية وتفشي الأمراض والمجاعة.

وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” فإن هناك 19 مليون طفل خارج المدرسة بسبب المصير المجهول للعام الدراسي، كما لم تصرف رواتب المعلمين لأشهر عدة، مما يعرض السودان لخطر كارثة جيل.

تسريب واتجاه لسوق العمل

ونتيجة لإطالة أمد الصراع المسلح والظروف القاسية اضطرت عدد كبير من الأسر النازحة إلى دفع أطفالها دون سن الـ “18” إلى الانخراط في مهن هامشية من أجل توفير لقمة العيش لها، نظراً لما تمر به من وضع كارثي في ظل توقف الدعم الحكومي والمساعدات الإنسانية، فضلاً عن ارتفاع الأسعار في السلع الضرورية.

تأثيرات بالغة

يقول المواطن بابكر بشير إن “أطفاله في مدينة النهود بولاية غرب كردفان اضطروا لترك مقاعد الدراسة مبكراً واتجهوا لسوق العمل لمساعدة الأسرة، وهو ما يهدد مستقبلهم التعليمي ويؤدي إلى ظهور أزمة جديدة تتمثل في انتشار الجهل وسط المجتمع السوداني.

وأضاف : هناك آثار سالبة للحرب على شريحة الأطفال ويكفي حرمانهم من العيش بشكل طبيعي في الحياة، فضلاً عن أنها لعبت دوراً كبيراً في حرمانهم من حقوقهم الطبيعية في ما يتعلق بوضعهم الصحي والتعليمي.

وتابع : لها تأثير بالغ أيضاً في الصحة النفسية والعقلية بسبب النزوح وفقدهم للمأوى والانفصال عن الأشخاص المقربين الذين تربطهم بهم علاقات اجتماعية قوية.

أمراض سوء التغذية

أسهم انعدام الغذاء وتمدد المجاعة في ولايات عديدة داخل السودان إلى انتشار أمراض سوء التغذية الحاد وسط الأطفال، مما خلف وفيات، لا سيما في ظل توقف المساعدات الإنسانية التي قادت النازحين إلى أوضاع كارثية، إضافة إلى تعطيل السيول والفيضانات دخول شاحنات الإغاثة للمناطق التي تشهد نزاعات مسلحة.

من جهة أخرى حذرت ثلاث وكالات تابعة للأمم المتحدة من تدهور كبير في تغذية الأطفال وأمهاتهم في السودان، داعية إلى تحرك عاجل.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي في بيان مشترك، إن “حياة الأطفال السودانيين معرضة للخطر وهناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية جيل كامل من سوء التغذية والمرض والموت.

معاناة أطفال السرطان

وبسبب الحرب وتداعياتها يعيش الأطفال مرضى السرطان واقعاً مؤلماً وحالة من اليأس والقلق على الوضع الصحي نتيجة النقص الحاد في العلاج الكيماوي والارتفاع الكبير في أسعار الجرعات، فضلاً عن توقف المراكز الخاصة لعلاج الأورام في العاصمة الخرطوم ومدينة ود مدني بولاية الجزيرة.

وقال وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم إن “هناك صعوبات في العلاج الإشعاعي للأورام، إذ لا يوجد إلا مركزان أحدهما في مدينة مروى الطبية والآخر في مدينة شندي يعمل بصورة جزئية.

وأضاف أن “خروج مستشفيي الخرطوم وود مدني للأورام أحدث شللاً كبيراً في خدمات هذا التخصص داخل البلاد، وبخاصة العلاج الإشعاعي، بينما توجد سبعة مراكز تقدم العلاج الكيماوي موزعة على عدد من الولايات.

زر الذهاب إلى الأعلى