( سنجة) مأساة جديدة.. جدل حول ( المنتصر ) .. واتفاق على كارثة المواطن و(٤) تحديات تواجه النازحين الجدد !
سنجة _ ترياق نيوز : عبدالباقي جبارة
أمس الاربعاء ٢٩ يونيو ٢٠٢٤م كان يوما طويلا ومظلما على مواطني ولاية سنار ، حيث في الوقت الذي يجلس فيه قائد القوات المسلحة الفريق اول عبد الفتاح البرهان رفقة كبار الضباط وسط الجنود بمدينة سنار وهم يلتهمون الوجبات الشعبية ويحتسون الشاي بمشاركة الجنود كسرا ل ( البرتكول) ، وهي رسالة تطمئنية للمواطن بأن الاوضاع تحت السيطرة بعد سيطرة قوات الدعم السريع على محور جبل مويه حوالي ٣٠ كلم جنوب مدينة سنار في ذات الوقت كان الهدف من الرسالة رفع الروح المعنوية للجنود المقاتلين في الخطوط الامامية، وضجت على إثر ذلك المواقع الاسفيرية الداعمة للجيش بعبارات تشجيعية اصبحت محفوظة ( امن يا جن. جيش قوقو اخضر) وتمجيدا لقائد الجيش البرهان والثناء على تواضعه، وفي ذات الوقت تتخلل هذه الفرحة من بعض العقلاء تحذيرا بأن لا يكثر الناس من الفرح، لأن العواقب غير مضمونة ومنهم من استدعى التطير أي التشاؤم بأن أي زيارة يقوم بها البرهان لاي مدينة أو ولاية الا وحلت بها كارثة..
*مزحة ساخرة تتحقق على الفور*
من خلال مجمل الصور التي ألتقطت لقائد الجيش عبدالفتاح البرهان وهو يتناول وجبة شعبية بمشاركة الجنود ( فتة عدس) هنالك لقطة اخذت للبرهان اثناء فتح فمه وهو يلتهم ( الفتة) بينما انتقد البعض بأن نشر مثل هذه الصور في القيادة غير مناسب ، علق احدهم ساخرا وهو يعبر بلسان البرهان قائلا : ( اكلوا سريع سريع قبل ما الدعامة يكبسوا) أي يصلونا.. وقد كان…
*اجتياح سنجة*
قبل ما يهنأ انصار الجيش بصور قائدهم المنتشرة في الوسائط وهو وسط جنوده ب سنار بدأت الاخبار تتواتر باجتياح الدعم السريع لمدينة سنجة ٧٠ كلم جنوب سنار بين مصدق ومكذب
حتى تصدرت المشهد صور نزوح المواطنيين من مدينة سنجة وخروجهم افرادا وجماعات لوجهات مختلفة، ثم تأتي فيديوهات لقيادات بارزة في الدعم السريع مثل ( كيكل والبيشي) من داخل مكاتب قيادة الفرقة ١٧ ثم امانة الحكومة ومكتب الوالي.. في المقابل اجتهد الاعلام المناصر للجيش في تكذيب هذه الاخبار والتقليل من قيمة هذه الفيديوهات وبعضهم قال انها تم اعدادها للدعاية الحربية، وذهب البعض بعد أن اقر بدخول الدعم السريع ل سنجة لكن قال بأن القوات المسلحة وقوات العمل الخاص والمستنفرين استطاعوا اعادة المدينة بصورة سريعة وصدرت بعض البيانات نسب احدها للناطق الرسمي باسم القوات المساحة العميد نبيل عبدالله وجاء فيه بأن الوضع في سنجة تحت السيطرة، وكذلك بيان من هيئة الاركان يهنئ خلاله صمود جنود القوات المسلحة في الفرقة ١٧ سنجة .. ثم تتجدد فيديوهات الدعم السريع بتأكيد السيطرة الكاملة صبيحة اليوم الثاني.. ويؤكد شهود عيان بأن قوات الدعم السريع بسطت سيطرتها الكاملة على المدينة ونصبت ارتكازات في مداخل المدينة.. ثم تأتي اتهامات للطابور الخامس بأنه عمل على مساعدة الدعم السريع..
*الحقيقة المتفق عليها*
وبينما يستمر الجدل حول من يسيطر على مدينة سنجة وتباين الاراء حول الاوضاع في ولاية سنار ، بأن كارثة اثار الحرب تجسدت في الاهالي العزل بالكامل حيث ظلت تشهد منطقة سنجة وما جاورها موجة نزوح لم يسبق لها مثيل، بينما تتكدس السيارات الخاصة وسيارات النقل في كبري الدندر وحسب شهود عيان بان عبور الكبري فقط يحتاج لاكثر من ساعتين هؤلاء للمواطنين الذين يرغبون في النزوح شرقا نحو ولاية القضارف.. بينما شوهدت الاسر تزحف افرادا وجماعات باتجاهات مختلفة وبينهم اصحاب الحاجة الذين لا يتحركون الا عبر حملهم على كراسي المعاقين حركيا وكذلك تشاهد من يحمل والده المسن او المريض على كتفه والمحظوظ، من يملك ( كارو تجرها دابة) وسيلة نقل محلية، هذه المشاهد يعبر عنها شهود عيان مستقلون واعلاميون استقر بهم المقام في تلك المناطق عندما نزحوا لها من مدني وقبلها الخرطوم وحينها كانت اكثر المناطق امنا..
*تحديات جديدة للنازحون الجدد*
ابرز التحديات التي تواجه المواطنين الذين كتبت عليهم الاقدار النزوح من ولاية سنار الى وجهات اخرى وخاصة من مدينة سنجة هي التحدي الامني لأن تمدد الحرب لاجزاء كثيرة في السودان اصبحت خيارات النزوح ضيقة للغاية واصبحت اي منطقة يتم النزوح اليها قد تصلها الحرب قبل يتم استقرار النازح فيها بشكل كامل، ايضا مخارج ولاية سنار للنزوح لمناطق امنة محدودة للغاية حيث ولاية سنار بالكامل اصبحت حزام عمليات من كل الاتجاهات، والامر الذي يزيد الوضع تعقيدا هو فصل الخريف وهذه الولاية وما حولها معروفة بغزارة الامطار ابتداءا من شهر يونيو وحتى اكتوبر، وكذلك الارض طينية والطرق تصبح وعرة للغاية واما الطرق المسفلتة اصبحت تحت سيطرة القوات المتحاربة وخاصة قوات الدعم السريع.. المعضلة الكبيرة ستكون في المناطق التي يتم النزوح اليها مثل ولاية القضارف او النيل الازرق والابيض رغم انها مهددة في أي لحظة بدخول الدعم السريع اليها لكنها ايضا ليس لديها طاقة استيعابية لنازحين جدد وهي اصلا ضاقت بما رحبت بالاعداد الكبيرة التي نزحت اليها من ولاية الجزيرة ومن قبلها ولاية الخرطوم.. فبالتالي يصعب التكهن بمٱلات ما تؤول اليه اوضاع النازحين الجدد..