ترياق نيوز _ تقرير : عبدالباقي جبارة
احسان عبدالعزيز : الاعلان خطوة هامة لايقاف الحرب ولهذا السبب حمدوك لم يوقع باسم ” تقدم ”
الوطني الاتحادي : اغلب نقاط الاعلان هي رؤيتنا وهذه المسألة مكانها المؤتمر الدستوري
وقّع رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”، د.عبدالله حمدوك، وقائد حركة تحرير السودان، عبدالواحد نور، امس الاول السبت، “إعلان نيروبي”، الذي ينص على تأسيس دولة علمانية ومنظومة عسكرية وأمنية جديدة.
وجرى توقيع الإعلان في العاصمة الكينية نيروبي بعد مباحثات استمرت يومين، وفقًا لنص الاتفاق.
ونصَّ الاتفاق، الذي اطلعت عليه ” ترياق نيوز “، على “العمل من أجل المعالجة الشاملة للأزمات التراكمية عبر عملية تأسيسية ترتكز على مبادئ وحدة السودان، التي تقوم على أساس الوحدة الطوعية لشعوبه، والحكم الديمقراطي اللامركزي.
تأسيس دولة علمانية غير منحازة وتقف على مسافة واحدة من الأديان والهويات والثقافات وتعترف بالتنوع وتعبر عن جميع مكوناتها بالمساواة والعدالة .
ردود فعل متباينة صدرت من المراقبين للمشهد السوداني وكذلك الرموز الفاعلة في المشهد السياسي السوداني حول هذا الاعلان، محمد حمد سعيد الامين العام للحزب الوطني الاتحادي في تصريح خاص ل ” ترياق نيوز ” يقول : الاعلان الذي تم في نيروبي بين الدكتور عبدالله حمدوك بصفته رئيس مجلس الوزراء السابق والسيد عبدالواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان بحضور السيد عبدالعزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية شمال بتنسيق من الحكومة الكينية واشراف الرئيس الكيني وليم روتو اولا نعتبر هذا الاعلان وهذا اللقاء مهم جدا خصوصا في هذه الظروف المعقدة التي يمر بها السودان وفي مثل حل حالة الحرب هذه يعتبر اضافة نوعية في توحيد الجهود لوقف الحرب ما جاء في الاعلان في الفقرة الاولى والثانية والثالثة يصب في الدعوة لوقف الحرب ومناشدة الطرفين المتحاربين لتنفيذ ذلك وخاصة الدعوة لتسهيل عملية المجال الانساني وفتح المسارات ووقف اطلاق النار بهدنة او وقف دائم وحماية العاملين في مجال الغوث الانساني كل هذه النقاط نحن في الوطني الاتحادي تطابق مع رؤانا ونؤيد ذلك وندعمه ، اما جاء في الفقرة ٤ ألف وباء وجيم وهاء وزاي ايضا نؤيد ذلك ما عدا الفقرة دال والتي تقول : تأسيس دولة علمانية غير منحازة هذا البند يحتاج لمناقشة عبر المؤتمر الدستوري والحوار السوداني السوداني وهذا الموضوع له حساسية لذلك يحتاج لنقاشات تفصيلية، الفقرة خمسة وستة نتفق معها تماما، ومن الملاحظ حضور عبدالعزيز الحلو دون يوقع مع الطرفين بل وقع مع عبدالواحد نور نثمن حضوره جدا، واللقاء الثلاثي في حد ذاته يشير الى مشروع كبير يقوده حمدوك باعتباره رئيس سابق للوزراء ورئيس ” تقدم ” وهذه اشارات سياسية اخرى وهذا الدور الذي يمكن يلعبه يقود لوقف الحرب والسلام الشامل.
هنالك ملاحظة مهمة في هذا اللقاء الا وهي الدعوة لسودان موحد والدعوة لتقرير المصير نحن لا نؤيد طرح مسألة تقرير المصير بل نؤيد وحدة السودان ارضا وشعبا ولن نوافق على طرح موضوع تقرير المصير الذي اوردنا المهالك في اتفاقية ” نيفاشا” .
القيادية بالحركة الشعبية الجبهة الديمقراطية احسان عبدالعزيز قالت : ل” ترياق نيوز ” حول _ أثر هذا الاتفاق على الراهن السياسي.. قالت : يعتبر الاتفاق إختراق حقيقى للجمود الذى احاط بموقف القائدين عبد العزيز الحلو وعبد الواحد النور من القوى المدنية التى تنادى بوقف الحرب وبناء السلام ووحدة الوطن..
كما يعتبر خطوة الى الامام لدعم جهود هذه القوى على الارض.. وبالتأكيد سيكون له أثره الايجابى فى دعم جهود وقف هذه الحرب اللعينة.
وحول دلالات الموقع وحضور الشخصيات وتأثيرها على الواقع تقول احسان : استضافة الرئيس الكينى (وليام روتو) لهذا اللقاء له دلالاته الايجابية فى طريق السلام خاصة ودولة كينيا ظلت لها اسهاماتها فى قضايا السلام فى السودان واتفاق نيفاشا الذى اوقف حرباً استمرت لاكثر من 20 عاما خير دليل على اهمية المكان فى هذا الاتفاق.
واشارت عبدالعزيز الى غياب ردة فعل الاطراف المتحاربة والقوى السياسية حتى الان حول هذا الاعلان الذي وصفته بالهام.
وأكدت بأن القوى السياسية المؤمنة بوقف الحرب واستعادة الحكم المدنى اكيد ردود فعلها ستكون ايجابية، اما الاطراف المتحاربة فيصعب التنبوء بموقفها من الاتفاق خاصة وموقفها من السلام غير واضح ومستمرة فى تمديد الحرب وتوسيع رقعته بالرغم من عدم مقدرة أى من الطرفين ومليشياتهم فى السيطرة على الارض وتحقيق النصر على الطرف الاخر.
اما في النقطة التي اثارت جدل المراقبين وهي بأن حمدوك وقع كرئيس وزراء سابق وليس كرئيس لتقدم.. قالت احسان :
فيما يخص توقيع حمدوك بصفة رئيس الوزراء السابق للسودان وليس بصفته رئيس لتحالف تقدم.. قد يعود ذلك الى أن ما تم الاعلان عنه في وقت سابق عن مفاوضات بين تقدم مع الحلو وعبد الواحد واضح أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق حتى الان.. واذا صدر اعلان نيروبى بصفة حمدوك كرئيس لتقدم فهذا يعنى انضمام الحلو وعبد الواحد الى تقدم وهذا ما لم يحدث حتى الان ولكن الاعلان يعتبر خطوة نحو تقدم..
هذا بالاضافة الى إنها قد تكون
دلالة على تزكية استباقية للقائدين لحمدوك كرئيس وزراء للمرحلة القادمة.
واختتمت احسان عبدالعزيز حديثها بنظرة عامة على الاتفاق قائلة :
الاتفاق بجانب وقف الحرب ناقش نقاط هامة ومصيرية منها.. علاقة الدين بالدولة واهمية الفصل بينهما، اهمية وحدة السودان الطوعية، علاج جذور الازمة السودانية التاريخية، الالتزام بالتنوع التاريخى والمعاصر كضمان لعدم التمييز بين السودانيين على اساس أى نوع من انواع التمييز كضمان للمواطنة المتساوية، بالاضافةالى تأكيد الاتفاق على الحكم الفدرالى..
وهذه القضايا وغيرها اعطت الاتفاق خطوة تاريخية نحو بناء الدولة السودانية على أسس جديدة.
المحرر :
رغم اختلاف الرؤى حول هذا الاعلان واللقاء الذي جمع بين القادة الثلاث حمدوك، نور والحلو يعد مؤشر ايجابي بان القادة السودانيين الفاعلين في المشهد ما زالت خطوط التواصل بينهم مفتوحة رغم انفجار الاوضاع واستمرار هذه الحرب، وكذلك يظل حمدوك هو الرقم الذي يصعب تجاوزه رغم الهجمة الشرسة نحوه من قوى الظلام وهو ما زال الاقدر على التواصل من جميع الفرقاء ولذلك يمثل بارقة الأمل للخروج من هذا المأزق..