الخرطوم . تقرير وكالات _ ترياق نيوز
قالت قوى الحرية والتغيير ، إنها ستخاطب لجان المقاومة والقوى السياسية والمهنية المُناهضة للانقلاب ، لطرح رؤيتها في بناء الجبهة المدنية الموحدة ، وتكوين مركز تنسيقي ميداني وإعلامي موحد يتولى مهمة التحضيرات لمواصلة تصعيد العمل الجماهيري ، والإعداد للعصيان المدني الشامل عقب عيد الأضحى .
وأكدت في بيان ، مواصلة التصعيد الثوري السلمي بكافة الوسائل السلمية المُستحدثة والمجربة بالتنسيق مع كل قوى الثورة .
العصيان المدني سلاح مجرب في السودان ، وسبق أن تم الإعلان عنه في ثورة 1964م وأطاح بنظام الرئيس عبود ، لكن في ثورة ديسمبر المجيدة برزت تخوفات من إمكانية نجاحه ، لجهة أن الاتحادات والنقابات ليست موحدة كما كان عليه الحال في 1964م ، فضلًا عن أن أصحاب الثورة المضادة يمكن أن يدبروا ويعملوا على فشل العصيان بالتعاون مع منسوبي النظام البائد .
في العام 2016م دعا نشطاء ومعارضون إلى تنفيذ عصيان مدني بعد رفع الدعم عن المحروقات والدواء ، ما أدى إلى ارتفاع أسعارها بنسبة 30% ، وفيما استجابت أحزاب وقوى سياسية معارضة باعتباره وسيلة متحضرة ومعمول بها في العالم ، لكن النظام البائد استخف به على الرغم من ذلك تفاوتت درجات مدى نجاحه .
أوضح النقابي محمد علي خوجلي في تصريح لـ(السوداني) أن العصيان قرار شعب وليس حزب أو مجموعة ، وإذا قرر الشعب العصيان سينجح إذا كانت هناك نقابات أو لا ، وقال “لم نسمع في تاريخنا النقابي أن الأحزاب أو الكيانات تدعو إلى عصيان مدني “ .
مشيرًا إلى أن الظروف التي أدت إلى النجاح المحدود للعصيان في بداية الحراك الثوري ومن بينها أن الشعب مجمع علي وجهة واحدة ، لكن الآن الظروف تغيرت والشعب الآن منقسم .
لافتًا إلى أن الأمر لا يختلف عند الإضراب السياسي كأداة لإسقاط النظام ، وقال إنه في عام 1985 سلم المشير سوار الذهب الحكومة قبل تنفيذ الإضراب ، مشيرًا إلى أنه منذ 26 مارس كانت المظاهرات في الميادين والأحياء مستمرة ولم تنقطع .
17 يناير الماضي قتل 7 متظاهرين وجرح المئات في احتجاجات دعا لها تجمع المهنيين ، وكرد فعل على العنف المفرط من قبل السلطات الأمنية تجاه الثوار ، دعا تجمع المهنيين إلى عصيان مدني شامل يومي الثامن والتاسع عشر من نفس الشهر ، فيما تم إغلاق الطرق ودونت شعارات على الجدار تطالب بالقصاص للشهداء ، وبرحيل العسكر عن السلطة .
فيما وجهت شبكة الصحافيين السودانيين ، نداءً للمنظمات العاملة في حقوق الإنسان دوليًا وإقليميا ، لحملة تضامن دولية “لإيقاف جرائم قوات السلطة ضد الإنسان السوداني” ، وذكرت الشبكة أن الوقت قد حان للإضراب الشامل والعصيان المدني والتتريس والإغلاق .
وقتها تزامن العصيان المدني ، مع عقد مؤتمر أصدقاء السودان بالرياض ، وأكد المشاركون بضرورة إيقاف العنف تجاه المتظاهرين وضرورة الوصول إلى حل سياسي ، والتزموا باستمرار الجهود لتحقيق الاستقرار للسودان ، مشيرين إلى أن حق التظاهر مكفول بالقوانين الدولية .
مراقبون يشيرون إلى أن الدعوة إلى العصيان من جهة معينة قد تعرضه إلى مخاطر ، فإذا كانت الاستجابة فاترة ستضر بالحراك الثوري ، لذلك الأفضل ترك العصيان المدني لتطور المزاج العام في الشارع ، والخطورة في قرارات الهيئات تدعي أنها صوت الشعب وكأنها تملئ على الناس في الشارع ماذا يفعلون ، ولا بد من الاعتراف أن الشارع لا يثق في الحرية والتغيير ، وربما بعض القوى تسعى إلى تجيير العصيان لصالحها .
رئيس الحركة الشعبية في منطقة سيطرة الحكومة د. محمد يوسف ، أشار في تصريح لـ(السوداني) إلى أن عدم الاستجابة الذي دعت له الحرية والتغيير ، يعرض الحراك الثوري كله لمخاطر الإجهاض أو الإحباط ، مشيرًا إلى أن عددًا كبيرًا من الناس يعتمدون في معيشتهم على (رزق اليوم باليوم) لأن فترة حكم الكيزان التي استمرت 3 عقود حطمت دولة المؤسسات ، وبما أن الحراك الاقتصادي غير منظم ويعتمد المواطنون في معيشتهم على رزق اليوم باليوم ، فعندما تدعوهم للعصيان هذه دعوة للمخاطرة بفقد رزقهم ، وتساءل هل سيتم التحسب لهذه الخطوة؟ ، وقال إذا شاركت هذه الشريحة بحماس في اليوم الأول والثاني ، ستتنازل وستكسر العصيان فيما بعد لأن (الجوع كافر) وهذا الأمر ربما يؤدي إلى الإحباط وفشل العصيان ولن يستمر مدة طويلة ، بالمقابل سترتفع الروح المعنوية للحكومة والثورة المضادة .
مطالبات بابتعاد قوى الحرية والتغيير ، عن الدعوة لأي عمل ثوري ، وترك لجان المقاومة تلامس قدراتها الثورية ، وإذا اقتنع الشارع بالعصيان المدني ، ستتطور الأوضاع في الأرض بعيدًا عن مقررات وبيانات الحرية والتغيير ، وماتزال الفجوة كبيرة بين لجان المقاومة والحرية والتغيير ، وتوجد اتهامات لقحت بأنها تبحث عن شراكة جديدة مع العسكر لإعادتها للسلطة .
محمد يوسف دعا لـ(السوداني) الحرية والتغيير أن تساعد لجان المقاومة بـ(السكات والموية الباردة) حتى لا يفشل العصيان إذا اقتنع الشارع بالخطوة ، وقال توجد جبال من عدم الثقة بينهما لا يمكن تجاهلها ، مشيرًا إلى أن لجان المقاومة رفعت شعارات في وجهها بأنها باعت دماء الشهداء ويرددون (قحاتة باعوا الدم) .
الناطق باسم الحزب الشيوعي فتحي فضل يذهب في تصريح لـ(السوداني) إلى ضرورة تكوين مركز موحد لتنسيق حراك القوى الحية التي ترفض انقلاب 25 أكتوبر ، مؤكدًا أن نجاح أي خطوة يعتمد عليه ، وقال إن القوى التي يمكن أن تلعب دور في العصيان المدني مختلفة ومتنوعة مثل النقابات واللجان المطالبية ومعسكرات النزوح ولجان المقاومة وغيرها .
وقال فضل إن 30 يونيو أثبت أن الولايات بها نشاط قوي ومتنوع ، وتناضل من أجل إسقاط النظام ، وتنظيمها يحتاج لوقت ، ورأى أنه لا يمكن تحديد تاريخ معين للعصيان المدني ، كما أنه لا يمكن أن تقوده قوى منفردة ، لذلك لا بد من مركز موحد وضرورة التشبيك بين المركز والولايات في التصعيد الثوري .
حقوقيون أشاروا إلى أنه رغم العنف المفرط تجاه الثوار ، إلا أن الحكومة لم تصدر بيانًا حول تشكيل لجنة لتقصي الحقائق في وفاة شهداء 30 يونيو ، في وقت يتابع العالم العنف تجاه المتظاهرين ، واعتبروا أن هذا خطأ كبير ، موضحين أن هذا الأمر ربما يفتح الباب أمام تحقيق دولي ، منوهين إلى أن الشرطة قالت إنها ستحقق فقط في مقطع فيديو متداول على وسائل التواصل الاجتماعي ، يظهر فيه أحد أفرادها وهو يطلق الرصاص على المتظاهرين بشارع الستين .
لكن آخرين أشاروا إلى أنه إذا تم تكوين لجنة فسيكون مصيرها مصير كل لجان التحقيق السابقة ، ولن ترى نتائجها النور ، وأضافوا “لا فائدة من اللجنة التي ستكونها الحكومة ، وأنها لا تثمن ولا تغني من جوع “ ، لافتين إلى أن لجنة فض اعتصام القيادة العامة من أهم اللجان ، ورغم مرور 3 سنوات ، لكن إلى الآن لم تظهر نتائجها ، رغم وجود الشهود وتوفر مقاطع فيديو وصور .