الخرطوم / ترياق نيوز
وأفاد التقرير بأن سلاح الجو الأمريكي واجه خصما قويا في السماء الكورية في 12 أبريل عام 1951، وهزمت المقاتلات السوفيتية أسطولا جويا من قاذفات “بي – 29” خلال دقائق.
وروى التقرير أن أول الطيارين السوفييت وصلوا في سرية كاملة إلى كوريا كمتطوعين في نوفمبر 1950، وجرى نقل أحدث المقاتلات السوفيتية حينها من طراز “ميغ -15” على أنها حصادات الزراعية.
وكان على العسكريين السوفييت تغيير زيهم الرسمي وعلامات هويتهم إلى الصينية والكورية، فيما كان يشعر الأمريكيون بالراحة والأمان في السماء قبل ظهورهم، وذلك لأن سلاح الجو الكوري الشمالي لم يكن يتميز بفاعلية قتالية عالية، ومعظم الطائرات التي كانت في الخدمة دمرتها الولايات المتحدة وحلفاؤها في بداية الحرب.
وحظر على الطيارين السوفييت عبور خط العرض 38 الذي يفصل بين كوريا الشمالية والجنوبية، بما في ذلك لتجنب فقدان “الميغ – 15” الحديثة على أراضي العدو.
وأعلن الأمريكيون في ذلك الوقت عن حملة لمطاردة مقاتلات الميغ، ووعدوا بمكافأة مالية كبيرة لمن يسلمهم الطائرة كاملة.
اصطدم طيارو القوات الجوية الأمريكية في ذلك الوقت بعدو أكثر خبرة ومهارة، فقد حارب العديد من الطيارين السوفييت ضد أشهر طياري سلاح الجو الألماني النازي، كما تبين أن طائرات ميغ تحلق أعلى من المقاتلات الأمريكي طرازي “F-80 Shooting Star” و”F-84″، وتفوقها في السرعة والقدرة على الماورة وفي القوة النارية أيضا.
وبعد المناوشات الخطيرة الأولى في السماء، لم تعد عدة قاذفات أمريكية ثقيلة من طراز “B-29 Superfortress” إلى المطارات المحلية. ولتقليل الخسائر، نقل الأمريكيون بشكل عاجل أحدث مقاتلات من طراز “F-86 Sabre ” إلى كوريا، ولم تكن أدنى بكثير من “ميغ – 15”.
وفي ربيع عام 1951، تم إرسال الفرقة 324 للطيران المقاتل تحت قيادة أسطورة سلاح الجو السوفيتي، إيفان كوزيدوب إلى كوريا.
وتم وضع منطقة نهر يالو تحت مسؤوليته، ولم تسمح هذه الفرقة الجوية لطائرات العدو بالطيران أبعد من هذا الخط، وأطلق الأمريكيون على هذا المكان اسم “زقاق الميغ”.
وفي الثاني عشر من أبريل، حدثت كارثة حقيقية لسلاح الجو الأمريكي، حيث تم التخطيط لهجوم جوي كبير بالقنابل على مدينة سينجيسو الكورية، وعلى مواقع مهمة للبنية التحتية، وخاصة جسر فوق نهر يالو.
ورصدت محطات الرادار مجموعة كبيرة من طائرات العدو تطير بسرعة تصل إلى 500 كيلومتر في الساعة باتجاه مواقع في كوريا الشمالية.
وكانت المجموعة الجوية الأمريكية تتكون من 48 قاذفة استراتيجية من طراز “B-29 Superfortress”، ترافقها أكثر من 120 طائرة اعتراضية.
خاطر القائد الجوي السوفيتي، إيفان كوزيدوب بترك المطار العسكري من دون غطاء وأمر جميع طائرات ميغ الجاهزة للقتال وكان عددها 44 بالانطلاق لاعتراض طائرات العدو، وسرعان ما تجاوزت الطائرات السوفيتية الأمريكيين، وفاجأتهم بإطلاق النار من الأعلى على قاذفات القنابل اللأمريكية التي تسمى “الحصون الطائرة”، وطارد قسم من المقاتلات السوفيتة القاذفات الأمريكية، فيما هاجم فسم آخر مقاتلات الحراسة الأمريكية لإبعادها عن القاذفات.
وفي غضون دقيقتين، اشتعلت النيران في العديد من قاذفات “B-29″، واخترقت القذائف شديدة الانفجار من مدافع “ميغ – 15” في هياكل الطائرات الثقيلة وتركت بها ثقوبا ضخمة. ولم يكن أمام الطاقم من خيار سوى القفز من الطائرات المتساقطة بالمظلات، وعلى الرغم من أن بعض القاذفات المصابة تمكنت من من الفرار، لكن لم تصل جميعها إلى قواعدها، فيما اندفع ما تبقى من طائرات “B-29 ” نحو البحر، ولحسن حظها أن المقاتلات السوفيتية لم تلاحقها.
تلك المعركة بأكملها استمرت ما يزيد قليلا عن 20 دقيقة. وأسقطت القوات السوفيتية خلالها عشر قاذفات أمريكية من طراز “B-29 ” والعديد من الطائرات المقاتلة، وأصيبت 15 قاذفة أخرى بأضرار جسيمة، وتم القبض على أكثر من مائة طيار أمريكي قفزوا بالمظلات، فيما عادت جميع طائرات ميغ إلى قاعدتها.
وتعرضت قيادة القوات الجوية الأمريكية لصدمة حقيقية في ذلك الوقت بسبب هذه الخسائر الفادحة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، وأعلن الحداد لأسبوع، وتوقفت الغارات على المنطقة لمدة ثلاثة أشهر كاملة.
وبعد هذه الواقعة، تعرض سلاح الجو الأمريكي ليوم ثلاثاء أسود يوم 30 أكتوبر من نفس العام، وكان يفترض أن تقصف “الحصون الطائرة” الأمريكية مطار نامسي الكوري الشمالي، وأحبط الطيارون المتطوعون السوفيت الهجوم، وتمكنت 50 طائرة مقاتلة نفاتة من طراز “ميغ – 15” من إسقاط 12 طائرة قاذفة أمريكية “B-29” فيما سقطت ميغ واحدة.
المصدر: نوفوستي