تفاقم أزمة الجوع في الفاشر
حذّرت قطاعات مدنية واسعة في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، يوم الأربعاء

الفاشر : ترياق نيوز
حذّرت قطاعات مدنية واسعة في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، يوم الأربعاء، من انزلاق الوضع الإنساني نحو مجاعة وشيكة، في ظل استمرار الحصار المفروض على المدينة من قبل قوات الدعم السريع منذ أكثر من عام، وتزايد معدلات النزوح اليومي من الأحياء المتضررة، بحسب ما رصدته تقارير ميدانية لـ«دارفور24».
العمدة مختار آدم أحمد، أحد القيادات النازحة بمخيم أبوشوك، قال إن «الفاشر تشهد أزمة جوع خانقة دفعت عدداً من السكان إلى الاعتماد على الأمباز – وهو علف حيواني – في غياب أبسط مقوّمات الغذاء»، مضيفاً أن بعض الأسر تعجز حتى عن مغادرة المدينة بسبب ارتفاع تكلفة التنقل باتجاه مناطق أكثر أمناً، كطويلة وكورما وولايات شرق السودان.
أعلن ياسر محمد عثمان، الأمين الاجتماعي بمركز الإيواء «سلام 12» بأبوشوك، أن أكثر من 300 أسرة تبيت في العراء بلا خيام أو ماء أو غذاء، ما اضطرهم للاعتماد على الأمباز وثمار شجرة النيم للبقاء على قيد الحياة. وشكا النازحون من ضعف الدعم الإيوائي والغذائي المقدم من المنظمات الإنسانية، مطالبين بتدخّل عاجل لاحتواء الوضع.
وجه بعض النازحين انتقادات حادة للمنظمات الإنسانية المحلية والدولية، متهمين فرق المسح التي تزورهم بـ«جمع البيانات والتقاط الصور دون تقديم دعم حقيقي»، كما أشار بعضهم إلى ما وصفوه بـ«الانتقائية» في توزيع المساعدات من قبل غرف الطوارئ والتكايا، حيث تحصل أسر محددة على الدعم فيما يُستبعد آخرون دون مبررات واضحة.
نفى سيف الدين حسين إسحق ساجو، عضو غرفة الطوارئ بمخيم أبوشوك، تلك الاتهامات، قائلاً إن «غالبية النازحين لا يدركون طبيعة العمل الإنساني، فيما تُسقَط الخلافات الشخصية أحياناً على الجهات العاملة». وأوضح ساجو أن فرق الطوارئ شرعت مؤخراً في توزيع سلال غذائية لـ200 أسرة يومياً لمدة خمسة أيام لتغطية حاجات 1000 أسرة، مشيراً إلى أن السلة تشمل «كورة ونصف ذرة، كمية مكافئة من الدخن، زجاجة زيت، ورطل ملح»، لكنه أقرّ بأنها لا تكفي لتغطية الاحتياجات الأساسية.