منوعات

صديق رمضان.. يكتب.. !اشتات.. النزوح، الجنيد، المايقوما والطمبارة والغناي!

 

 

 

 

    لا أعرف على وجه الدِقة ماذا أريد أن أكتب، هذه الصور التقطها إبني محمد صباح اليوم الجمعة (امس) عندما كنت أعمل على ترميم أحد أجزاء البيت الذي نستأجره في الحلنقة شمال بكسلا، حرفيا فإن الكلمات تبعثرت واستعصي عليّ جمع شتاتها، لكن شئيا ما داخلي دفعني لأن أكتب، ربما لأن هذه الصور حينما تأملتها ملياً كانت سببا لأن استدعي ماضي الذكريات، فحينما كُنّا شباب نتدفق حيوية بحي العمال بمصنع الجنيد كنت استمتع حينما نعمل على تشييد حيطة في بيتنا من الجالوص، البيوت كانت بسيطة لكن مليانة محبه وحنية وطيبة وبرضو كان في بيوت راقية مليانة حُب، يعني القصة ماعندها علاقة بشكل البيت بل من يقطن داخله وعلاقتهم مع بعض وبالجيران .

لكن يظل سؤال دائما يتردد داخلي، لشنو الناس زمان كانوا طيبين وحلوين، هل لأن الحياة كانت بسيطة وغير شائكة ومعقدة مثلما هو حادث الآن أم أن القناعة والرضا ونقاء النفوس كان له أثر، ولا ده مجرد انطباع يندرج في إطار حنين السودانيين الجارف إلى الماضي هروبا من الحاضر، ولا القصة دي مرتبطة بالتقدم في العمر واجترار ذكرى أيام الشباب، أم أن للاوضاع الاقتصادية والسياسية اذدهارا او تدهورا، صعودا وهبوطا في البلد لها أثر في تشكيل المزاج وطرح جدلية الماضي أفضل أم الحاضر.

عموما.. النزوح تجربة بقدر ما أنها قاسية لأنها بتنزعك انتزاع من عالمك وتفاصيل تعودت عليها لكن برضو فيها جوانب كويسه أهمها بتختبر مدى قناعتك ورضاك بما قسمه الله، يعني هنا فيها بُعد إيماني، ده غير انو بتضيف للزول أشخاص في حياتو، شخصيا رغم حنيني الجارف لبيتي الجميل في المايقوما وللبيت الكبير في الجنيد لكن سعيد بأن أعود مجددا لبيوت الجالوص لأنو في القصة دي دروس كتيرة أهمها كيف تحافظ على سعادتك تحت كل الظروف وكيف تسعى لاسعاد من هم حولك، وكيف تحول اللحظات التي تبدو قاسية إلى جميلة، ومثلما تزد النار الذهب لمعانا اعتقد ان الأيام القاسية تضف للإنسان الكثير حتى يتوهج ويهزم الإحباط بترياق الأمل.

اخيرا.. رحم الله شاعرنا محمد طه القال فمن رائعته ﺍﻟﻄﻤﺒﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﻐﻨﺎﻱ نختم

ﻧﺤﻦ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﻔﺮﺣﻪ ﺟﻴﻨﺎ
ﻻﺍﻟﻤﺪﺍﻣﻊ ﻭﻗﻔﺘﻨﺎ
ﻭﻻﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺤﺰﻳﻨﻪ
ﻟﻤﺎ ﺩﺭﺏ ﺍﻟﺮﺍﻳﺤﻪ ﺟﺎﺑﻨﺎ
ﺟﺎﺑﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺎﺩﻯ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﻪ
ﻳﺎﻭﻟﺪﻯ ﺍﻟﺪﺭﻭﺏ ﺷﻘﺎﻗﺎ
ﺑﺤﺮ ﺍﻟﺘﻴﻪ
*******
ﺭﻭﺡ ﻳﺎﺑﺎ .. ﻭﺍﺑﻖ ﻗﻔﺎﻙ
ﻻﺗﻌﺎﻳﻦ ﻭﻻﺗﻌﺎﻳﻦ ﻋﻠﻲ
ﻣﻮﻃﺎﻙ
ﻭﻻ ﺗﻨﺪﻡ ﻋﻠﻲ ﺧﻄﻮﺍ
ﺗﻤﻠﻲ ﻣﺸﻴﺘﻮ ﻟﻰ ﻗﺪﺍﻡ
ﻭﺍﺑﻘﻲ ﺍﻟﻌﺎﺗﻲ ﺯﻯ
ﺳﻨﻄﺘﻨﺎ ﺯﻯ ﺻﺒﺮﺍ ﻧﻠﻮﻙ
ﻓﻮﻕ ﻣﺮﻭ ﺯﻯ ﺍﻟﺰﺍﺩ
ﻻﺷﻴﺘﺎً ﻧﺰﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﻑ
ﻭﻻﺑﺮﺟﻊ ﻭﻻ ﺑﻨﺰﺍﺩ
ﻭﺍﺭﻛﺰ ﻟﻠﺒﺠﻴﺒﻬﺎ ﺍﻟﺮﻳﺢ
ﺗﻘﻴﻒ ﺍﻧﺖ ﻭﻳﺸﻴﻠﻬﺎ ﺍﻟﺮﻳﺢ
ﻭﺍﺑﻘﻲ ﺍﻟﻌﺎﺗﻲ ﻭﺍﻟﺪﺭﺏ
ﺍﻟﻮﺭﺍﻙ ﻣﺴﺪﻭﺩ ﻭ ﺷﻴﻞ
ﺷﻴﻠﺘﻚ
******
ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻣﺸﺤﺘﻔﻪ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ﻣﺎ ﺷﺎﻓﺖ ﺟﺪﻳﺪﻭ
ﻭﻻ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﺩﻗﺎﻟﻮ ﺑﺎﺏ
ﻭﺷﻔﺘﻲ ﻛﻴﻒ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻮﻋﺪ
ﻛﻴﻔﻨﻮ ﻣﺘﺮﺍﻣﻲ ﺍﻟﻐﻤﺎﻡ
ﻭﺍﻟﻘﻤﺮﻱ ﺯﻏﺮﺩ ﻟﻠﺒﻠﻮﻡ
ﺍﻟﻨﺴﻤﻪ ﻫﺒﺖ ﻣﺮﺗﻴﻦ
ﻳﺎ ﺣﻠﻴﻮﻩ ﻳﻮﻡ ﺩﻗﻴﺖ
ﺑﺎﺭﺿﻚ ﻓﺎﺱ ﺧﺼﻴﺐ
ﻭﺍﻟﺘﺎﻧﻴﻪ ﻓﻲ
ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻮﻋﺪ ﻭﺍﻻﻳﺪ ﺗﺴﺎﻟﻢ
ﻓﻲ ﺍﻻﻳﺪﻳﻦ
ﻭﺍﻻﻡ ﺗﻘﺎﻟﺪ ﻓﻮﻕ ﺟﻨﺎﻫﺎ
ﺗﺸﻤﻮ ﺯﻳﻦ
ﻭﺣﻠﻴﻮﻩ ﺻﺎﺣﻴﻪ ﺣﻠﻴﻮﺓ
ﺿﺎﺣﻴﻪ ﻛﺬﺍ ﺍﻟﻨﺴﻴﻢ
ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻏﻴﻢ ﻭﺣﻠﻴﻮﺓ ﺟﺪ
ﺟﺪ ﻳﺎﻭﻟﺪ ﻗﻮﻝ ﻟﻠﺒﻠﺪ
ﻗﺎﻳﻞ ﻏﻨﺎﻭﻱ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻟﻴﺶ
ﺷﺎﻳﻞ ﻣﺴﺎﺩﻳﺮﻙ ﻣﺠﺎﻣﺮ
ﺩﻣﻊ ﻟﻴﺶ
ﻟﻴﺶ ﻳﺎ ﺑﻠﺪ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﺮﻳﺪ
ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻧﺮﻳﺪ ﺗﺰﻳﺪ
ﺗﻤﻼ ﺍﻻﻳﺪﻳﻦ ﺗﻔﺮﺡ ﺗﻬﺶ
ﻟﻮ ﺻﺤﻴﺢ ﻏﻨﻴﻨﺎ ﺑﺎﻟﺪﻣﻌﻪ
ﺍﻟﺤﻤﻴﻤﻪ ﻭﻟﻮ ﺩﻣﻮﻉ
ﺍﻟﻔﺮﺣﻪ ﻣﺎ ﻻﻗﺖ ﻏﻨﺎﻧﺎ
ﺑﻜﺮﻩ ﻧﺮﺟﻊ ﺗﺎﻧﻲ ﻟﻠﻜﻠﻤﻪ
ﺍﻟﺮﺣﻴﻤﻪ ﺷﺎﻥ ﻫﻨﺎﻧﺎ ﺷﺎﻥ
ﻣﻨﺎﻧﺎ
ﺷﺎﻥ ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻃﻔﺎﻟﻨﺎ ﻣﺎ
ﺗﻀﻮﻕ ﺍﻟﻬﺰﻳﻤﻪ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى