ترياق نيوز – تقرير – صديق الدخري
منذ حوالي “14” شهراً يعيش السكان العالقين في ولاية الخرطوم أوضاعاً إنسانية ومعيشية وصحية صعبة للغاية، إذا هناك أزمة وندرة في المواد الغذائية، فضلاً عن مشكلات انقطاع الكهرباء والماء لفترات طويلة، إلى جانب أزمة غاز الطهي.
ويقدر عدد السكان الموجودين في العاصمة حالياً بنحو ثلاثة ملايين شخص.
وأدى حرق وتدمير وإغلاق المصانع ومستودعات الغاز والوقود بجانب عمليات النهب والسلب للمحال التجارية والأسواق إلى نقص في المواد الغذائية والسلع الاستراتيجية وارتفاع الأسعار بنسبة وصلت إلى 300 في المئة بالعاصمة، ولم يعد بمقدور المواطنين توفير حاجاتهم اليومية من الغذاء لعدم توافر المال اللازم، بخاصة أن كثيرين يعتمدون على الأعمال اليومية التي توقفت بدورها تماماً بسبب المعارك الحربية، فضلاً عن فئة الموظفين والعمال الذين لم يتقاضوا مرتباتهم منذ أكثر من عام.
أوضاع كارثية
يقول المواطن عز الدين عمر لـ (ترياق نيوز) إن “الوضع الإنساني كارثي للغاية، فالمواد الغذائية نفدت من الأسواق تماماً، كما أن المصانع والمخابز توقفت عن العمل، والأمر المؤسف تصاعد أسعار السلع لأعلى معدل في استغلال واضح للمواطنين على رغم انعدام النقود لدى غالبية سكان الخرطوم الذين يعتصرهم الجوع نتيجة الحصار القصري في المنازل وعدم انخراطهم في العمل منذ عام كامل بسبب القصف المتواصل الذي يعيق حركة الناس حتى داخل الأحياء.
ويضيف : استمرار الحرب وانتشار فوضي السلب والنهب يسهم في منع دخول الأغذية والسلع من مناطق الإنتاج إلى مدن عدة، خصوصاً أن العاصمة الخرطوم لم يعد بها أي نشاط اقتصادي سواء زراعي أو صناعي أو تجاري، علاوة على توقف أعمال الموظفين في القطاع العام والخاص.
موجات جوع
من جهته يقول عضو غرفة طوارئ الخرطوم يس حسين لـ (ترياق نيوز) إن العالقين في العاصمة أصبحوا مكشوفين أمام موجات الجوع المستشري بصورة مخيفة، خصوصاً في عدد من المحليات والمناطق التي تشهد ندرة في المواد الغذائية.
ويضيف : تعيش محلية أم بدة غرب العاصمة وضعاً إنسانياً متدنياً بعد توقف معظم المطابخ الجماعية (التكايا) التي كانت تخدم سكان المنطقة العالقين.
وحذر حسين من تفاقم الأوضاع الكارثية التي يعيشها الناس في المحلية ذات الكثافة السكانية العالية تقدر بنحو أكثر من مليون نسمة.
أزمات متعددة في العاصمة
تعتبر المناطق في شمال مدينة أم درمان وغالب أحياء وسط المدينة القديمة فتكاد تكون غير صالحة للحياة في الوقت الراهن بسبب الدمار والنهب الواسع الذي تعرضت له.
وفي محلية شرق النيل كشفت لجنة مقاومة الجريف غرب عن أن الجوع والمرض يفتكان بالمنطقة بصورة يومية، حيث رصدت نحو (32) حالة وفاة في المنطقة خلال الأسبوع الماضي بسبب سوء التغذية والحميات وضعف المناعة التي بدأت تتفشى وتحصد أرواح الأطفال وكبار السن على وجه الخصوص.
وأكدت اللجان في منشور على موقعها “فيسبوك” تفشي نوع من الحميات مصحوباً بتشنجات في أحياء الجريف والمناطق المجاورة لها، رجحت تقارير للمكتب الطبي التابع للجنة أن يكون سببها المياه غير الصالحة للشرب نتيجة اضطرار السكان إلى الشرب من مياه النيل مباشرة، مما ينذر بكارثة صحية تهدد المنطقة.