اخبار

عودة البراء بمعسكرات تدريب جديدة تفتح باب الجدل مجددًا في السودان

متابعات : ترياق نيوز

في تحول مفاجئ يعيد خلط أوراق المشهد الأمني السوداني، عادت كتيبة البراء المرتبطة بجماعات إسلامية إلى النشاط العسكري، بعد إعلان سابق في يوليو الماضي عن تخليها عن السلاح والانخراط في العمل المدني. التقارير الصحفية تشير إلى أن الكتيبة بدأت في إنشاء معسكرات تدريب جديدة بولاية الشمالية، ما أثار موجة قلق واسعة في الأوساط السياسية والحقوقية.

تسجيل مصور نُشر مؤخرًا أظهر قائد الكتيبة، مصباح طلحة، وهو يخاطب مجندين جدد وسط عناصر يرتدون زيًا مشابهًا لزي القوات المسلحة السودانية، مستخدمًا شعارات دينية تعود إلى حقبة التسعينيات، وهي الفترة التي شهدت تصعيدًا عسكريًا وانقسامات داخلية انتهت بانفصال جنوب السودان.

نشاط ميداني يعيد التساؤلات حول النوايا
عودة الكتيبة بهذا الشكل المنظم، بعد إعلان سابق عن التخلي، يطرح تساؤلات حول جدية ذلك الإعلان، ويعزز من فرضية أن التحول كان تكتيكيًا لامتصاص الضغط المحلي والدولي. مراقبون يرون أن هذه العودة قد تكون مقدمة لتصعيد جديد في مناطق النزاع، خاصة في ظل غياب رقابة واضحة على الجماعات المسلحة الخارجة عن سيطرة الدولة.

تداخل مقلق بين الجماعات المسلحة والزي الرسمي
ظهور عناصر الكتيبة بزي عسكري يثير علامات استفهام حول العلاقة المحتملة بينها وبين المؤسسة العسكرية، في وقت تحاول فيه الحكومة الانتقالية إثبات استقلالية أجهزتها الأمنية. هذا التداخل يعقّد المشهد ويضع السلطات أمام تحديات إضافية في ضبط الأمن ومنع الانفلات.

خطاب تعبوي يعيد مشاهد الحرب الأهلية
الخطاب الذي ألقاه مصباح طلحة أمام المجندين الجدد حمل إشارات دينية وسياسية تعبّر عن تمسك الكتيبة ببنيتها العقائدية، ما يعيد إلى الأذهان أساليب التعبئة التي ساهمت في تأجيج الصراعات خلال الحرب الأهلية. استخدام الرموز الدينية في سياق عسكري يعزز المخاوف من إعادة إنتاج نماذج الصراع العقائدي في السودان.

اختبار جديد للحكومة الانتقالية
التحركات الأخيرة لكتيبة البراء تضع الحكومة الانتقالية أمام اختبار حقيقي في إدارة ملف الجماعات المسلحة ذات الخلفيات الأيديولوجية. وبينما تسعى السلطات إلى فرض الأمن والاستقرار، فإن هذا التطور يعكس تحديًا إضافيًا في ظل الانقسام السياسي والتوترات الأمنية المتصاعدة.

في ظل غياب موقف رسمي واضح، تتزايد الدعوات لمراقبة نشاط الكتيبة عن كثب، وتقييم تداعياته على العملية السياسية ومسار الانتقال المدني. الظهور الجديد للبراء يعيد تشكيل ملامح التحدي الأمني في السودان، ويستدعي تحركًا عاجلًا من الجهات المعنية لضمان عدم انزلاق البلاد نحو مزيد من الفوضى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى