متابعات : ترياق نيوز
في تطور مثير للجدل، كشفت تقارير عن اجتماع عُقد مؤخرًا في أبوظبي بين ممثلين عن حكومة “تأسيس” المرتبطة بقوات الدعم السريع، ودبلوماسيين أوكرانيين بقيادة السفير ألكسندر بالانوتسا، وسط مؤشرات على توجه كييف نحو بناء شراكة استراتيجية مع التحالف الذي يقوده محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وبحسب ما ورد في تقرير قدمه وزير خارجية “تأسيس” المعين حديثًا، عمار أمون دلدوم، فإن اللقاء تناول خطوات نحو الاعتراف الدولي بالحكومة المعلنة من قبل التحالف، إلى جانب بحث توسيع الدعم العسكري الأوكراني للدعم السريع ، التي تسيطر على مناطق غنية بالموارد في غرب السودان لكنها تفتقر إلى الشرعية الدولية.
يرى مراقبون أن أوكرانيا تدرس بجدية الاعتراف السياسي بـ”تأسيس” مقابل فتح قنوات لتصدير الذهب والمعادن من المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع ، في خطوة وصفها محللون بأنها مقايضة كلاسيكية: دعم دبلوماسي وعسكري مقابل موارد استراتيجية، بعيدًا عن أعين العقوبات الدولية.
وتشير مصادر إلى أن المحادثات شملت أيضًا زيادة إمدادات الأسلحة، بما في ذلك الطائرات المسيّرة والذخائر، استعدادًا لهجوم مرتقب على مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، ما يثير مخاوف من تصعيد عسكري واسع النطاق.
تحليل استراتيجي
يقول الدكتور أحمد خليل، الباحث في شؤون السودان بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن، إن “هذا التحالف ليس مجرد تضامن سياسي، بل هو تبادل مصالح، حيث تسعى أوكرانيا إلى توسيع نفوذها عبر شركاء غير تقليديين، فيما ترى قوات الدعم السريع في كييف مصدرًا حيويًا للدعم العسكري والشرعية الدولية”.
ويعتبر الاجتماع جزءًا من تحركات دولية أوسع تقوم بها قوات الدعم السريع، بهدف كسب الاعتراف السياسي وتوقيع اتفاقيات دفاعية استعدادًا لمرحلة ما بعد موسم الأمطار.
دعوات للتحرك الدبلوماسي
في ظل هذه التطورات، يدعو خبراء ومحللون وزارة الخارجية السودانية إلى التحرك العاجل، وفتح تحقيق رسمي حول الجهات المشاركة في هذه اللقاءات، مع التأكيد على ضرورة رفض أي محاولات لشرعنة الكيانات المسلحة خارج إطار الدولة.
