مشاهد السودان المؤلمة .. صراع في ” التكايا ” من أجل لقمة تسد الرمق وصراع في بورتسودان من أجل ” الكراسي “
لم يمر يوم إلا وقدم السودان فصلا مأساويا جديدا في حياة البشرية

قصة خبرية : عبدالباقي جبارة
لم يمر يوم إلا وقدم السودان فصلا مأساويا جديدا في حياة البشرية ، بإصرار أن لا يضاهيه مشهد آخر ، رغم أن التعايش مع الموت أصبح أمرا طبيعيا ورغم أنه موتا غير طبيعيا والنعوش يوميا تخرج ٱحادا وجماعات ، وحتى المقابر الجماعية رغم تجاوز عددها المئة مقبرة إلا أن الوقائع تشير لأكبر من ذلك بكثير ، بجانب آلاف المفقودين مجهولي المصير ، وكما يقولون بأن الموت يوجع الأحياء .. إلا أن اوجاع الاحياء لم تتوقف على هذه المشاهد المأساوية .
كلما ذكر من بشاعة المشهد في السودان لم بعكس المأساة الحقيقية على أرض الواقع ، حيث بعد توقف المعارك في ولاية الخرطوم زارها بعض المراقبون ، وكان اصدق وصف لهم بأن الاحياء اي ماتبقى من بشر في ولاية الخرطوم مثلهم مثل الاموات أي كأنهم اموات يتحركون أو عبارة عن اشباح لدرجة أنهم أصبحوا يخافهم ذويهم الذين لهم مدة من مشاهدتهم . وذلك من شدة الجوع أو الجوع الحاد ، والأمر الذي يزيد الألم ألما هنالك من يروج للعودة رغم أن حوادث الانفلات الأمني اليومية لا تبشر بخير .. ولكن الدعاية السوداء من الذين يريدون أن يستخدموا البسطاء كاسحو ألغام حتى تعود العاصمة لطبيعتها .
وذوي الحظوة في برزخهم العاجي وهم يتصارعون على ” كيكة ” السلطة يتطلعون لسلطة رئيس وزراء معزول عن الواقع ومسلوب الإرادة ، ويجسد عطاء من لا يملك لمن لا يستحق ، وتأتي مشاهد الناس الذين يريدون أن يحكموهم تعبر عن الواقع بوضوح.
.
وهي مشاهد توثق اصطفاف العائلات في طوابير بمنطقة الجريف شرق من اجل الحصول علي الطعام ،
مشاهد ترصد جانباً من اصطفاف العائلات في طوابير طويلة أمام أحد التكايا في منطقة الجريف شرق بولاية الخرطوم من أجل الحصول على وجبة الفطور..
وهي مشاهد ليس للسخرية أو للدعاية كما يتخيل البعض بل هو الواقع الحقيقي للشعب السوداني في المدن والبلدات المنكوبة وكذلك في معسكرات النزوح واللجوء .
واقع يدعو للهروب من مسؤوليته من أصحاب الضمير الحي وليس للقتال عليه بالسيوف من أجل الظفر بمنصب لمن يخاف وعيد أو يخاف سواد صفحات التاريخ بأن يكتب عنه بأنه تسلق على جثث الموتى ورفاة الاحياء ..