الشيوعي : تفاهمات بين الإمارات وامريكا لإنهاء حرب السودان

متابعات : ترياق نيوز
أعلن الحزب الشيوعي السوداني رفضه لقرار القائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، بتسمية رئيس الوزراء الجديد، مؤكدًا أنه لا يملك الشرعية السيادية لاتخاذ هذا القرار.
وأشار المكتب السياسي للحزب الشيوعي، في بيان صدر مساء السبت 31 مايو 2025، إلى أن البرهان يمثل سلطة انقلابية على حكومة الثورة، مستندًا على تعديلات أجراها في الوثيقة الدستورية، معتبرًا أن هذه التعديلات تفتقر إلى السند الشعبي.
وأضاف البيان أن مجموعات إسلامية تقاتل إلى جانب الجيش السوداني تعارض أي تسوية سياسية وفق الضغوط الدولية المفروضة على القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، مشددًا على أن هذه القوى مصممة على مواصلة الحرب وعدم إلقاء السلاح.
وأكد البيان أن قرارات البرهان تعكس تدخلات خارجية عقب زياراته لعدة دول في المنطقة، مضيفًا أن “حكومة الأمر الواقع” في بورتسودان تسعى للحصول على دعم عسكري ومالي خارجي، عبر الانفتاح على قوى دولية تعتبرها الولايات المتحدة وحلفاؤها منافسة لها، مثل روسيا وإيران.
وتطرق البيان إلى مصالح مصر في البحر الأحمر، مشيرًا إلى أن تهديد الحوثيين للملاحة تسبب في تناقص إيرادات قناة السويس، مما دفع القاهرة إلى تبني موقف يتماشى مع الرؤية الأمريكية بشأن وقف الحرب السودانية وتشكيل حكومة مدنية، بعيدًا عن أي نفوذ لقوى منافسة.
رفض الحزب الشيوعي لنهج الحكومة المقبلة
شدد الحزب الشيوعي على أن تعيين رئيس الوزراء لم يكن بهدف تحقيق مصالح الشعب السوداني، بل لإخضاع إرادته أمام القوى الإقليمية والدولية، متهمًا الحكومة المرتقبة بأنها امتداد لمشروع “الهبوط الناعم” الذي تم تصميمه خصيصًا للسودان.
كما أشار البيان إلى أن الحكومة الجديدة، بقيادة الدكتور كامل إدريس، ستتبنى سياسات اقتصادية نيوليبرالية تشمل تحرير الاقتصاد، تصفية ما تبقى من القطاع العام، وتسليم مفاتيح الاقتصاد للرأسمالية الطفيلية المحلية وحلفائها الإقليميين والدوليين.
وحذر الحزب من أن هذه السياسات ستؤدي إلى تفاقم الفقر والبطالة والجوع والمرض، إلى جانب التضييق على الحريات العامة والحقوق الأساسية، معتبرًا أنها تكرس سلطة العسكريين داخل مؤسسات الدولة المدنية.
وكشف البيان عن وجود تفاهمات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والإمارات بشأن مشروع وقف الحرب في السودان وتشكيل حكومة مدنية، مشيرًا إلى أن الإمارات لم تعلن حتى الآن رفضًا صريحًا لهذا المشروع، وسط توافق مصالح بينها وبين الولايات المتحدة ومصر.
وتوقع الحزب أن يمارس المجتمع الدولي والإقليمي ضغوطًا على الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لتشكيل حكومة موحدة وفق تسوية سياسية، مشيرًا إلى أن الجماعات العسكرية ذات التوجه الإسلامي ترفض هذا المسار، وتصر على مواصلة القتال لاستعادة نفوذها السياسي.