القاهرة : ترياق نيوز
🔹تاريخ اللغة العربيّة
تُعتبر اللغة العربيّة من اللغات السامية القديمة، وأرقاها وأكثرها انتشاراً، كانت وما زالتْ الأولى عالمياً، والأهم بأنّها لغة القرآن الكريم، كانت المنقوشات والمخطوطات التي وصلتنا قد كُتبتْ بهذه اللغة العريقة، والباحث فيها يجدُ بأن هذه اللغة كانت تكتبُ الحروفَ دون نقاط أو تشكيل، وقد اختلف الباحثون فيما إذا كان العرب منذ الجاهلية قد عرفوا الإعجام أو لا، والإعجام هو ما يُعرف بوضع النقاط على الحروف لتمييز بين بعضها البعض، فبعضٌ منهم قال بأنّهم قد عرفوه منذ الجاهلية وخيرُ دليل على ذلك، هو أن الصحابة في العصر الإسلامي قد أمروا بتجريد المصحف من النقط والتشكيل، أمّا الفريق الآخر منهم فيقولون بأنّ العربيّة لم تعرفْ الشكلَ والنقاطَ ودليلهم على ذلك هو المصحف العثماني في أول عهده أي في بداية العهد الإسلاميّ.
مع اتّساع رقعة الدولة الإسلامية ودخول شعوبٌ وثقافاتٌ مختلفةٌ في الدين الإسلامي فقد أصبح كلّ شعب من هذه الشعوب تقرأُ القرآن بالقراءة المناسبة لها، ممّا أثارَ خوفاً بين صفوف المسلمين خَشيةً على دخول كلمات أو من تغير شيء في القرآن الكريم عن طريق لفظ أو تشكيل الحروف بما يُناسبهم، فكان هذا الأمر سبباً مقلقلاً للحجاج بن يوسف فأشار على العلماء وأهل الأمر لحلّ هذه المُعضِلة ولحفظ القرآن الكريم من اللحن والتغيير.
🔹أوّل من وضع النقاط على الحروف
اختلف العلماء العرب في مَنْ هو أول من اكتشف الإعجام، فبعضهم يقول: بأنَّ عليّ بن أبي طالب أولهم والبعض يقول: بأنَّه أبو الأسود الدؤلي، ويراه الآخرين نصر بن عاصم الليثي، وفريق منهم يعتبرُه عبد الرَّحمن بن هرمز المدني، وأياً يكن واضع هذا العلم فقد كان هدف كلاً منهم هو حمايةُ وتحصينُ كتاب الله سبحانه وتعالى بصيانة لغته من الأخطاء؛ لذلك يمكن القول بأن أبو الأسود الدؤلي هو من اخترع الحركات التي تُرسم على الحروف من ضمةٍ وكسرةٍ وفتحةٍ، أمّا وضع النقاط على الحروف وذلك للتمييز بين الأحرف المتشابهة كالباء والتاء والياء فقد كان لنصرة بن عاصم الليثي الدور الاكبر والابرز كما أجمع علماء العربيّة.
🔹نسب نصر بن عاصم الليثي
نصر بن عاصم بن عمرو بن خالد الليثي الكناني من قبيلة بني كنانة، كان فقيهاً فصيحاً عالماً باللغة العربيّة أفضلَ علمٍ، وهو من تلامذة أبي الأسود الدؤلي الكناني، والهدف منه كما ذكرنا سابقاً هو حماية وحفظ لغة القرآن الكريم، وقد كان لنصر الليثي تلاميذ مشهورين أخذوا عنه من العلم في النحو والأدب الكثير عُرف منهم عبد الله الحضرمي.