رفيدة وجدل الحجاب..!
أثار الحجاب الذي ارتدته الاعلامية السودانية بفضائية الحدث *رفيدة ياسين* اثار جدلا وضجة اعلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي خاصة بالسودان كغير عادتها وذلك في تغطيتها المباشرة لزوار بيت الله الحرام خلال رمضان هذا العام ١٤٤٣.هجرية الأمر الذي تباينت فيه ردود الأفعال والتعليقات مما اثار حنق الاعلامية رفيدة ياسين.
حيث كتب أحد المعلقين على صورتها بالحجاب عبر حسابها الشخصي بالفيسبوك قائلا :
(كم وكم انت جميلة به..)
يقصد الحجاب .فردت رفيدة :
(أنا جميلة في كل أحوالي وأشكالي ).
لم تكن حادثة الحجاب وإثارة الجدل هي الأولى في مسيرة الاعلامية رفيدة ياسين التي تعرضت للموت أكثر من مرة وصارعت الأسود وهددها تنظيم جماعة داعش بجز رقبتها لدى تغطيتها أحداث سوريا ..كما تحدت الرئيس البشير بأن تصلي في كاودا التي عجز عن الوصول إليها طيلة الثلاثين عاما من الحكم ومواقف عديدة نستعرضها خلال هذا البروفايل من مسيرة رفيدة الاعلامية المغامرة.
رفيدة والبدايات..رفقة العمر والقلم :
ترافقت مع الاعلامية الشابة رفيدة ياسين التي ترعرعت بالقاهرة حيث جمعتنا زمالة العمل الصحفي في أكثر من مؤسسة منها صحيفة *آخر لحظة* مطلع العام ٢٠٠٨.م عبر مراسلة الصحيفة حينها بالقاهرة الأستاذة صباح أحمد (المصروسودانية) والتي تربطها علاقات عمل وطيدة بالسودان شأنها والاعلامية المصرية اسماء الحسيني ذات المرجعية الاعلامية المتجذرة عن السودان.
وفي العام ٢٠١٠.م تزاملنا بصحيفة السوداني في فترة تعد التجربة الأخصب في ميسرتي الصحفية نتيجة الأحداث الوطنية العظمى التي شهدتها منها انفصال جنوب السودان وتداعياته بين الرفض والقبول والتي أظهرتها كتابات المثقفين واعمال الفنانين الجنوبين شماليي الهوى أبرزهم منسوبي فرقة كواتو وجون ورقة الذي بكى قبل مغادرة الإذاعة والروائية والصيدلانية استلا قاتيانو وآخرين.
مغامرات رفيدة :
(جميل نعمل حاجات لأول مرة في حياتنا عشان نحس بمتعة التجربة..)
#مقتبس من كلام ل(رفيدة ياسين) عن مغامراتها ولسان حالها يردد :
من تهيب صعود الجبال..
عاش أبد الدهر بين الحفر..
العديد من المغامرات خاضتها رفيدة ياسين وهي تمارس الإعلام بكافة مسمياته..حيث كان مدخلها للإعلام المرئي عبر الصحافة الورقية بالسودان مما مكنها من التعرف على طقوس وعادات شعبها بالمدن والارياف والمقاطعات الحدودية بالدمازين وجنوب السودان وكاودا التي شهدت أبرز مغامراتها الفعلية وقولها انها تحدت البشير بالصلاة في كاودا التي عجز عن الوصول إليها بعد ثلاثين عاما من الحكم..
رفيدة والأسد :
تفجأ أصدقاء رفيدة بالفيسبوك _ذات بوست_ بزميلتهم المغامرة تروض أحد الأسود الأفريقية الشرسة فاعتبر البعض ان الصورة مجرد فوتشوب ولكن جاءت الحقيقية في تعليقها المصاحب للصورة :
( ..تحياتي واحترامي للجميع أصدقائي للتوضيح : الأسد ده ما مخدر ولا ده فوتشوب ، دي مغامرة كان نفسي اعيشها من زمان ..المسألة فعلا مقلقة لان ده أسد يعني ما عنده أمان ..كل الحكاية انو ادربت الأول قبل ما اتعامل معاه بواسطة متخصص ترويض اسود..الخلاصة قالوا ملك الغابة ..بس ترويضو ما كان مهمة مستحيلة (حيوان كسول ..اتكالي ..رغم شراسته المزعومة).
مواجهة الموت أكثر من مرة..
أكثر من (١٥) عاما من عمرها المهني بالإعلام قضتها ما بين الخرطوم وجوبا وعديد العواصم العربية والاقاليم ذات الصراع الحربي والاقتصادي باثيوبيا وسوريا الملتهبة توزعت تجربة رفيدة ياسين الاعلامية ومغامراتها التي عرضتها للموت والتهديد بالموت أكثر من مرة ..بل وصل الأمر إن تلقت تهديدات من جماعة داعش عام ٢٠١٤.م بجز رقبتها وذلك أثناء تغطيتها الميدانية لقناة اسكاي نيوز العربية في أول تجربة حربية لها بسوريا الأمر الذي جعل رفيدة تتوارى عن الانظار وعن زملائها فترة محدودة عادتها بعدها أكثر ثقة في رسالتها الاعلامية بعد الالتحاق بقناتي العربية والحدث برفقة زميلها السوداني سعد الدين حسن ..والذي تعرضت معه إلى حادث انقلاب سيارة بجوبا عاصمة جنوب السودان برفقة عدد من الصحفيين السودانيين ولكنها نجت باعجوبة..!
رفيدة بالقيادة ..الصورة التي اغضب الثوار ولجان المقاومة..!
تعد الاعلامية رفيدة ياسين وزميلها بقناة العربية سعد الدين حسن من أوائل الاعلامين بالخارج الذين حرصوا على الحضور مع بدايات ثورة ديسمبر ونقل الأحداث مباشرة وسط زخات الرصاص والموت الأحمر والاشباكات العنيفة ومن المفارقات ان الاعلامية رفيدة ياسين تعرضت لاحرج المواقف بسبب قصر قامتها عندما أرادت نقل الأحداث مباشرة من محيط القيادة العامة ولم يمكنها طولها من ملاحقة الكاميرا المثبتة على احد الحوائط مما أجبر الثوار على الاستعانة بصندوق بيبسي فارغ تصعد عليه حتى تتمكن من مواجهة الكاميرا والنقل المباشر للأحداث.. وبالمقابل أثارت إحدى صورها مع قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) اثار غضب الثوار ووجه بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بالسودان بتوجيه الاتهام لرفيدة بتمجيدها نائب رئيس المجلس العسكري بعد أن وصفها حميدتي في تعليق بالبساطة، غير أن رفيدة نفت ذلك الاتهام وقالت في تغريدة على حسابها الخاص :
(أنا لم أمجد ولا أمجد أحد ، ولست مسؤولة عن تصورات وتخيلات البعض..)
الصلاة في كاودا ..رفيدة تتحدى البشير..!
تعد الاعلامية رفيدة ياسين من أبرز الصحفيات السودانيات خوضا للمغامرات الميدانية خاصة عندما كانت محررة صحفية بالعديد من الصحف السودانية أبرزها صحيفة آخر لحظة وصحيفة السودان وكان لي شرف مزاملتها عن قرب بالمنبرين الكبيرين حيث اجرت تحقيقات ميدانية من جنوب السودان ومناطق التماس بالدمازين و منطقة ابيي رغم الطين والوحل الذي تعرضت فيه وزملائها إلى مواقف محرجة أثناء عبور الخيران والمستنقعات الخطيرة وعندنا التحاقها بالقنوات الفضائية كانت حريصة على زيارة مقاطعة كاودا بجنوب كردفان والتي تتبع للحركة الشعبية جناح الحلو الأمر الذي جعل رفيدة تطلقها داوية وتعلن انها تحدت الرئيس عمر البشير بالصلاة في كاودا التي عجز عن زيارتها رئيس الجمهورية حينها هلى مدي ثلاثين عاما..!
لينا وتسابيح..تاج العروس على رأس رفيدة :
كانت خلاصة تلك الرحلة الاعلامية ان خضعت *رفيدة ياسين* أخيرا إلى تعلم الحياة المنزلية بكل تفاصيلها حيث فاجأت أصدقاءها وصديقاتها بأكثر من صورة على حسابها الخاص بالفيسبوك وهي تتعلم العواسة والطبخ بل وركوب الحمير نعم (الحمير السودانية) والشراب من ماء النيل باليد (شراب الهين) يصاحب ذلك تعليق مثير :
(جميل نعمل حاجات لأول مرة في حياتنا عشان نحس بمتعة التجربة..عن نفسي أول مرة أركب حمار ، واشرب من النيل مباشرة ، ونعمل كسرة ..بغض النظر عن أنها طلعت قراصة ..!)
كانت تلك التجارب مدخل للحياة الزوجية الخاصة بالإعلامية رفيدة ياسين .. يوم زفافها بالقاهرة والذي شاركت فيه الفنانة السودانية هدى عربي على ايقاعات حقيبة الفن السوداني الأصيل ، انهالت عليها التهاني والتبريكات من زملائها بالمهنة وزميلاتها خاصة حيث قالت زميلتها لينا يعقوب (مدير مكتب العربية بالخرطوم) في تغريداتها :
(مبروك العزيزة جميلة الروح رفيدة ياسين.. كل السعادة والمحبة والمودة يا رفيقة..)، فيما غردت زميلتها تسابيح خاطر مهنية:
(من حفل زفاف صديقتي ورفيقة أحلى سنوات العمر ..ألف مبروك يا جميلة القلب والروح والمحيا..).
الاعلامية عارضة الأزياء..سوء التفاهم وتبادل الشتائم :
التجربة الاعلامية التي خاضتها الاعلامية رفيدة ياسين يعود الفضل فيها إلى الإعلام السوداني المقروء( الصحف) وقادته الذين نعترف لهم بفضل الأبوة مهما كانت الخلافات الفكرية والتلون السياسي وصراعات الرأي والرأي الآخر واعني هنا بعض الكتاب الذين عملت معهم رفيدة ابرزهم الأساتذة (مصطفى ابوالعزائم والهندي عز الدين وضياء الدين بلال وأكاد أجزم ان تجربة صحيفة السوداني وآخرلحظة هي التي عرفت رفيدة بالمجتمع المحلي والاقليم واتاحت لها فرصة العالمية..غير أن حادثة (الثوب السوداني) الذي ارتدته رفيدة ياسين في إحدى تغطياتها الميدانية لقناة العربية جعلت استاذها الهندي عزالدين يلفت لها النظر بجريدة المجهر التي يملكها تحت عنوان مثير :
(مذيعة سودانية تتحول الى عارضة أزياء..) الأمر الذي دفع رفيدة ياسين إلى الرد على بعنف وتعهدت بمتحه توب هديه مشيرة إلى مقالاته التي مدح فيها صلاح قوش مدير جهاز الامن السوداني حينها بعد إعادته في الوقت الذي انتقده سابقا ابان عزله وادخاله السجن..غير أن تجربة التوب السوداني اتضحت انها مجرد مغامرة عقب ارتداء رفيدة ياسين للعمل السودانية في صورة أثارت ردود أفعال واسعة.
رفيدة وبن قنة..وصراع القناعات:
يظل السؤال قائما هل: يستطيع الرأي العام اقناع رفيدة ياسين على مواصلتها في ارتداء الحجاب رغم ردها القاطع بأنها ستنزع الحجاب فور مغادرتها السعودية ام انها تكرر تجربة الجزائرية خديجة بن قنة إحدى أبرز الاعلاميات بقناة الجزيرة الفضائية والتي ما زالت تتمسك بالحجاب على مدى عشرين عاما اي منذ نوفمبر ٢٠٠٣.م خاصة أن حجاب رفيدة وجد من الإشادات والتعليقات بما هو لافت للنظر منه تعليق يقول :
(كم وكم انت جميله به..) أي الحجاب..حيث جاء ردها قاطعا :
(أنا جميلة في كل أحوالي وأشكالي..).