تقارير

زيارة مفصلية إلى واشنطن: كيف رسّخ محمد بن سلمان شراكة تاريخية مع إدارة ترامب وحرّك ملف السودان على طاولة القرار الأميركي؟

شهدت العاصمة الأميركية واشنطن زيارة وُصفت بأنها من أهم المحطات في مسار العلاقات السعودية–الأميركية، حيث أجرى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سلسلة لقاءات واتفاقيات

 

 

 

ترياق نيوز – تقرير : عبدالباقي جبارة

 

 

 

 

شهدت العاصمة الأميركية واشنطن زيارة وُصفت بأنها من أهم المحطات في مسار العلاقات السعودية–الأميركية، حيث أجرى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سلسلة لقاءات واتفاقيات استراتيجية مع الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب، توّجت بتوقيع حزمة واسعة من المبادرات الاقتصادية والدفاعية والتقنية غير المسبوقة.

 

 

 

تعزيز الشراكة الاستراتيجية وتوقيع اتفاقيات بـ270 مليار دولار

 

 

 

 

 

أكد البيان المشترك الصادر عن الجانبين السعودي والأميركي أن المباحثات تناولت التطورات الإقليمية والدولية، وسبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في المجالات الدفاعية وأمن الطاقة والتكنولوجيا والاقتصاد.

وشهدت الزيارة توقيع اتفاقية الدفاع الاستراتيجي، والشراكة الاستراتيجية في مجال الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى اكتمال المفاوضات بشأن التعاون في الطاقة النووية المدنية. كما شملت التفاهمات اتفاقيات تتعلق بتأمين سلاسل الإمدادات الحيوية مثل اليورانيوم والمعادن الحرجة، إلى جانب حزمة إجراءات لتسهيل الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة.

وفي منتدى الاستثمار الأميركي السعودي، أعلن الطرفان توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم تتجاوز قيمتها 270 مليار دولار، مما يرسّخ موقع المملكة كأحد أهم الشركاء الاقتصاديين لواشنطن.

رسالة سياسية رفيعة: تعزيز الثقة وإعادة تشكيل العلاقات

جاءت الزيارة بناءً على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وتلبية لدعوة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقد شدّد الطرفان على عمق الصداقة التاريخية بين البلدين وعلى التزامهما المشترك بتطوير العلاقة إلى مستوى غير مسبوق.

ونوّه ولي العهد السعودي خلال اللقاءات بالنتائج الإيجابية لزيارة الرئيس ترامب إلى المملكة في مايو 2025، مؤكداً أن الشراكة بين البلدين دخلت مرحلة جديدة أكثر رسوخًا وتأثيرًا.

كما شهدت الزيارة إقامة حفل عشاء دولة على شرف الأمير محمد بن سلمان، بحضور كبار المسؤولين الأميركيين، وأعضاء من الكونغرس، وقادة قطاع الأعمال، مما يعكس الزخم السياسي والدبلوماسي الذي رافق الزيارة.

لقاءات مع قيادات الكونغرس

أجرى ولي العهد لقاءات رسمية مع رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون وعدد من أبرز قيادات مجلسي الشيوخ والنواب، ركّزت على الملفات الإقليمية والشراكة الاقتصادية والأمنية بين البلدين.

انعكاسات الزيارة على الملف السوداني

بحسب تحليلات نشرتها “وكالات الأنباء ”، تُعدّ من أبرز ثمار زيارة الأمير محمد بن سلمان تحريك ملف حرب السودان داخل الإدارة الأميركية. فقد جاءت المداولات السعودية–الأميركية لتعيد تسليط الضوء على الأزمة السودانية بوصفها أحد أخطر النزاعات الإنسانية القائمة.

ويرى المراقبون أن مواقف ولي العهد السعودي الداعمة لإطفاء الحريق في السودان تستحق تقدير ملايين السودانيين الذين أنهكتهم الحرب. كما أشار الخبراء إلى أن تصريحات الرئيس ترامب بشأن اهتمامه بوقف الحرب في السودان تمثل نقلة محتملة في تحريك جهود السلام، خصوصًا بعد مواقفه التي أسهمت –حسب التقارير – في وقف نزاعات أخرى في المنطقة مثل حرب غزة.

قراءة في شخصية ولي العهد ودوره على الساحة الدولية

التغطيات والتحليلات المصاحبة للزيارة أبرزت سمات قيادية لافتة لولي العهد السعودي، حيث ظهر بثقة ووضوح في ردوده على أسئلة الصحافيين، وقدّم رؤية متماسكة تتناسب مع التحولات العالمية، مستندًا إلى موقع المملكة الاقتصادي والجيوسياسي المتصاعد.

كما عكست الزيارة قدرة الرياض على الاستثمار في شبكة علاقاتها الدولية، وتسخير ثقلها السياسي والاقتصادي في ملفات إقليمية، من بينها الملف السوداني.

خلاصة :

تمثل زيارة الأمير محمد بن سلمان لواشنطن محطة تاريخية عززت من خلالها السعودية شراكتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، ووقّعت خلالها اتفاقيات اقتصادية ودفاعية ضخمة، إلى جانب فتح آفاق جديدة للتعاون في التكنولوجيا والطاقة.

كما رسّخت الزيارة حضور المملكة كقوة إقليمية قادرة على التأثير في الملفات الدولية، وفي مقدمتها الأزمة السودانية، في وقت يُنتظر فيه أن تسهم الديناميكية السعودية–الأميركية الجديدة في دعم جهود السلام والاستقرار في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى