اللواء خالد المحجوب… عندما يتحدث الشعر بلسان الوطن
في زمنٍ تتراجع فيه الكلمة الصادقة أمام ضجيج المصالح، يطل علينا رجل دولة عرفناه صلبًا في مواقفه، حكيمًا في كلمته، ثابتًا في وطنيته، ليُفاجئنا بوجهٍ آخر لا يقل جمالًا عن الأول... وجه الشاعر والمبدع اللواء خالد المحجوب

بقلم: د. منصورة المجبري
في زمنٍ تتراجع فيه الكلمة الصادقة أمام ضجيج المصالح، يطل علينا رجل دولة عرفناه صلبًا في مواقفه، حكيمًا في كلمته، ثابتًا في وطنيته، ليُفاجئنا بوجهٍ آخر لا يقل جمالًا عن الأول… وجه الشاعر والمبدع اللواء خالد المحجوب.
ديوانه الجديد “حدث لم يحدث” ليس مجرد مجموعة شعرية تُضاف إلى رفوف المكتبات، بل هو حالة وجدانية تنبض بالعقل والروح معًا. شعره ليس كلمات تُكتب لتُقال، بل هو فن وإحساس، وموهبة تتقن اللغة وتعيد تعريفها بمعاني الشرف والانتماء والإنسانية.
لقد قرأت هذا الديوان فوجدتني أمام نصوص تشبه الوطن حين يكون في ذروة صدقه. نصوص تحاورك بذكاء، وتستدرجك بجمالها، وتضعك أمام مرآة الذات. تساءلت وأنا أقلب صفحاته: أين كانت هذه الموهبة مدفونة؟ وكيف لم نلتقِ بهذا العمق الشعري من قبل؟
اللواء خالد المحجوب لا يكتب الشعر بترف الوجدان، بل بصدق الموقف وتجربة الحياة. هو الشاعر الذي تمرّس في قراءة الواقع، ورجل الأمن الذي أدرك أن حماية الأوطان لا تكون بالسلاح وحده، بل أيضًا بالكلمة التي تبني الوعي وتزرع الأمل.
كم نحن فخورون بليبيا حين تنجب رجالًا بهذا المقام؛ رجال يجمعون بين الفكر والفعل، بين الصرامة والإنسانية، بين الانضباط والإبداع.
اللواء خالد المحجوب، رجل الوطن والشاعر الكبير، يثبت أن الثقافة ليست ترفًا، بل جزء من أمن الروح القومية وكرامة الكلمة.
حفظ الله هذا الرجل الوطني، ووفقه لما فيه خير البلاد والعباد.













