منوعات

(بالله دا شعب يحكمه لصوص ومجرمون ) .. بائعة الشاي وشباب كسلا..الدموع لاتكفي

 

كسلا : ترياق نيوز

 

 

 

 

 

  قرأ أحدهم اللفتة الإنسانية المؤثرة التي قام بها شباب مدينة كسلا شرقي السودان ودونها زميلنا الاستاذ صديق رمضان بحروف أنيقة تفيض إنسانية فلما خلص اكتفى بالقول : ( بالله دا شعب يحكمه لصوص ومجرمون )؟!

 

 

 

 

 

أدناه ما كتبه الاستاذ / صديق رمضان :

 

 

 

 

 

 

بنفس عزيزة وكبرياء اختارت طرق أبواب الرزق الحلال، قررت أن تقاتل من أجل توفير ما تسد به الرمق، اختارت مهنة بيع الشاي والقهوة، جلست في ركن قصي أمام مركز شرطة ابوخمسة بوسط كسلا، تضع أمامها أواني قليلة وثلاث مقاعد، عسى ولعل يغشاها الزبائن لتجني منهم ولو القليل من المال في زمن عزّ فيه المال ومال فيه الحال، رغم الدخل المحدود والحيل المهدود والافق المسدود إلا أنها كانت تثق في رب الوجود.

 

 

 

 

 

 

 

شاب كسلاوي ساق الله إليه الخير التقط بهاتفه صورة للمرأة للمثابرة ونشرها مع مبادره منه أن يذهب الشباب لتناول الشاي معها تضامنا وتعاطفا، ولأن في كسلا الخير يمشي بين الناس ويتفيأ ظلال الوريفة كانت الإستجابة فوق الخيال.

 

 

 

 

 

 

عقب إفطار يوم الأحد التاسع من رمضان حضروا من كل حدب وصوب لجبر خاطر من هي في مقام الأم، هذا يحمل سكر وذلك احضر كبابي وتلك لم تنسي إحضار كمية من الكراسي، كل واحد منهم جاء بقلب رحيم يحمل على اكفه الرحمة.

 

 

 

 

 

فجأة تحول المكان الذي كان يشكو من قلة الزبائن إلى ازدحام غير مألوف، وبذات الروح الشبابية لم يتركوا مجالا لبائعة الشاي لاستيعاب مايحدث فنشطوا في مساعدتها، هذا “يهبب” الفحم وذلك يوزع في الكراسي وتلك تقدم مياه الشرب، وجدت نفسها فجأة انها ضيفة في مكانها، الجمتها الدهشة، ربما كانت تردد في سرها “الحاصل شنو” وربما كانت تحمد الله على نعمة التفاف الناس حولها.

 

 

 

 

 

 

 

 

في تلك الاثناء ومع مرور الوقت كان توافد الشباب والشابات يتضاعف حتى ضاق المكان بما رحب، جميعهم حضروا من أجل جبر خاطرها، لايعرفونها ولا تعرفهم،فقط الإنسانية تربط بينهم، كانوا على يقين انها بمثابة والدتهم وان الواجب الإنساني يدفعهم لدعمها والوقوف بجانبها.

لتكون المحصلة ليس مبلغ مالي فاق حد الوصف حصلت عليه، بل تجسيد حقيقي للإنسانية، ومع نهاية منتصف الليل ذهبت الوالدة إلى بيتها والسعادة قد سكنت نفسها وذهب الشباب وكلهم سعادة لادخالهم الفرحة في نفس كان تتوق إلى من يؤكد أن الخير في سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وفي أمته إلى يوم الدين.

شكرا شباب كسلا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى