أمس الجمعة ١٩ ابربل ٢٠٢٤م بقاهرة المعز بينما حرب السودان اللعينة تدخل عامها الثاني بخمسة أيام يأبى احد فرسان السلام إلا وأن يبعث برسالة لصناع الموت مفادها نحن هنا “نصنع الحياة “.. فالمشهد لم يختلف كثيرا حينما كان علي فارسات يقود المواكب وذات الطغاة يقتلون ويسحلون فوقع فارسات في يدهم اسيرا فتحرر بانشودة الثورة ” حرية، سلام وعدالة ” وحين سقط جريحا لفته الشارات البيضاء وهي ترفرف تبعث رسالة السلام ” لا للدماء ” .. نعم بالأمس كان زفافه الميمون على ست الحسان ” ريان ” فكان يوما لصنع الحياة ومبعث الامل لشعبنا مفادها لا بد لنا ان نعيش وننتصر فحلقت العروسة بزفافها الابيض تنثر الافراح في وسط الدم والدموع وذكريات الحرب الاليمة مضمدة ٱلام النزوح وفراق الأحبة وتنظر لفارس احلامها بمودة ورحمة وهو مزهوا بوفاء وعده حين يغني لها مع ابو عركي ” بوعدك ياذاتى يا اقرب قريبة بكره اهديك دبلة الحب والخطوبة أى حاجة تزعلك
حالا اسيبا انت زيك كم اميرة وكم حبيبة وعد من قلبى وارادتى من ضميرى
مافى زول اجبرنى ماشاورته غيرى كل كلمة اقولا بتصور شعورى هى البريدا
وهى حتقاسم مصيرى مين يفرق بين حبايب نادى شوقهم الامل زاد العواطف
فى طريقهم كل زول فى الدنيا شايفنو بيريدهم والمحبة البانية راميه ظلالها فوقم “
نعم كل زول بريدهم حيث لملم الزملاء والزميلات جراحاتهم وكفكفوا ديمعاتهم وفرشوا للعرسان ابتسامة عريضة.. كعادته عمرو شعبان يصنع الاحداث ويقف خلفها ومحمد ادم بركة بوفاءه ومهند بكري برزناته والجنرال خالد فتحي بحكمته حضورا انيقا و” كنداكة” تطل وسط الحضور مرتدية ثوب النصر وهي تردد هانذا حفيدة ” الملكة اماني ” ونحن غنينا لها كما غنى وردي ” وخطاكي يا مولاتي والهدب المكحل وفتنة التوب الانيق ” فرفعت هامتها مزهوة تبشر في العرسان وتهتف مع الفيتوري ” يا راية منسوجة بشموخ النساء وكبرياء الرجال..
ووسط الدائرة يتحكر الجيل الثالث للصحافة السودانية ” عادل سيد احمد. عثمان ميرغني. سبويه يوسف . نوح السرج، عبدالباقي خالد عبيد فاطمة غزالي ” وكأنهم يحللون المشهد ويؤكدون بأن الفرح قادم والنصر ٱت نراه في عيون العذارى وٱهات المقهورين.. وشباب الصحافة يقفون في اركان الصالة كادأنهم يقومون بتأمين موكب متأهب للاقتحام مروان سنهوري، محمد حسيب ، وسماح طه ٱخر الواصلين كأنها ارادت ان تكون حابسة للعقد النضيد.. وكذلك حضورا انيقا ذاك الصوت الشجي الفنان ابن البلد الاصيل جمال الكنزي وإن لم يغني لعوامل فنيه فبادله الصحفيون حبا بحب ولسان حالهم يردد ” يا غنانا المشتهنو ” .. وعفوا للذين سقطت اسماؤهم لا اقول سهوا لكن حضوركم مبهر طغى على الكلمات……
على كل.. يوم مشهود لزفاف العروسين ” علي فارساب وريان ” الف مبروك وانتم زرعتم البسمة في زمن الحزن والامل في زمن اليأس.. تحفكم الدعوات لبيت عامر بالمودة والمحبة والمال والبنون في وطن ٱمن خيري ديمقراطي… على وعد ان نحتفل بكم مجددا باذن الله في ساحة الحرية ومقرن النيلين في دولة السلام والمدنية ..