الخرطوم / ترياق نيوز
أعلن رئيس شركة “غلاف كوسموس” Glavkosmos، المتخصصة في التعاون الدولي الفضائي، دميتري لوسكوتوف، عن تفاصيل الرحلات السياحية الروسية إلى المحطة الفضائية الدولية.
وكانت RT قد أجرت الحديث مع “غلاف كوسموس” بوصفها فرعاً لمؤسسة “روس كوسموس” الفضائية الحكومية. وخلال لقائه مع مراسلتنا، دار الحديث عن مستقبل الرحلات الفضائية السياحية على متن المركبات الفضائية الروسية، التي ظلت على مدار عقد كامل الوسيلة الوحيدة لإيصال رواد الفضاء إلى المحطة الفضائية الدولية بنجاح وفعالية.
وحول الشروط الواجب توفرها في “السائح” الفضائي، قال رئيس الشركة إن هناك شروطا معينة، يجب أن تتوفر في المتقدم، من ناحية المواصفات البدنية، وهو ألا يزيد وزن السائح عن 95 كلغ، وألا تزيد قامته عن 190 سم. وذلك بسبب أبعاد مقصورة المركبة الفضائية التي لا تسمح بأكثر من ذلك.
إلى جانب ذلك، فهناك عدد من الاختبارات النفسية والجسمانية التي يمرّ بها “السائح” قبيل السماح له بالتدرّب، من بينها اختبارات رهاب الأماكن المغلقة وقدرة الشخص على الجلوس في مقعد المركبة الفضائية لعدة ساعات، ولا يتم السماح سوى للأشخاص القادرة فعلياً على المرور بهذه التجربة الصعبة جسمانياً ونفسياً.
وأشار لوسكوتوف إلى أن الشركة وفّرت برنامجاً مختصراً لتدريب السياح الفضائيين مدته 4 أشهر فقط (15 أسبوعاً)، وهو الحد الأدنى للفترة الزمنية المطلوبة للوصول إلى المستوى المطلوب من المعرفة والمهارة، وقال إن هناك مجموعة من السياح يتم تدريبها الآن من باب التجربة على هذه الفترة الزمنية القصيرة للغاية، إلا أنه عاد وأكّد أنه ربما، بالتجربة مع الوقت، سوف يكون من الممكن كذلك خفض هذه الفترة في المستقبل بالنسبة للسياح. علماً بأن فترة تدريب رواد الفضاء المحترفين لا تقل عن 6 أشهر.
وعن طبيعة التدريب، صرح رئيس شركة “غلاف كوسموس” بأن التدريبات تركّز بالدرجة الأولى على معرفة أنظمة المركبة الفضائية، والصمود النفسي، واتخاذ أصعب القرارات تحت أصعب الضغوط، بما في ذلك حالات الطوارئ المختلفة (الحريق، الدخان وغيرها)، إلا أن هذه الحالات لم تحدث في تاريخ شركة “روس كوسموس” سوى مرات تعد على أصابع اليد الواحدة. ومع ذلك، يجب أن تصل قدرات المتدرب إلى اتخاذ القرارات بشكل تلقائي دون تفكير.
وحول سعر التذكرة إلى الفضاء، قال لوسكوتوف إن شركة “بوينغ”، والتي لازالت في مرحلة تجارب الرحلات، ولم تقم بأي رحلات مأهولة بعد، كانت أعلنت عن ثمن رحلتها الذي يبلغ 80 مليون دولار. كذلك فإن الرحلات الأمريكية التي تعرضها الشركات الأخرى، مثل “سبيس إكس” تتراوح ما بين 55 و90 مليون دولار، استناداً إلى طبيعة الرحلة، والتجارب التي يرغب “السائح” في إجرائها على متن المحطة الفضائية الدولية. كما أن وقت الوجود على متن المحطة الفضائية الدولية هو تكلفة إضافية لا تدخل في ثمن الرحلة، وكذلك الوقت الذي يقضيه السائحون مع رواد الفضاء المحترفين المقيمين على متن المحطة، وهو ما يعطلهم عن عملهم الأساسي، هو الآخر يؤخذ في الحسبان، عند حساب التكلفة النهائية.
عن الرحلات الروسية، أكّد لوسكوتوف أن أسعار الرحلات الروسية منافسة وسوف تكون أقل من هذه الأرقام، وهي تلاقي بالفعل إقبالاً في سوق السياحة الفضائية، حيث تعتزم الشركة إرسال سائحين يابانييْن نهاية هذا العام إلى المحطة الفضائية الدولية، كما أن هناك عدد من السائحين من جميع أنحاء العالم أعربوا عن رغبتهم في القيام بهذه الرحلة المثيرة، وتقوم الشركة حالياً بدراسة تلك الطلبات.
وحول مستقبل السياحة الفضائية، صرح لوسكوتوف، بأن رائد الفضاء، واقعياً، هو عالم وباحث ومهندس ويحمل في جعبته الكثير من المعارف والمهارات والمعلومات المتخصصة في شتى المجالات، وبالطبع سوف تتضمن رحلته إلى جانب “السائح” الفضائي جزءاً من الاعتناء بهذا السائح، وهو ما يدخل في سعر التذكرة الفضائية. إلا أنه، ربما بعد 15 أو 20 عاماً، سوف يكون هناك رواد للفضاء يعتنون برحلة عدد من السائحين، دون أن يتعيّن على هؤلاء السائحين التفكير في مشكلات الطيران، ومعرفة الأجهزة والأنظمة المختلفة للمركبة الفضائية، تماماً كما نفعل الآن في رحلاتنا بالطائرة.
وأجاب ، لوسكوتوف على سؤال وجهته إليه مراسلة RT عن سعر الأمتعة الإضافية للسائح الفضائي وقال إن أبعاد المركبة لا تسمح بوضع أمتعة إضافية. لذلك يسمح للراكب بنقل ما لا يزيد عن 15 كلغ، لكن في حال رغب السائح بإجراء تجارب علمية على متن المحطة الفضائية يمكن أن تنقل إليه شاحنة فضائية ما يزيد عن ذلك، على أن يدفع أجور الشحن المتعارف عليها للشاحنات الفضائية.
وقال لوسكوتوف في ختام المقابلة إن التنافس بين شركتي “سبيس إكس” و” بوينغ” و”روس كوسموس” في مجال السياحة الفضائية ازداد العام الماضي بعد أن تحررت “روس كوسموس” من وظيفة إرسال رواد الفضاء الأمريكيين إلى المحطة الفضائية وإطلاق “سبيس إكس” لمركباتها الفضائية المأهولة.
وقال إن عمر المحطة الفضائية ينتهي عام 2028 أو 2030. وستحل محلها محطات فضائية أخرى أفضل وأحدث منها، بما فيها محطات قمرية ستستطيع تقديم طيف كامل من الخدمات الفضائية السياحية.
وحول إمكانية الحجز، قال لوسكوتوف إن الأماكن المتاحة الآن لن تكون قبل عام 2023، إذا تم التقديم فوراً.