(الرجل اللي خلف الإمام ) بشرى الصادق المهدي .. رجل الدولة القادم من الخلف !

ترياق نيوز : عبدالباقي جبارة
أجرت ( ترياق نيوز ) حوارا توثيقيا مطولا على مدى يومين استغرق حوالي الأربعة ساعات ، مع الحبيب / بشرى الصادق المهدي ، فكان الهدف من الحوار تقفي أثر الامام الحقاني الصادق المهدي عليه الرحمة ، الذي انتقل الى الدار الآخرة في ٢٦ نوفمبر العام ٢٠٢٠م عن عمر ناهز ال ٨٤ عاما ، شهد له فيها القاصي والداني بالعطاء الثر في شتى مناحي الحياة السياسية ، الاجتماعية والفكرية ، وجاءت فكرة الحوار مع السيد بشرى أصغر أبناء الامام سنا ، رغم أنه لم يعرف له نشاط في الحياة العامة غير أنه ضابط القوات النظامية و(الرجل الذي يقف خلف الأمام ) بإنضباطه العسكري وأدبه الأنصاري ، الأمر الذي مكن له بأن يكون اقرب شخص له من أفراد الأسرة في السنوات الأخيرة حيث لازمه منذ العام ٢٠١٤م وحتى آخر لحظة في حياته
المفاجأة الكبرى ذهبنا له لنتلمس ما يعرفه عن أبرز المحطات في حياة الإمام في السنوات التي رافقه فيها وما شهد عليه من مواقف ، لنكتشف بأن الرجل أي بشرى الصادق المهدي بتكئ على مخزون معرفي لا يستهان به حيث أبحر بنا في سرد تاريخي منذ نشأة الامام الأكبر محمد احمد المهدي وخلفاءه وفي تسلسل منطقي حتى آلت الأمامة لوالده ، ثم غاص بنا في تشعبات بيت المهدي وعلاقات هذه الأسرة المرتبطة بمعظم قبائل السودان شرقها ، غربها ، جنوبها وشمالها . وهذا السرد الشيق لم ينسنا أسئلة الحاضر الملحة وما يدور حول بيت الإمام الصادق المهدي بما فيها ما يبدو محرجا لكن اجابات بشرى المتسقة مع هذا البيت الكبير وأثره في المجتمع مبرر كافي لتكون أدق الاسرار مبذولة ليكون كل ما يرتبط بهذا البيت ملك للشعب السوداني .
بشرى كشف كثير من الحقائق قد يكون فيها حديث المجالس سرا مثل هل سعى السيد الصادق المهدي لأمامة الأنصار ونازع عليها أعمامه الراحل الامام الهادي والحي يرزق احمد المهدي ؟ وما هو سر الصراع حول الورثة والمعلومة المهمة التي كشف عنها بشرى ؟ وكيف هي العلاقات الاجتماعية بين أسرة الصادق المهدي والأسر التي تلتقي معهم رحما وتخالفهم فكرا وتوجها ؟ ، وكذلك السؤال الذي قال بشرى يعتبره مستفز هل هنالك تمييز بين أولاد سارة واولاد حفية ، أيضا تطرق الحوار لتربية الامام لابناءه وتوجيهه لهم خلالها اي الامام لابنائه ( تخوشنوا فإن النعمة لا تدوم ) واكتشفنا بأن بشرى الابن الأصغر للامام عرفته معسكرات التدريب العسكري الشاق في جبيت وأم درمان وتجاوز كل الدورات الحتمية ليكون ضابط عظيم ، ثم عرفته فيافي الزراعة المطرية في مناطق النيل الازرق لمواسم عدة .
ولم نقفل في هذا الحوار اهم المحطات السياسية للامام الصادق المهدي التي كان شاهدا عليها بشرى ابنا للامام وحارسا أمينا له ورفيقا في الحل والترحال منذ تهدون إلى تفلحون . ونداء الوطن والتراضي الوطني .. ثم ملابسات خروج مبارك الفاضل من الحزب الكبير إلى ضيق الحكم الشمولي وموالاته حكم الإنقاذ ومحاولته سحب البساط من رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي ، حتى الوصول لانتفاضة ١٩ ديسمبر ٢٠١٨م ورعايته لاعلان قوى الحرية والتغيير بدار الأمة ، والرؤية الواضحة للامام بأهمية وجود قيادة تضبط ايقاع الثورة وبرنامج الفترة الانتقالية . وكذلك تعرض الحوار لتحركات الامام الدولية ، وتفاصيل هامة حول مرض الامام حتى وفاته له الرحمة والغفران ، ولم ينس بشرى الحديث بحب عن شخصيات يعتبروا جنود مجهولين مثل مدير مكتب الامام ابراهيم علي والسكرتير الخاص محمد زكي الذي حظي بوصية خاصة من الامام يحملها بشرى وكذلك الشاب الذي خدم الإمام في صمت وكان له الفضل في ترتيب هذا الحوار ابراهيم النفيدي ولم ينس بشرى أمهاته اللائي اشرفن على تربيتهم كعاملات في منزل الامام حتى أصبحن جزء من أفراد الأسرة .
في هذا الحوار تفاصيل كثيرة ومعلومات قيمه ..لكن اهم ما خرجنا به اكتشافنا لشخصية الحبيب بشرى الصادق المهدي فهو بالتأكيد رجل مهام ورجل دولة قادم بكل ثقة لما يتمتع به من شخصية متوازنه ومتواضعة ومرتبة وتشربت بالحكمة سواء بالوراثة أو بمصاحبة الامام ، والمسحة الدينية وهو يتلو راتب الامام المهدي تطفو عليه هيبة ووقار ..
فانتظرونا بأذن الله في سلسلة حلقات من هذا السرد الشيق .