حول العالم

أبو عبيدة يعلن مقتل نائب قائد هيئة الأركان خلال معركة “طوفان الأقصى”

القاهرة : ترياق نيوز

أعلن الناطق العسكري باسم “كتائب القسام”، أبو عبيدة، مساء اليوم الخميس، عن مقتل نائب قائد هيئة أركان “القسام” مروان عيسى خلال معركة “طوفان الأقصى”.

وكان عيسى على رأس قائمة المطلوبين لدى إسرائيل إلى جانب محمد الضيف، قائد “كتائب عز الدين القسام” جناح “حماس” العسكري، وزعيم الحركة في غزة يحيى السنوار.

ووصفت إسرائيل عيسى بأنه أحد منظمي هجوم السابع من أكتوبر، وأبرز عضو في حركة حماس يقتل منذ بدء الحرب في غزة، إذ كان قد أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري في 27 مارس الماضي، أن إسرائيل قامت بتصفية نائب القائد العسكري لحركة حماس في غزة.

ولد مروان عبد الكريم عيسى المكنى أبا البراء عام 1965 في مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة، فنشأ حاملا حلم العودة إلى القرية التي هُجّر منها أهله في “بيت طيما” بمدينة المجدل إبان النكبة عام 1948.

انضم عيسى إلى جماعة الإخوان المسلمين في شبابه، وأسهم في تنفيذ أنشطتها الدعوية والاجتماعية والتنظيمية، وتميز بين أقرانه ببنيته القوية، كما برز لاعبا مميزا في كرة السلة، وكان يلقب بـ”كوماندوز فلسطين”، وكانت لاعبا ضمن فريق “نادي خدمات البريج”، إلا أن مسيرته الرياضية انتهت عندما اعتقلته إسرائيل عام 1987 بتهمة الانضمام لحركة “حماس”، واعتقلته بعدها السلطة الفلسطينية عام 1997، ولم يخرج إلا بعد اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000.

وترك عيسى الرياضة بعد الإفراج عنه وشق طريقا مالت إليها نفسه للدفاع عن الأرض ملتحقا بكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وكان حينها في الـ19 من عمره. وكان دخوله للحركة على يد إبراهيم المقادمة، الذي كان أبو البراء يتدارس عنده أسبوعيا في المسجد الكبير داخل المخيم.

التجربة العسكرية

شكلت تجربته في السجن بعد أن اعتقل في زنازين إسرائيل فكره القسامي، فانضم لها فور خروجه، ومنذ أن التحق بها وهو يتدرج في مناصبها حتى صار من الرؤوس التي تقف خلف قرار العمليات والمعارك بشكل مستقل أو بالتشاور مع يحيى السنوار قائد الحركة في غزة.

كان عيسى في الدفعة التي شاركت بسلسلة العمليات الاستشهادية عام 1996 انتقاما لاغتيال المهندس يحيى عياش، إلى جانب عدد من البارزين في الحركة أمثال الضيف وحسن سلامة وغيرهم، فاعتقل على إثرها 4 سنوات، قبل أن يفرج عنه بعد انتفاضة الأقصى عام 2000.

وبعد خروجه من سجون السلطة، لعب عيسى دورا محوريا في الانتقال بكتائب القسام من خلايا نصف عسكرية منظمة على أساس هيكلة عسكرية، إلى كتائب ووحدات وألوية طبقا لهرم عسكري واضح.

وبقي مروان عيسى مجهولا حتى أعلن عنه رسميا ضمن “أسماء قادة الصف الأول من كتائب القسام” في البيان الذي نشرته في سبتمبر 2005 قبل 10 أيام من الانسحاب الإسرائيلي من غزة.

وخلال الانسحاب الإسرائيلي من غزة نشرت القسام نشرة خاصة باسم “فجر الانتصار” فيها مقابلات مع عدد من قادة القسام، عرف فيها عن مروان عيسى بأنه “مسؤول عمليات المستوطنات”، وتحدث عن طبيعة هذه العمليات التي زرع فكرتها صلاح شحادة القائد العام السابق للكتائب، وعلّق عيسى “قررنا نقل المعركة إلى منازل المستوطنين”.

وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن جهود عيسى كانت في اتجاهين خلال سنوات انتفاضة الأقصى، الأولى في هيكلة “كتائب القسام” وتنظيم جيشها المتفرق بين ألوية وكتائب ومجموعات، والثاني بسد الفراغ بعد اغتيال المهندس عدنان الغول عام 2004، للخروج بمشروع للتصنيع المحلي بما يخدم المقاومة برا وبحرا وجوا.

ولدوره البارز في الحركة خاصة بعد الانتفاضة الثانية، صار ملاحقا من إسرائيل التي أدرجت اسمه ضمن أبرز المطلوبين للاغتيال، وحاولت اغتياله خلال اجتماع هيئة الأركان عام 2006 مع الضيف وقادة الصف الأول في كتائب القسام، لكنه خرج منها مصابا ولم يتحقق هدف تل أبيب في تصفيته.

كما دمرت مقاتلات حربية إسرائيلية منزله مرتين خلال الحرب على غزة عامي 2014 و2021، وحينها لقي فيها أخوه وائل مصرعه.

وخلال الحصار على قطاع غزة عام 2009 عانى ابنه براء ذو الـ9 سنوات حينها من فشل كلوي، ورغم ذلك منع من السفر للعلاج خارج غزة، وتوفي على إثرها.

لم يكن وجهه معروفا قبل عام 2011، حيث ظهر في صورة جماعية التقطت خلال استقبال الأسرى المفرج عنهم في صفقة “وفاء الأحرار” مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وكان فيها خالد مشعل وصالح العاروري وأحمد الجعبري، وزعمت إسرائيل أن الشخص الموجود إلى جانبهم في منتصف الصورة هو مروان عيسى.

وظهرت تكتيكات عيسى وجهوده في التخطيط للاقتحامات في معارك غزة التي خاضتها بداية من “حجارة السجيل” عام 2012 إلى “طوفان الأقصى” عام 2023، إذ ظهرت فيها قوة القوات البرية والاستخباراتية والتقنية ومدى التخطيط المنظم والمحكم، والاهتمام الخاص باقتحام المستوطنات والمقرات الأمنية.

وفي معركة “طوفان الأقصى” ظهرت إستراتيجياته ومنهجيته في توجيه القوات الخاصة و”الكوماندوز” برا وبحرا، حيث اخترقت السياج الحدودي مع غزة واقتحمت المستوطنات في الغلاف بعمق وصل 40 كيلومترا.

وأسهم بتطوير أسلحة الحركة ووجه الجهود فيها حتى تطورت تطورا هائلا، فزاد مدى وصول الصواريخ وقدرتها التدميرية، ونقل الكتائب في مناسبات كثيرة من وضع الدفاع إلى وضع الهجوم، ولاهتمامه بتطوير الجانب العسكري عتادا وأفرادا، امتلكت الحركة طائرات مسيرة وشكلت قوات نخبة وحفرت أنفاقا هجومية، كما شكلت وحدة كوماندوز بحري نفذت عدة هجمات على الساحل في عسقلان وكبدت إسرائيل خسائر جمة.

إلى جانب تجربته العسكرية، كانت لعيسى تجارب سياسية له فيها دور بارز، حيث ظهر عام 2015 في ندوة علمية في غزة من تنظيم كلية الرباط الجامعية التابعة لوزارة الداخلية، تحدث خلالها عن جهود حماس في تعزيز قوتها وصياغة التحالفات مع من يمكن أن يمدها بالسلاح.

وفي عام 2017 وصل مروان عيسى إلى مصر ضمن وفد عسكري سياسي لخوض مفاوضات حول تبادل الأسرى، وتكررت زياراته في الأعوام اللاحقة لبحث ملفات ذات علاقة بالأسرى والتهدئة والمعابر.

وفي العام نفسه انتخب عضوا للمكتب السياسي ممثلا عن الجناح العسكري للحركة، وأدرج عام 2019 على لوائح الإرهاب الأمريكية. ثم أعيد انتخابه في المنصب نفسه عام 2021 وظهر في الصورة الجماعية لأعضاء المكتب مرتديا كمامة.

وفي مارس 2023 حذر مروان عيسى من “زلزال يضرب المنطقة” إن تم المساس بالمسجد الأقصى، وقال إن إسرائيل “أنهت اتفاقية أوسلو، وإن الأيام القادمة ستكون مليئة بالأحداث”، وهو ما حدث فعلا عند إعلان معركة “طوفان الأقصى” يوم 7 أكتوبر 2023.

المصدر: RT

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى