ترياق نيوز : عبدالباقي جبارة
ما تمر به مدينة الهلالية تلك البلدة الوادعة التي ترقد على الضفة الشرقية للنيل الازرق بولاية الجزيرة جنوب العاصمة السودانية الخرطوم، تعجز الكلمات عن وصف ما يجري لها من إبادة جماعية وهي الفاجعة التي يتهرب أمراء الحرب من مواجهتها.. تتحدث الاخبار بأن عدد الضحايا بلغ حتى كتابة هذه القصة (٤٥٠) قتيلا منهم من سقط بالسلاح الناري ومنهم من قضى باسباب مجهولة، هنالك من يتحدث عن حالات تسمم وهنالك من يتحدث عن مرض غامض ضحاياه بالمئات .. وتظل الحقيقة غائبة ما دام ما زال الحصار يخنق تلك المنطقة المكلومة ..
بالتأكيد كل الاتهامات مصوبة ناحية الدعم السريع لكن لا احد يجروء على اتهام طرف آخر زج بالمنطقة في اتون الحرب أو ادخلها في المعادلة لغايات دنيئة.. والواقع كل اطراف الحرب تواصل الهروب للامام والغرق في دماء الابرياء والمدنيين العزل.. هذه الحرب القذرة يخوضها الفوارس والاشاوس والبواسل في خدور النساء تقتل الاجنة في الاحشاء ويتخفى القتلة خلف الامهات والقاصرات، يحتفون بنصر زائف هنا وهنالك لا فرق بين ملتحي وادروج ، ولا بين اشعث اغبر ومنعم.. جميعهم يرفعون رايات الزيف والتضليل ملطخة بالدماء الزكية، التي سالت ثمنا لرغائبهم السلطوية وآمالهم الدنيوية الزائلة..
نعم ايها السادة بأن الهلالية مثلها ومثل كثير من المدن والقرى والفرقان التي تعرضت لإبادات جماعية وإن تعددت اشكالها اتفقت جميعها في القضاء على اكبر عدد من العزل ، ولكن تظل الهلالية نقطة العقار الابرز لكل الاطرف لانها ببساطة ليس فيها صراعات قبلية تتخذ زريعة ولا خصم شرس يكون الهدف من اجل الانتقام من حاضنته ..
الهلالية التي اصبح الهروب من معرفة حقيقة قضيتها أخطر من الهروب من حماية أهلها.. ولكن لا بد لليل أن ينجلي وتتكشف الحقائق وحينها لن بجدي اتهام النيل الذي التفت يده بخصرها وهو صفاق. وسيعرف الجميع يد الغدر والخيانة بتخثر دم الابرياء على أكفه.. والله الحي الذي لا يموت وهو الديان لا ينسى افعل كما شئت كما تدين تدان