*الى أرواح شهداء أسرة ابوكندي الخمسة*
إن المنية حوض أنت تكرهه..وأنت عما قريب فيه
*قبل* ثماني سنوات تلقت مدينة ام روابة أبشع الاخبار بوفاة خمسة أفراد من أسرة واحدة *(اسرة عبدالقادر خليل ابوكندي)* في حادث مروري بالقرب من كوستي في طريقهم إلى الخرطوم حيث دهس شاحنة (زد واي) سيارة صغيرة ماركة (آكسن) وداخلها خمس أشخاص من أسرة واحدة بينهم طفل رضيع ..!
#حدث ذلك عام ٢٠١٤.م الموافق ١٧ رمضان ١٤٣٥.م مما أدى إلى وفاة عميدة الأسرة الحاجة حواء عوض السيد داؤد (٥٠)سنة وابنها حافظ عبدالقادر خليل (٢٢) سنة (غير متزوج) بجانب إقبال مدني أحمد (٢٥) سنة زوجة عماد عبدالقادر خليل ابوكندي وطفلها (عبدالقادر) والدتها الحاجة
فاطمة برير محمد مدني (٦٠) سنة ..
*الأمر* الذي جعل أسرة ابوكندي تطلق مبادرتها السنوية بإقامة إفطار سنوي لارواح الموتى يتجدد كل رمضان بمشاركة كافة مواطني الحي بالامتداد مربع (٢) بالإضافة الى منسوبي الأسرة بقرى ريفي ام روابة بمناطق المعاقلة وعبية صالح شمال غرب ام روابة..
*الموت..عظمة الأموات في الأحياء :*
المشهد الإنساني الذي خلده مواطنو الامتداد بهذه المبادرة بالتداعي للحضور من كافة أطراف المدينة والقرى المجاور والرحم على أرواح الموتى عموما وأسرة ابوكندي خاصة يعد درسا وعظمة فهو اختبار وامتحان وعظمة للأحياء في الأموات الذين رحلوا كل على طريقته حيث تتعدد الأسباب والموت واحد قال الله تعالى :
{أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا}
*شكرا وعرفان :*
أسرة ابوكندي ممثل في عميد الأسرة الوالد *عبدالقادر خليل أبوكندي* وأبنائه خليل وياسر وأحمد ومحمد ونور الله والسماني وعماد والد الطفل الفقيد عبدالقادر وامه) يتقدمون بوافر الشكر والعرفان لكل من ساهم في إحياء هذه المبادرة السنوية خاصة شباب الحي بالامتداد مربع (٢) حي عثمان بن عفان وأعيان ام روابة وكل أطياف المدينة والقرى التي تحملت المواقف و بادرت بالمشاركة والترحم على أفراد الأسرة وكافة الموتى بهذا الحي..وقال ياسر عبدالقادر ابوكندي ان الموت سنة الأولين والآخرين وعلى كل شخص ان يعمل صالحا يرضاه الله فهو لا يدري متى و بأي أرض يموت وشكر ياسر كل الحاضرين الذين شكلوا لوحة اجتماعية لا تتكرر الا بالسودان وشهر رمضان الذي يستجاب فيه الدعاء.
*حوض الموت المورود :*
اذا كان الموت هو خروج النفس من الجسد والانتقال من الحياة في العالم الدنيوي إلى الحياة في العالم البرزخي ..اذن إن الموت الحوض المورود قصرت أو طالت الآجال..فقد وردت كلمة الموت وصيغها في القرآن الكريم (١٦٥) مرة بينها (٢٤) فعل ماضي و(٢٤) فعل مضارع وصيغتان فقط فعل امر ..كما أورده الشعراء في ديوان العرب كثيرا باعتباره العظة والمصير:
*يقول* كعب بن زهير بن أبي سلمي في قصيدته (بانت سعاد) التي قدمها في حضرة النبي (صل الله عليه وسلم) فاهداه بردته :
*كل ابن أنثى وان طالت سلامته..يوما على آلة حدباء محمول*
كما ورد ذكر الموت في مواضع أخرى متعددة منها قول الشاعر :
*إن الأمنية حوض أنت تكرهه..*
*وأنت عما قريب فيه منغمس.*