الخرطوم : ترياق نيوز
قال رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير ان الحكومة السابقة حققت قدر من الاستقرار الاقتصادي بتفاهمات مع مؤسسات دولية لكن اجراءات 25 اكتوبر ادخلت البلاد في حالة أزمة وطنية شاملة وأزمة اقتصادية طاحنة وأزمة حقوقية، مشيرا الى أن السلطة الحاكمة حاليا ترتكب كل انواع الانتهاكات في حق معارضيها السلميين ووصلت حد القتل.
وأشار الدقير في حديثه لبرنامج (حديث الناس ) بقناة النيل الأزرق أن منسوب الامن اصبح متدني جدا وانتشار السلاح بكل أنواعه.
وأقر الدقير أن الفترة قبل 25 أكتوبر لم تكن خالية من العيوب والعثرات والأخطاء، وبين ان الحصاد لم يكن على قدر الرهان بعد مرور 3 أعوام من التغيير، مؤكدا ان الخلافات ضربت مكون الحرية والتغيير الذي فجر الثورة في ديسمبر 2018م وأن حزب المؤتمر السوداني من أكثر الأحزاب التي تمارس الديموقراطية.
وقال انهم يعملون مع الجميع لانقاذ الوطن، مشيرا إلى أن الخلاف مع الحرية والتغيير الميثاق الوطني بسبب دعمهم المباشر لإجراءات 25 اكتوبر، وقال الدقير عليهم الاعتراف بأن ماحدث في 25 أكتوبر كان خطأ وجريمة ينبغي التراجع عنها، واضاف ان بقاء قادة الكفاح المسلح في السلطة حتى الان لاسباب معقدة مرتبطة باتفاقية السلام، مشيرا إلى انهم يمثلون الصوت المعارض داخل السلطة الحاكمة وكنا ننتظر منهم مواقف أكثر صرامة خصوصا بعد سقوط هذا العدد الكبير من الشهداء.
وأشار الدقير إلى ان الحرية والتغيير تتحمل النصيب الأكبر من الفشل في تكوين المجلس التشريعي.
ونفى الدقير الحديث عن تواصل أو وثيقة سياسية جديدة مع المكون العسكري، وقال ان المفاوضات الآن مع المكون العسكري هي الشارع فقط “نحن بالهتاف وهم بالرصاص والبمبان
غير هذا لايوجد اي حوار “، مشيرا إلى عدم وجود مركز موحد للمعارضة الان، داعيا لتكوين جبهة عريضة لمناهضة السلطة الحاكمة، وقال ان الايام القادمة ستشهد اعلان شكل تنسيقي جديد لقوى الثورة، مشيرا إلى ان لجان المقاومة هي أحد ابداعات الشعب السوداني وتضم شباب بدون طواقي حزبية، وأقر بحدوث تباعد وتقصير في العلاقة مع لجان المقاومة عندما كانت الحرية والتغيير في السلطة، مؤكدا ان لا أحد مستفيد من الوضع الحالي إلا اعداء الوطن، منتقدا خطاب الكراهية في الساحة السياسية.
وقال الدقير ان خلافهم مع الحزب الشيوعي بسبب تمترس الشيوعي خلف موقف خاطئ ورفضه للحوار والجلوس مع القوى السياسية الآخرى لتكوين جبهة عريضة لمناهضة اجراءات 25 أكتوبر، وقال الدقير ان اكثر مما اضر بالمؤسسة العسكرية السودانية هو انغماسها في السياسة، مطالبا بضرورة خروج العسكر من العملية السياسية.
واكد الدقير ان حزب المؤتمر السوداني لم يشارك في أي انقلاب ولا أي سلطة انقلابية ومازال يعقد مؤتمراته القاعدية في موعدها ويجدد قياداته باستمرار لتقديم تجربة حزبية راشدة تساهم في ترسيخ الديموقراطية في السودان واقامة سلطة مدنية كاملة دون شراكة مع العسكر، مشيرا إلى ان قيادات الحزب والحرية والتغيير الان معتقلون بسبب بلاغات كيدية وغطاء قانوني زائف.
ووجه الدقير رسالة للمكون العسكري ان هذا الطريق مسدود ولن يؤدي للامام، مشيرا الى أن ذكرى 6 ابريل ظلت تشكل علامة فارقة في تاريخ الشعب السوداني وابريل 2022 ستنهي اجراءات 25 اكتوبر ونواصل مسيرة التحول الديموقراطي.