الخرطوم _ ترياق نيوز
يشير الكاتب السوداني الجميل الفاضل إلى أنه “وفق المؤشرات الظاهرة فإن ما تم في اتفاق جوبا للسلام كان بمثابة صفقة بين الحركات المسلحة والمكون العسكري، وقد كشف جانباً من هذه الصفقة رئيس حركة تحرير السودان حاكم دارفور أركو مني مناوي، خلال أحد مؤتمراته الصحافية، وأكد أنهم كحركات أبرموا اتفاقين في جوبا، أحدهما رسمي فوق الطاولة والآخر تحت الطاولة مع العسكريين في شكل تحالف قائم على تبادل المصالح، مضمونه وقوف الحركات بجانب العسكريين بعدم المساس بالشركات الأمنية، وعدم تسليم رئاسة مجلس السيادة للمدنيين وعدم تسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية، في مقابل مكاسب مالية ونصيب مقدر في السلطة والثروة”.
واستطرد الفاضل، “في الحقيقة أن الحركات المسلحة أدركت بعد الإطاحة بنظام البشير في 11 أبريل (نيسان) 2019، أنها ستفقد الدعومات الدولية التي تمثل الشريان الرئيس لتغذية وتوفير حاجاتها ومواردها، فضلاً عما حدث من تغييرات إقليمية تحول دون ارتزاقها من الحرب، لذلك فكر قادتها في التحالف مع العسكريين، وهو ما ظهر جلياً خلال اعتصام القصر الجمهوري، إذ تكشفت الحقيقة من خلال التواطؤ من جانب المكون العسكري مع المعتصمين في هذا الموقع الاستراتيجي والحساس من دون مساءلة أو منع إقامته”.
وأضاف الكاتب السوداني، “فكرة هذا التحالف بشكل أساس كانت قائمة على اقتسام الغنائم واستباحة المال العام واقتسام السلطة والثروة، فهذه هي الرؤية الكلية المبنية على اقتسام الكيكة، سواء أكانت مالية أم سلطوية، لكن بعد ظهور الآثار الاقتصادية الناجمة عن انقلاب 25 أكتوبر، الذي على إثره توقفت المساعدات الخارجية وساءت الأوضاع لدرجة لا توصف حالياً من التردي والانهيار، بدأ المشهد يرتبك عند بعض قادة الحركات، فاتجه عدد منهم للاعتذار للشعب السوداني عن مواقفهم الغير مشرفة، بخاصة بعد الاتهامات التي وجهت لقوات الحركات بمشاركتها في أعمال النهب والسطو التي تشهدها العاصمة الخرطوم هذه الأيام، ووقوفهم بجانب الانقلاب”.