لليوم الثاني على التوالي أغلق المتظاهرون عددًا من الشوارع الرئيسية في العاصمة المثلثة، وقالت تنسيقيات لجان مقاومة ولاية الخرطوم إن “المتاريس” أمس الثلاثاء نجحت في شل حركة المرور وأحصت عشرات الطرق المقفلة.
وسُمح لسيارات الاسعاف بالمرور عبر الطرق المغلقة حسب ما ذكر أعضاء في الحراك السلمي مناهضون للحكم العسكري، وكانت بعض المراكز التجارية أنهت عملها مبكرًا أمس متأثرةً بالطرق المغلقة فيما قلصت بعض المدارس بالخرطوم ساعتين من اليوم الدراسي تجنبًا للطرق المقفلة.
بينما تقول حكومة ولاية الخرطوم إن الإغلاقات لم تؤثر على حركة المرور، وأكدت أن الحياة سارت بشكل طبيعي أمس الثلاثاء، وقالت إن التظاهر حق سلمي مكفول للجميع دون اللجوء إلى إغلاق الطرق طبقًا لمسؤول محلي تواصل معه “الترا سودان”.
ومع تدهور البنية التحتية بعد ثلاثة عقود في عهد النظام المخلوع والأزمة الاقتصادية الطاحنة التي قللت الصرف على تشييد الأنفاق والطرق؛ تعاني العاصمة من قلة الطرق البديلة والجسور.
ويلجأ المحتجون لإغلاق الطرق لإجبار العسكريين على التنحي والتراجع عن ما يسمونه بـ”الانقلاب العسكري” منذ خمسة أشهر، ويعتقد نشطاء المقاومة الشعبية أن الإغلاق يؤدي الى شل قدرة السلطات على تسيير شؤون البلاد.
وفي الخرطوم بحري لم يتغير المشهد عما كان عليه أمس وبدت طرق رئيسية خالية من حركة السير سيما في شارع “الشهيد مطر”، وطريق رئيسي قرب أحياء شمبات.
وتُجبر زيادة أسعار الوقود ملاك السيارات لتفادي الانتقال عبر طرق بديلة، إذ أن أربعة جالون من البنزين تباع بـ(12) ألف جنيه، وكان يباع بسعر (3600) قبل ثلاثة أشهر.
وتنتهي إغلاقات الطرق بالعاصمة اليوم طبقًا لتنسيقيات لجان مقاومة ولاية الخرطوم التي دعت المتظاهرين إلى مواكب ليليلة للإعلان لـ”مليونية غدًا الخميس في العاصمة والمدن”.
وذكر مازن أحمد (27 عامًا) إن “المتاريس” وسيلة ناجعة لإعادة الزخم الثوري، ويقول إن الوضع الاقتصادي لا يحتمل الانتظار في المنازل ويجب أن يخرج المواطنون لإنهاء الانقلاب العسكري، على حد تعبيره.
ويعتقد أحمد طبقا لـ”الترا سودان”، أن العمل السياسي أيضًا متجمد منذ ما أسماه بـ”الانقلاب العسكري”، لأن منظمات المجتمع المدني والأحزاب تعاني من ضعف شديد في طريقة التفكير، فهي بين الوصول إلى السلطة بأقصر الطرق وبين تجنب خسارة الجماهير.
وفي تقاطع حي المؤسسة بالخرطوم بحري أحد أكبر الشوارع في هذه المدينة الواقعة شمال نهر النيل الأزرق، أغلق محتجون التقاطع بالكامل وهم يرددون هتافات مناوئة للعسكريين.
وأبلغ شهود لـ”الترا سودان”، أن الشارع مغلق بالكامل ولم يشهد حركة مرورية منذ أمس الثلاثاء. وأشاروا إلى أن السيارات لا تفضل العبور هذا الشارع لأنه مركز احتجاجات منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي ومناهضة العسكريين.
وفي أمدرمان توسعت رقعة الشوارع المغلقة بدخول شارع الوادي ضمن “الطرق المترسة” صباح اليوم حسب ما ذكر شهود، حيث وضع محتجون أحزمة نارية من الإطارات القديمة والكتل الخرسانية على الطرقات.
وإذا تمكنت حركة السيارات من عبور هذا الشارع حال استئناف نشاطه، فإن شارع الأربعين معقل محتجي أمدرمان مغلق بالكامل منذ أمس بـ”متاريس” متعددة.
بينما في مدينة الخرطوم أغلق متظاهرون الطريق قرب حي “الصحافة ظلط” وفشلت السيارات في الوصول إلى الميناء البري عبر هذا الشارع الحيوي، وجرى تنفيذ المتاريس في الصباح الباكر.