الخرطوم _ ترياق نيوز
لكن الجميل الفاضل، وهو صحافي ومحلل سياسي بارز، يرى أنّ خروج حمدوك من المشهد السياسي له فوائد جمة، وحالة إيجابية، يمكن أن تعيد للحراك الثوري زخمه وقوته. ويشبّه الفاضل حمدوك في الفترة الأخيرة بأنه كان «مثل البرقع أو القناع الذي توشحه العسكريون إلى زمن طويل، واستتروا به عن تحقيق أهداف الثورة السودانية… وقد سقط الآن». ويرى أيضاً أن استقالة حمدوك تمهد لخروج «العقليات الانكفائية كافة» عن الساحة السياسية. وبيّن الفاضل أنَّ «وجود حمدوك كانت فيه مصلحة لجنرالات الجيش، وللنادي السياسي القديم الذي يحاول إنتاج صور قديمة للممارسة السياسية عبر ذات الكتاب الذي كانت تقرأ منه خلال فترات الديمقراطية الأولى (في حقبة ستينات القرن الماضي) والثانية (الثمانينات) والثالثة (2019)». وتابع: «حمدوك كان كجسم غريب، تم زرعه في المشهد السياسي… أنسجته لا تتوافق تماماً مع روح الثورة… ظلَّت عقلية الموظف الدولي تسيطر على شخصيته، وتمنعه من أن يتعامل مع رؤسائه بشكل فيه نوع من التمرد… والثورة في الأساس هي حالة من التمرد… حالة رفض، وتعبير عن قوة… ومحاولة انتزاع كثير من المكتسبات والتمسك بها. وعدم التفريط فيها… وبالتالي فإن خروجه فرصة نادرة لقوى الثورة أن تستعيد بريقها».
لندن: عيدروس عبد العزيز