قصة خبرية متابعة _ ترياق نيوز
حاجة ” عائشة ” إمرأة عصامية تكافح من أجل إعالة أسرتها عبر بيع الشاي ، أخذت هامش احد الشوارع في الخرطوم شرق منطقة ” الصحف ” وجوار احد المؤسسات الحكومية ، حيث خلقت علاقات طيبة مع الجميع وأصبح يستدين منها الصحفيين والموظفين على حد سواء عندما تنفذ ” الماهية” بعضهم يتجاوز دينة ” السلفية ” قيمة الشاي والقهوة ويستلف منها ” حق المواصلات .
خلقت حاجة عائشة علاقات طيبة وهي ترسم الابتسامة على وجهها دون تكلف تعبيرا عن الرضا ب” المقسوم ” . أعتادت حاجة عائشة تشتري الخبز من المؤسسة الحكومية التي تمارس نشاطها بجوارها بعد أن يأخذ كل الموظفين حصصهم وهي خدمة يحظون بها في مؤسستهم .
الخميس الماضي جلس محرر ” ترياق نيوز ” جوار حاجة عائشة ليرتشف كوب من ” الكركدي” الدافئ مع لمسة الجنزبيل لعلها ترفع حرارة البرود الذي أصاب الاطراف والحياة بصورة عامة ، ومن جانب تناول أطرف الحديث مع حاجة عائشة ذات التعبير الصادق عن الواقع الذي يعيشه السواد الأعظم من الشعب السوداني .
حاجة عائشة : يا “فلان” ما شفت أمس حصل شنو ؟ ” فلان ” : إن شاء الله خير :
حاجة عائشة : أمس ما وجدت عيش ” خبز ” عند جيراني ديل وبعد قفلت كنت شايلة هم اليوم ناس البيت يتغدوا ب ” شنو” ولما وصلت ام درمان وجدت مخبز فيه صف رجال” طويييل” لكن صف النساء قصير وقفت فيه .
وتواصل حاجة عائشة قائلة : بعد شوية في رجل وصل الشباك ولم يشتر وخرج من الصف وجلس على الأرض ووضع يديه على رأسه وأصبح يبكي بصوته العالي ، حتى لفت نظر كل الواقفين في الصف وسألوه ” يا زول مالك” الحاصل إيه وبعد إلحاح منهم قال لهم : ” انا عندي ستة من البنين والبنات وانا وأمهم ووالدتي حيث تتكون أسرتي من تسعة أفراد..كنت بقيف في الصف بشتري العيشة ب جنيهين واليوم واقف في الصف دا وجدت العيشة بقت ب “15 “جنيه يعني أعمل شنو غير أبكي ؟! .
هنا تحركت غريزة التكافل لدى الواقفين في الصف وكل يجود بما لديه ٢٠ او ٥٠ او ١٠٠ جنيه الرجل خرج بمبلغ كفكف دمعته وأخذ كيس الخبز وذهب لحال سبيله .
وفلان سأل حاجة عائشة انت كان دورك شنو ؟
حاجة عائشة : قلت ليه ” اليوم بكيت اها بكره بتعمل شنو ؟! .
وانفجر الجميع في موجة من الضحك تغالب الحسرة ..
عبدالباقي جبارة
٢١ يناير ٢٠٢١م